أعلنت أمريكا ودول أوروبية اليوم السبت، دعما عسكريا لأوكرانيا وإمدادات للحرب في مواجهة روسيا التي تقوم ضدها بعملية عسكرية منذ فجر الخميس الماضي.
دعم أمريكي
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، السبت، أن الولايات المتحدة ستقدم لأوكرانيا مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 350 مليون دولار لصد الغزو الروسي.
وقال في بيان: "هذه الحزمة ستشمل وسائل عسكرية دفاعية جديدة لمساعدة أوكرانيا على مواجهة تهديدات المدرعات والمقاتلات والمروحيات والتهديدات الأخرى".
وأضاف: "هذه إشارة واضحة أخرى إلى أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب شعب أوكرانيا في الدفاع عن دولته ذات السيادة والشجاعة".
وأشار إلى أن الولايات المتحدة رصدت ستين مليون دولار من المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الخريف، ثم مئتي مليون دولار أخرى في كانون الأول/ ديسمبر "بينما التهديد (الروسي) يتوضح".
وقال بلينكن إنه مع الإعلان عن 350 مليون دولار السبت "ترتفع القيمة الإجمالية للمساعدة الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا خلال العام الماضي إلى أكثر من مليار دولار".
إمداد ألماني
في حين أجازت الحكومة الألمانية تسليم أوكرانيا 400 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، الأمر الذي يشكل تراجعا عن سياسة اتبعتها في الأعوام الأخيرة، وتقضي بحظر أي تصدير لأسلحة فتاكة في مناطق نزاعات، وفق ما أفاد مصدر حكومي لوكالة "فرانس برس" السبت.
وقال المصدر: "بالنظر إلى العدوان العسكري الروسي على أوكرانيا، فإن الحكومة الألمانية مستعدة للموافقة على (تسليم) معدات تحتاج إليها أوكرانيا بإلحاح للدفاع عن نفسها".
معدات دفاعية فرنسية
وفي سياق متصل، نقلت وكالة "رويترز" عن متحدث باسم الجيش الفرنسي لم تذكر اسمه، أن فرنسا قررت إرسال معدات عسكرية دفاعية إلى أوكرانيا لدعمها في مواجهة الهجوم الروسي.
وأضاف أن مسألة قضية إرسال أسلحة هجومية لا تزال محل بحث.
وتابع للصحفيين: "تعرفون أن شحن المعدات مسألة معقدة في الوقت الحالي".
أسلحة وذخيرة من التشيك
بالموازاة مع ذلك، قالت وزارة الدفاع التشيكية إن الحكومة وافقت، السبت، على إرسال أسلحة وذخيرة بقيمة 188 مليون كرونة (8.57 ملايين دولار) لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ضد هجوم روسيا.
وأشارت إلى أن الشحنة التي تشمل أسلحة آلية وبنادق هجومية وأسلحة خفيفة أخرى، سيتم تسليمها من الجانب التشيكي إلى موقع تختاره أوكرانيا.
وأضافت: "مساعداتنا لم تنتهِ بعد".
صواريخ هولندية
وانضمت هولندا أيضا إلى قائمة الدول التي أعلنت إرسالها دعما عسكريا لأوكرانيا، إذ أفادت الحكومة الهولندية بأنها ستقدم 200 صاروخ "ستينغر" مضاد للطائرات.
وذكر بيان مشترك صادر عن وزارتي الخارجية والدفاع، أن أوكرانيا طلبت دعماً عسكرياً إضافياً وستتم تلبية الطلب.
وأشار البيان إلى أن بعض المعدات العسكرية المختلفة مثل الأسلحة وأنظمة الرادار والخوذات شُحنت اليوم السبت، وسيتم إرسال المعدات الأخرى في أسرع وقت ممكن.
وكانت هولندا قد أعلنت في 18 شباط/ فبراير الجاري، أنها ستزود أوكرانيا بمعدات عسكرية مختلفة مثل أنظمة الرادار والخوذات.
في وقت سابق اليوم السبت، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاتحاد الأوروبي بدعم أكبر في مواجهة التدخل العسكري الروسي، وذلك خلال اتصال بينه وبين رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.
عقوبات أوروبية
يأتي هذا بينما دخلت العقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا حيز التنفيذ، حيث شملت مجالات مختلفة مثل التمويل والطاقة والنقل، وتجميد أصول كبار الشخصيات.
ونُشرت قائمة العقوبات الجديدة التي أعدها الاتحاد الأوروبي بسبب هجوم روسيا على أوكرانيا في الجريدة الرسمية للاتحاد وبذلك تكون قد دخلت حيز التنفيذ.
وتصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف قائمة العقوبات الجديدة، كما تم إدراج أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي، وأعضاء مجلس الدوما الذين وافقوا على اتفاقية التعاون مع المناطق الانفصالية شرق أوكرانيا، حيث جُمدت أصولهم.
وفرضت عقوبات على ما مجموعه 64 مؤسسة روسية مهمة، بما في ذلك مؤسسات عامة مثل الرئاسة الروسية، ووزارة الدفاع، والشركات العاملة في قطاعات النقل، والطاقة والطيران والتمويل.
لوفتهانزا تعلق رحلاتها إلى روسيا
أعلنت شركة لوفتهانزا للطيران، وهي الأكبر في أوروبا، السبت تعليق جميع رحلاتها إلى روسيا وعبرها لمدة سبعة أيام، بسبب غزو الجيش الروسي لأوكرانيا.
وصرح متحدث باسم الشركة لوكالة فرانس برس، السبت، بأن "لوفتهانزا لن تستخدم المجال الجوي الروسي للأيام السبعة المقبلة" و"سيتم تعليق الرحلات الجوية إلى روسيا خلال هذه الفترة".
مظاهرات داعمة
من مسيرات رفعت خلالها المشاعل إلى مسيرات بسيطة سارت في الشوارع، تتزايد مظاهر التضامن مع أوكرانيا ضد الغزو الروسي في أوروبا ودول أخرى حول العالم.
وتجمع آلاف الأشخاص السبت في مختلف أنحاء سويسرا، منهم ألف شخص في جنيف، أمام مقر الأمم المتحدة الرئيسي في أوروبا بحسب الشرطة، وعبّروا عن دعمهم لأوكرانيا، مطالبين باتخاذ تدابير حازمة ضد روسيا.
وسبق أن حصلت تظاهرات في طوكيو وبرشلونة ولندن وروما.
واحتشد أكثر من ألف شخص ظهر السبت، في وسط العاصمة الإيطالية ومن بينهم عائلات، وقفوا أمام منصة كتب عليها "ضد الحرب"، تلبية لدعوة نقابات وجمعيات.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "الحب، لا الحرب"، "نريد السلام".
وكان الآلاف قد شاركوا في مسيرة تضامن مساء الجمعة، رفعت خلالها المشاعل وصولا إلى الكولوسيوم في روما.
وتظاهر حوالي ألف شخص في برشلونة، بحسب تقدير شرطة البلدية.
وفي لندن تجمّع مئات المتظاهرين أمام السفارة الروسية وأمام مكاتب رئيس الوزراء بوريس جونسون، رافعين الأعلام الأوكرانية.
وفي مدينتي مرسيليا ومونبلييه جنوب فرنسا هتف مئات الأشخاص "أوقفوا الحرب، أوقفوا بوتين".
وشهدت جورجيا، الجمهورية السوفياتية السابقة، تحركا كبيرا نسبيا مساء الجمعة، حيث تجمع قرابة 30 ألف شخص في تبليسي ملوحين بعلمي أوكرانيا وجورجيا وردّدوا النشيدين الوطنيين للبلدين.
وفي العاصمة اليونانية أثينا، تجمع أكثر من 2000 شخص مساء الجمعة أمام السفارة الروسية بدعوة من الحزب الشيوعي اليوناني وحزب اليسار الراديكالي "سيريزا".
وقد شجبت هذه الأحزاب، الموالية لروسيا تقليديا، "غزو روسيا لأوكرانيا" و"الحرب الإمبريالية ضد الشعب".
تظاهرات التضامن هذه لم تقتصر على أوروبا: ففي مونتريال بكندا، لم يتردد العشرات بعد ظهر الجمعة وهم يواجهون عاصفة ثلجية في الاحتجاج تحت نوافذ القنصلية العامة لروسيا.
وفي الأرجنتين، تظاهر نحو 2000 شخص، بينهم مهاجرون أوكرانيون وأرجنتينيون من أصل أوكراني الجمعة في بوينس آيرس، مطالبين أمام السفارة الروسية بـ"الانسحاب غير المشروط" لقوات "القاتل" بوتين.
رفض دولي واسع لاعتراف روسيا باستقلال إقليمين أوكرانيين
أوكرانيا تدعو لوقف إطلاق النار.. وروسيا تتمسك بمطالبها
المناورات الروسية مستمرة.. وأوكرانيا تطلب دعما غربيا