تحدث خبير عسكري إسرائيلي، عن دروس أولية مستفادة من ناحية تل أبيب من الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا، منوها إلى أن هذه الحرب تذكر "إسرائيل"، أنه ليس لها بوليصة تأمين إلا جيشها وقوتها، ملمحا بذلك إلى الدعم الأمريكي.
وأوضح يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن "الحرب في أوكرانيا لا تزال بعيدة عن النهاية، ولكن يوجد منها غير قليل من الدروس؛ محلية، عالمية، عسكرية، ذات صلة شديدة بإسرائيل".
وبين أن الدرس الذي يمكن الاستفادة منه في حرب روسيا ضد أوكرانيا، أن "تعتمد إسرائيل على نفسها وقوتها"، معتبرا أن "الموضوع المبدئي في إسرائيل، كيف نبقي الأفضل في الخدمة، وهكذا نضمن في المستقبل أن تكون الخدمة في يد من هم الأفضل".
ورأى الخبير، أنه "في ظل عالم يجن جنونه، ومع إيران تتعزز قوتها، ليس لإسرائيل بوليصة تأمين حقيقية غير الجيش الإسرائيلي، و بوليصة التأمين هذه تطلب العناق وليس الصفعة".
أفعال متأخرة
وذكر أن هناك "قدرا كبيرا من المبالغة في الحديث عن الصمود الأوكراني وتأثيره في ميدان المعركة، فبعض من محافل الاستخبارات في الغرب وعلى رأسها الأمريكية والأوكرانية، سعت ببث رسائل تفيد بأن صورة المعركة متوازنة، ولكن هذه هي أكثر من معلومات مسنودة كانت محاولة غير ناجحة لحرب وعي ذكية لتعزيز الصمود الأوكراني ولإضعاف الروس".
ولفت إلى أن "النتائج في الميدان لا لبس فيها، الجيش الروسي يحتل المزيد من الأراضي في أوكرانيا، وهو في طريقه إلى الهدف الواضح؛ نقلها لسيطرة موسكو الكاملة"، مضيفا: "من اعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيرفع اليدين أو يغير طريقه في أعقاب النقد في الغرب والعقوبات، خاب ظنه منذ زمن بعيد، فكلما مر الوقت تبدي روسيا تصميما أكبر وعدوانية أوسع بضرب البنى التحتية والمدنيين، وأوكرانيا لا توجد لديها أي قدرة للوقوف في وجه القوة الروسية؛ فهم في ظل وضع دون عسكري وغياب ظهر غربي، محكومون بالهزيمة".
واستنكر الخبير الموقف العالمي الذي تأخر طويلا في الاستعداد للغزو الروسي، ونظره لما يجري قبل العملية العسكرية "بخليط من السذاجة والوهن"، وقال: "بعد أن بدأت الحرب، جاءت الأفعال متأخرة جدا من ناحية أوكرانيا، وبعيدة جدا من أن يكون لها تأثير حقيقي على موسكو".
ورأى أن "المنظمة العتيقة؛ وهي حلف "الناتو" الذي فقد البوصلة، حصل على فرصة نادرة لأن يعيد من جديد تصميم طريقها وترميم ردعها، وليس للقتال ضد ورسيا لأجل أوكرانيا"، منوها إلى أن "إسرائيل وجدت نفسها متلعثمة في هذه المعركة؛ رغبتها في علاقات طيبة مع روسيا وأمريكا مفهومة، ولكن مرغوب فيه أن تكون أكثر إنصاتا للأصوات من واشنطن، والقرار بعدم الاستجابة للطلب الأمريكي للتوقيع على قرار شجب روسيا في مجلس الأمن، تسبب بنقد غير قليل لإسرائيل في الولايات المتحدة، وهنا يجدر بتل أبيب أن تصلح الضرر، كي نتأكد في موعد ما في المستقل من أن واشنطن ستنصت لنا".
بوليصة تأمين
وأضاف: "في إسرائيل يعطون احتراما شديدا لروسيا، ولكن لا ينبغي المبالغة في الحذر، ومع الاحترام لما يجري في سوريا، فلروسيا توجد غير قليل من المصالح في التعاون مع إسرائيل. فالهجمات المنسوبة لسلاح الجو تسمح لها بأن تلجم النشاط الإيراني في سوريا، الذي في أحيان قريبة ينافس الهيمنة قبالة الروس، والأهم من ذلك، هي لا تهدد روسيا نفسها".
ونبّه ليمور، إلى أنه "في حال قررت روسيا في لحظة جنون، وضع منظوماتها المتطورة "S-300" و "S-400" في الجبهة مقابل إسرائيل، ستكتشف أن سلاح الجو قادر على التغلب عليها، وستكون هذه بشرى سيئة جدا لردعها ولمبيعات الصناعات العسكرية الروسية في العالم، وعلى أي حال الاهتمام الروسي لا ينصب الآن على سوريا بل في أوكرانيا".
ونبهت محافل أمن إسرائيلية تتابع مجريات الحرب، إلى أن "الدب الروسي يبدو أقل تهديدا مما كان يخيل".
كاتبة إسرائيلية: غزو روسيا لأوكرانيا أعاق خطتنا ضد إيران
كيف علق قادة الاحتلال الإسرائيلي على غزو روسيا لأوكرانيا؟
تباين في المواقف الإسرائيلية من الأزمة بين روسيا وأوكرانيا