تستمر الحرب في أوكرانيا وتطوراتها، لليوم الـ52، وسط مستجدات ميدانية وسياسية مهمة، تتلخص في تصاعد الضربات الروسية، ومطالب للرئيس الأوكراني بمزيد من الأسلحة لإنهاء الحرب.
وكثف الجيش الروسي، السبت، من ضرباته الجوية ضد أوكرانيا، بعد غرق سفينة "موسكفا" التي تقود الأسطول الروسي في البحر الأسود، حيث استهدف الروس مصنعا للصواريخ الأوكرانية.
وبحسب وسائل إعلام أوكرانية، فقد سُمع دوي انفجارات في الساعات الأولى من صباح السبت في العاصمة الأوكرانية كييف ومدينة لفيف بغرب البلاد، ودوت صفارات الإنذار من الغارات فوق معظم أنحاء أوكرانيا والتي انطلقت في ساعة مبكرة من صباح السبت.
وقالت روسيا إنها قصفت أثناء الليل مصنعا في كييف، قالت إنه كان يُصنع ويصلح الصواريخ المضادة للسفن، انتقاما في ما يبدو لغرق الطراد الصاروخي موسكفا أكبر سفينة حربية في أسطول البحر الأسود الروسي يوم الخميس.
وأفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن "عدد وحجم الضربات الصاروخية على مواقع لكييف سيزداد ردا على كل الهجمات الإرهابية وعمليات التخريب التي يقوم بها النظام القومي في كييف على الأراضي الروسية".
وقال المسؤول في مركز الدفاع الوطني الروسي ميخائيل ميزينتسيف، في بيان، إن "سلطات كييف تستعد لاستفزاز وحشي جديد لاتهام القوات المسلحة الروسية بارتكاب جرائم حرب".
ونوه إلى أن "الجيش الأوكراني يستعد لضرب المدنيين المتجمعين في محطة لوزوفا هربا من القتال في منطقة خاركيف، بصاروخ (توشكا-يو)".
من جانبها، قالت هيئة الأركان الأوكرانية، إن الجيش الروسي يحشد 22 كتيبة تكتيكية باتجاه إيزيوم للحفاظ على المناطق التي سيطر عليها، منوهة إلى أن الجيش الروسي في خاركيف يركز على إعادة تجميع قواته وتعزيزها.
وقالت القوات الجوية الأوكرانية، إن القوات الروسية استهدفت لفيف بمقاتلات سوخوي 35، منوهة إلى أنها دمرت 4 صواريخ كروز روسية باستخدام صواريخ مضادة للطائرات.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن تدمير مصنع للمدرعات في كييف وورشات صيانة معدات عسكرية في ميكولايف بصواريخ بعيدة المدى.
ونوهت إلى أنها تمكنت من إسقاط طائرة سوخوي-25 أوكرانية على بعد 15 كلم جنوبي مدينة إيزيوم.
وأضافت: "سلاح الطيران التكتيكي دمر 67 موقعا للقوات الأوكرانية الليلة الماضية، واستهدفنا 16 موقعا عسكريا أوكرانيا في بولتافا وأوديسا ودونباس بصواريخ بعيدة المدى أطلقت من الجو".
والجمعة، قالت روسيا إن أوكرانيا قصفت قرى روسية حدودية مستخدمة المروحيات، وهو ما نفته كييف، متهمة الاستخبارات الروسية بشن "هجمات إرهابية" على الجانب الآخر من الحدود.
وقالت أوكرانيا، إنها تحاول كسر الحصار الذي ضربته القوات الروسية حول ماريوبول مع احتدام القتال حول مصنع إيليتش لتصنيع الصلب في المدينة.
وفي الساعات الماضية، دار جدل بين روسيا وأوكرانيا، بشأن "موسكفا"، حيث أكدت كييف أنها تسببت في الحادثة بعدما استهدفت الطراد، بينما تقول موسكو إن الحادثة وقعت بسبب انفجار الذخائر فقط.
وقال مسؤول عسكري أوكراني، إن "الجيش الأوكراني ضرب السفينة الحربية "موسكفا" بصاروخين مضادين للسفن من طراز نبتون، ما تسبب في أضرار جسيمة"، وهو ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، في حين نفت موسكو ذلك.
مزيد من الأسلحة
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن الحرب ستكون أقصر بكثير إذا حصل على الأسلحة المطلوبة، مطالبا الدول الغربية بمزيد من الدعم.
وأكد خلال رسالة مرئية نشرها في حسابه على منصة "تليغرام"، أن "موسكو خسرت بلاده والعالم إلى الأبد، ولم تعد مقبولة في أي مكان"، مشيرا إلى أن "الجيش الروسي يقوم بأعمال إرهابية ضد المدنيين في منطقتي زاباروجيا وخيرسون في أوكرانيا".
ونوه إلى أن "الجيش الروسي يرتكب أخطاء جسيمة ويخدع نفسه"، مشيرا إلى أن "الشعب الأوكراني لم يعد يأخذ روسيا على محمل الجد".
وأضاف: "يعتقد الجيش الروسي أنه من خلال ملاحقة أي شخص له صلات مع الجيش أو مؤسسات الدولة الأوكرانية، فسيسهل عليهم السيطرة على المنطقة، لكنهم يخدعون أنفسهم فقط".
وأوضح أن "الجيش الأوكراني فعل كل ما بوسعه لإحلال السلام في البلاد"، لافتا إلى أنهم "يبذلون قصارى جهدهم لإنقاذ المدنيين في مدينة ماريوبول المحاصرة، وأنهم حرروا 918 منطقة سكنية من روسيا".
