صحافة دولية

NYT: صورة جيش روسيا "المخيف" تحطمت في أوكرانيا

الصحيفة أشارت إلى مركزية القرارات في الجيش وتضرر معنويات الجنود- أ ف ب (أرشيفية)

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن صورة الجيش الروسي، الذي يجب أن تخافه الدول الأخرى، تحطمت، بعد نحو أسبوعين على الحرب في أوكرانيا.

وأشارت إلى أنه منذ بداية الغزو في 24 شباط/ فبراير الماضي، فقد نجح الجيش الأوكراني، الذي يتضاءل أمام القوة الروسية في معظم النواحي، في صد هجمات الجيش الروسي في عدة جبهات، وقتل أكثر من 3000 من جنوده، وفقًا لتقديرات مسؤولين أمريكيين.

وقال مسؤولون أمريكيون، نقلاً عن تقييمات استخباراتية أمريكية سرية، لصحيفة "نيويورك تايمز" إن أوكرانيا أسقطت طائرات نقل عسكرية تحمل مظليين روسا، وأسقطت طائرات هليكوبتر، ودمرت العديد من الآليات في القوافل الروسية باستخدام صواريخ أمريكية مضادة للدبابات وطائرات مسيرة تركية.

وأكد المسؤولون أن الجنود الروس يعانون من ضعف الروح المعنوية ونقص الوقود والغذاء. وأشاروا إلى أن بعض القوات عبرت الحدود مع وجبات طعام انتهت صلاحيتها في عام 2002، كما أنه استسلم آخرون وخربوا سياراتهم لتجنب القتال.

لكن بالرغم من ذلك فإن معظم الخبراء العسكريين يقولون إن روسيا ستخضع الجيش الأوكراني في نهاية المطاف.

ويبلغ حجم الجيش الروسي 900 ألف جندي في الخدمة الفعلية ومليوني جندي احتياطي، وهو ثمانية أضعاف حجم الجيش الأوكراني. كما أن موسكو تمتلك طائرات مقاتلة متقدمة وبحرية هائلة.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أنه بعد هذه الحرب لم تعد الجيوش الأوروبية تخاف من القوات الروسية كما كان في الماضي. وأشارت إلى أن روسيا كشفت لجيرانها الأوروبيين عن ثغرات في استراتيجيتها العسكرية يمكن استغلالها في المعارك المستقبلية.

 

 

اقرأ أيضا: اجتماع روسي أوكراني برعاية تركيا الخميس المقبل


ونقلت الصحيفة عن نحو عشرين من المسؤولين الأمريكيين والأوكرانيين وحلف شمال الأطلسي قولهم إن الجنود الروس عبارة عن شباب عديمي الخبرة لم يتم تمكينهم من اتخاذ قرارات فورية، كما أن الضباط غير مسموح لهم باتخاذ القرارات أيضًا.

وأكدوا أن القيادة العسكرية الروسية، وعلى رأسها الجنرال فاليري غيراسيموف، مركزية للغاية. وقال المسؤولون إن الضباط الروس في الميدان يحتاجون إلى الحصول على الإذن لاتخاذ القرارات حتى في الأمور الصغيرة.

وقال مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في "CNA"، وهو معهد أبحاث دفاعي: "الاستعدادات الروسية لحرب حقيقية كانت شبه معدومة، والروح المعنوية منخفضة بشكل لا يصدق؛ لأنه من الواضح أنه لم يتم إخبار القوات بأنهم سيرسلون إلى هذه المعركة".

وقد نجح الأوكرانيون، باستخدام صواريخ غافلين الأمريكية في تدمير الكثير من الدبابات الروسية في ساحة المعركة.

وقال المحلل في وكالة "غينس" العالمية للاستخبارات الدفاعية، توماس بولوك، إن القوات الروسية ارتكبت أخطاء تكتيكية تمكن الأوكرانيون من الاستفادة منها. وأضاف: "يبدو أن الأوكرانيين كانوا أكثر نجاحًا عندما نصبوا كمينا للقوات الروسية".

وقال فريدريك دبليو كاغان، الخبير في شؤون الجيش الروسي الذي يقود مشروع التهديدات الحرجة في معهد أميركان إنتربرايز، إن "قيام الأوكرانيين بتدمير الكثير من الآليات العسكرية لموسكو سيكون مدمرا للمعنويات الروسية".

ويعتقد المحللون العسكريون أنه مع "فشل القوات الروسية ميدانيا، فقد يلجأ بوتين إلى التكتيكات الوحشية ويستهدف المدنيين".