نشرت صحيفة "برافدا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن كيفية تحوّل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أيقونة في الحرب التي تشنها روسيا على بلاده، لدرجة جعلت البعض يشبهونه بالأسطورة تشي غيفارا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن البشرية منذ العصور القديمة آمنت بأساطير معينة توارثتها الأجيال، وأصبحت بمرور الوقت غير قادرة عمليا على التخلي عن هذا الوعي الأسطوري الذي يقوم على تصنيف الأشخاص من حولنا إلى أبطال وأشرار.
أهمية الأسطورة للسياسيين
تعدّ الأساطير من بين الأسس التي تقوم عليها الحضارات، وهو ما يجعلها ذات أهمية في المجتمعات.
على مرّ العصور، ظهرت قصص وأساطير كثيرة حول أبطال وقادة عظماء، مثل جلجامش وأخيل وسليمان وميداس، وكان لكل زمن أساطيره. وفي الوقت الحالي، لم يعد بإمكاننا بعد مئات السنين التأكد من صحة ما يُروى من قصص عن قوة الملك جلجامش، أو حكمة سليمان، أو براعة أخيل في ساحة المعركة.
خلال القرن العشرين، بدأ العلماء يهتمون بدراسة الأساطير وتأثيرها على البشر. وقد اكتشفوا أن معظم الأساطير مرتبطة برموز القوة والنفوذ، وأنها تتشكل إما بطريقة تلقائية أو من قبل أطراف يسعون لتعزيز صورتهم من خلالها.
عُرف خلال القرن العشرين عدد من الأساطير، أبرزهم تشي غيفارا، القائد الثوري والأكثر شعبية. وقد ذاع صيت تشي غيفارا بفضل السمات التي تميزه عن غيره من القادة، مثل القوة والإصرار والبساطة والصدق في التعامل مع الناس، ليصبح بذلك أسطورة حيّة بالنسبة للملايين في العالم، وهو أمر فشل في تحقيقه الكثيرون، بما في ذلك فيدل كاسترو. وخلال مسيرته النضالية، واجه تشي غيفارا مع رفاقه جميع المصاعب، وكان ينضم إلى المعارك مهما كان الوضع خطيرًا.
اقرأ أيضا: الناتو: سنواصل تسليح أوكرانيا.. وتحذير لبيلاروسيا والصين
هل زيلينسكي غيفارا الغرب؟
تظهر المقابلات ومقاطع الفيديو التي نشرها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مؤخرًا، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أنه وأعضاء حكومته تخلوا عن ارتداء البدلات الرسمية وربطات العنق، حتى أنهم توقفوا عن حلاقة ذقونهم.
وتوثق مشاهد مسربة من زيارة زيلينسكي إلى الجنود الأوكرانيين في دونباس، ارتداءه سترة واقية من الرصاص، وجلوسه مع الجنود لتناول وجبة من النقانق.
وتوحي تصرفات زيلينسكي بأنه يقدم نفسه في صورة القائد الشجاع الذي يخوض الحرب جنبا إلى جنب مع شعبه، بينما يواصل الإدلاء بتصريحات للصحفيين من جميع أنحاء العالم، بحسب الصحيفة الروسية.
وتصوّر تقارير قنوات التلفزيون الأوروبية زيلينسكي في صورة البطل المقاتل الذي يواجه عدوًا شرسًا. وقد شبّهت القنوات التلفزيونية الفرنسية زيلينسكي بالفارس رولاند، الذي قاتل جيش العدو بمفرده. وفي الواقع، يصعب التنبؤ بمصير الرئيس الأوكراني.
وأشارت الصحيفة إلى أن محاولات تشي غيفارا الأخيرة في إحداث ثورة باءت بالفشل، غير أن التاريخ خلّد ذكراه كأسطورة حاربت النظام الرأسمالي. أما زيلينسكي، فلم يظهر بعد حاملا السلاح في شوارع كييف، لكن مصيره قد يكون مشابهًا لمصير زعماء المعارضة.
وذكرت الصحيفة أنه يمكن صنع أفلام وألعاب فيديو بناء على حرب أوكرانيا، علما بأن ممارسات الجيش الروسي والأوكراني تناسب الأجندة السياسية الغربية. في خضم هذه الحرب، برزت أسطورة "شبح أوكرانيا"، الذي يُقال إنه طيار تمكن من إسقاط عدد من الطائرات الروسية خلال العملية الأخيرة.
وأوردت الصحيفة أن روسيا تطمح للانتصار في هذه الحرب على الصعيدين الثقافي والعسكري، وحتى تحقق ذلك عليها السير على خطى أوكرانيا، واتباع نفس الأسلوب الدعائي للرئيس زيلينسكي.
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)
مجلة: عقوبات الغرب تهدد بدمار اقتصادي يتجاوز نخب روسيا
لماذا يتجنب الغرب فرض عقوبات على قطاع الطاقة الروسي؟
إندبندنت: هل يكون الخليج الرابح الأكبر من غزو روسيا لأوكرانيا؟