العالم كله يجب أن يقلق
وفي ما يتعلق باستخدام روسيا لأسلحة نووية، قال الرئيس الأوكراني، إن العالم كله يجب أن يكون قلقا من خطر استخدام نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الذي يواجه انتكاسات عسكرية في أوكرانيا، سلاحا نوويا تكتيكيا.
وشدد على أنه يجب على الغرب "عدم الاستخفاف" بتهديد من هذا النوع، مضيفا أنه يمكن للغرب جعل الحرب أقصر بكثير.
وأضاف: "بقدر ما تسرعون في تقديم الأسلحة التي طلبناها وبكميات كبيرة، يكون موقفنا أقوى ويأتي السلام بشكل أسرع".
وخلال حديثه مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، أفاد زيلينسكي، بأن ما بين 2500 و3000 آلاف جندي أوكراني لقوا حتفهم منذ بدء الغزو الروسي لبلاده، مشيرا إلى أنه لم يتم بعد إحصاء عدد الضحايا المدنيين.
وأضاف: "لقي ما بين 19 ألف و20 ألف جندي روسي حتفهم في الحرب التي دخلت أسبوعها الثامن".
وقالت موسكو الشهر الماضي إن 1351 جنديا روسيا قتلوا وأصيب 3825 آخرون.
والجمعة، أعلنت السلطات الألمانية، عن استعدادها للإفراج عن أكثر من مليار يورو من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وتسعى الحكومة الألمانية بذلك إلى الرد على الانتقادات المتزايدة من السلطات الأوكرانية ومن بعض شركائها في الاتحاد الأوروبي أيضا، نظرا إلى تقصيرها الواضح في دعم كييف بالأسلحة وحتى تهاونها حيال موسكو.
موسكو تحذر واشنطن
وفي سياق متصل، أوضحت وسائل إعلام أمريكية، الجمعة، أن روسيا حذرت الحكومة الأمريكية من "عواقب غير متوقعة"، بعد الزيادة الكبيرة في مساعدتها العسكرية لأوكرانيا.
وذكرت أن روسيا قدمت شكوى رسمية إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أن موسكو تعتبر أن هذه المعدات العسكرية "تصب الزيت على النار" ويمكن أن تؤدي إلى "عواقب غير متوقعة".
عشرة قتلى و35 جريحا
وعلى صعيد متصل، قالت السلطات الأوكرانية، إن "عشرة أشخاص بينهم رضيع قتلوا وجرح 35 آخرون في إطلاق نار روسي على حافلات لإجلاء سكان من منطقة خاركيف".
والجمعة، أوضح رئيس بلدية بوتشا "أناتولي فيدوروك"، أنه عثر على جثث أكثر من 400 شخص هناك منذ انسحاب القوات الروسية.
وذكرت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، أنه تم إجلاء حوالي 2900 مدني الجمعة من ماريوبول وبيرديانسك إلى زاباروجيا.
قتلى دونباس
وفي ذات السياق، أعلنت الرئاسة الأوكرانية، عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة سبعة بجروح في دونيتسك أكبر منطقة في دونباس، حيث "يدور القتال على طول خط الجبهة".
وأشارت الرئاسة إلى أن لوغانسك المنطقة الأخرى من هذا الحوض الغني بالمناجم، شهدت 24 عملية قصف، ما تسبب في مقتل شخصين وجرح اثنين آخرين.
بدوره، قال رئيس بلدية ألكسندريا، التي تبعد نحو 300 كلم جنوب شرقي كييف، السبت، إن صاروخا روسيا أصاب مطار مدينته، مشيرا إلى أن فرق الإنقاذ توجهت إلى المكان على الفور.
وأوضحت السلطات الأوكرانية، أن مدينة ماريوبول، التي كان يقطنها نحو 400 ألف مواطن، تحولت منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، إلى أنقاض، بعد سبعة أسابيع من القصف والحصار، منوهة إلى وجود عشرات الآلاف محاصرين داخلها.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولسكندر موتوزيانيك، إن "الوضع في ماريوبول صعب وعصيب، والجيش الروسي يستدعي باستمرار وحدات إضافية لاقتحام المدينة".
ونوه إلى أن "الجيش استخدم قاذفات بعيدة المدى لمهاجمة ماريوبول، لكنه حتى الآن لم يتمكن من السيطرة عليها تماما".
وأكد أن روسيا استهدفت مدينة ماريوبول مرارا، ما أسفر عن تدمير البنية التحتية ومنازل نصف مليون شخص كانوا يعيشون فيها قبل بدء الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير.
وأضاف أن "القصف الروسي تسبب أيضا في مقتل حوالي عشرين ألف شخص في هذه المدينة المنكوبة".
وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإنه فر أكثر من خمسة ملايين شخص من أوكرانيا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
برنامج الأغذية العالمي
وعلى صعيد آخر، طالب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي يتخذ من روما مقرا له، بالوصول إلى المدن المحاصرة في أوكرانيا من أجل مساعدة سكانها.
وقال البرنامج الذي يعمل في أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي، في بيان، إن "الجيش الروسي لم يسمح له في الوصول إلى مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب البلاد، حيث لا يزال حوالي 100 ألف شخص محاصرين".
وأشار إلى أنه لم يتمكن أيضا من الوصول إلى مدينة ميكولايف شرقي أوديسا والتي تتعرض لقصف شديد.
وحذر من أن أكثر من سبعة ملايين شخص نازحون داخليا في أوكرانيا، وأن سلاسل التوريد العادية لتوصيل الغذاء إلى السكان "معطلة في كثير من المناطق".
مؤلفة "هاري بوتر" ترد على تصريح بوتين حول "ثقافة الإلغاء"
شبكة تتبع الأصول التي يمتلكها "أصدقاء بوتين"
تعرّف إلى أبرز الأسلحة المحظورة التي تملكها روسيا (إنفوغراف)