صحافة دولية

وزيرة إسبانية تتهم المغرب بالتجسس.. مدريد: علاقتنا موثوقة

أكد وزير الداخلية الإسباني أن علاقات بلاده مع المغرب "موثوقة وأخوية للغاية" - خارجية المغرب بفيسبوك

رغم التحسن الملحوظ مؤخرا في العلاقات بين الرباط ومدريد، فإن تصريحات رسمية لمسؤولين إسبان عجلت بتسارع الأحداث بين الجارتين، فحسب وسائل إعلام إسبانية، اتهمت وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، آرانتشا غونزاليس لايا، سلطات المغرب بقيامها بـ"عمليات تنصت" العام الماضي، خلال الخلاف الدبلوماسي مع مدريد بسبب استقبالها لزعيم جبهة البوليساريو لأسباب طبية.


وقالت غونزاليس لايا في مقابلة مع صحيفة "ال بيريوديكة دي إسبانيا"، نقلتها فرانس برس، إنه "تم استخدام كل شيء خلال هذه الأزمة لتشويه صورة هذه المساعدة الإنسانية" لإبراهيم غالي زعيم جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو).

 

 

 


ومطلع أيار/مايو الماضي، تحدثت الحكومة الإسبانية عن اختراق هواتف بعض أعضائها بما في ذلك رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، في ربيع 2021 أثناء هذه الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.


وردا على سؤال في هذا الشأن، قالت الوزيرة السابقة: "عندما أقول كل شيء أعني كل شيء، عمليات تنصت وشكاوى وخصوصا حملات صحفية".


وأكدت الحكومة اليسارية الإسبانية أن عمليات القرصنة هذه بواسطة البرنامج المعلوماتي الإسرائيلي "بيغاسوس" تمثل "هجوما خارجيا" لكنها ذكرت مرات عدة أنها لا تعرف مصدره بينما تحدثت وسائل إعلام إسبانية عدة عن ضلوع للرباط.


وقالت وسائل إعلام، إن الكمبيوتر المحمول لغونزاليس لايا، التي غادرت الحكومة بموجب تعديل وزاري في تموز/يوليو 2021، تعرض لمحاولة قرصنة ببرنامج "بيغاسوس"، لكن الوزيرة السابقة رفضت الرد على سؤال في هذا الشأن، بحسب فرانس برس.


وتسبب وصول إبراهيم غالي إلى إسبانيا بسرية تامة في نيسان/ أبريل 2021 لمعالجته من وباء كورونا، بأزمة دبلوماسية خطيرة بين مدريد والرباط انتهت في مارس الماضي مع تغير مفاجئ في موقف مدريد في قضية الصحراء الغربية.


وأنهت الحكومة الإسبانية عقودا من الحياد في هذه القضية الحساسة، باعترافها علنا بخطة الرباط المقترحة للحكم الذاتي لهذه المستعمرة الإسبانية السابقة معتبرة أنها "الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" لحل هذا "النزاع".


ورفضت غونزاليس لايا التعليق على هذا التغيير لكنها أكدت أن "إسبانيا (كانت) دائما واضحة بشأن الحاجة إلى البحث عن حل متفق عليه بين الرباط وجبهة بوليساريو".


وخضعت الوزيرة السابقة لتحقيق قضائي إسباني بشأن ظروف دخول إبراهيم غالي إلى إسبانيا لكن تمت تبرئتها في نهاية أيار/مايو الماضي.

 

اقرأ أيضا:  البوليساريو تجمّد علاقتها بإسبانيا بسبب مقترح الحكم الذاتي

موقف رسمي إسباني

 

والثلاثاء، أكد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، أن علاقات بلاده مع المغرب "موثوقة وأخوية للغاية"، وفقا لوسائل إعلام إسبانية.

 

وقال مارلاسكا: "إن علاقاتنا بالمغرب تتميز بالوفاء، موثوقة وأخوية للغاية.. والعلاقات بين البلدين تم الحفاظ عليها، وسيتم الحفاظ عليها مستقبلا"، ومشددا على أن المغرب شريك "إستراتيجي ووفي تماما".

 

ذكرت صحيفة "ال بريوديكة دي إسبانيا" أن وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، تجنب ربط المغرب بقضايا التجسس على السياسيين في إسبانيا بنظام بيغاسوس.

 

وأضافت أن الوزير "سلط الضوء على العلاقة الموثوقة والتعاونية القائمة بين البلدين".

 

كما نقلت عنه قوله: "دعونا لا نجعل التكهنات. لقد قلت دائمًا إن التكهنات غير مناسبة على الإطلاق".

 

 

 

 

اتهامات ينفيها المغرب


وصيف 2021، اتهم المغرب باستخدام بيغاسوس بعد تحقيق مكثف أجرته مجموعة تضم 17 وسيلة إعلام دولية، لكن الرباط ردت بشجب "مزاعم كاذبة لا أساس لها من الصحة".


وفي تموز/يوليو 2021، قرر المغرب، رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية في باريس ضد منظمتي "فوربيدن ستوريز" والعفو الدولية بتهمة التشهير، بحسب ما أعلن المحامي المعين من المملكة لمتابعة القضية.

 

وأفاد بيان، نقلته فرانس برس، أن "المملكة المغربية وسفيرها في فرنسا شكيب بنموسى كلفا أوليفييه باراتيلي لرفع الدعوتين المباشرتين بالتشهير" ضد المنظمتين على خلفية اتهامهما الرباط بالتجسس باستخدام برنامج بيغاسوس.

 

وشدد بيان حكومي حينها أيضا، نشرته وكالة الأنباء المغربية، على إدانة المملكة الشديدة لما وصفتها "بالحملة الإعلامية المتواصلة المضللة المكثفة والمريبة، التي تروج لمزاعم باختراق أجهزة هواتف عدد من الشخصيات العامة الوطنية والأجنبية باستخدام برنامج معلوماتي".

 

صراع المغرب وبوليساريو

 

وكانت وزارة الخارجية الإسبانية أزالت الخط الفاصل بين الصحراء والمغرب في الخريطة الرسمية المعتمدة، وذلك بعد تغيير مدريد موقفها الرسمي وإعلان دعمها لمقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط لحل النزاع حول الصحراء.

وقدم المغرب مشروعا للحكم الذاتي لإقليم الصحراء تحت السيادة المغربية، لكن الجزائر والبوليساريو رفضتاه.

‎وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا بإقليم الصحراء تحت سيادتها، بينما تدعو جبهة "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تستضيف لاجئين من الإقليم.

 

وتجمد صراع المغرب مع جبهة البوليساريو في 1991 بوقف لإطلاق النار بدعم من الأمم المتحدة والذي تضمن خطة لإجراء استفتاء لتحديد وضع الإقليم.

 

بالرغم من ذلك، لم يتم قط الاتفاق على قواعد للاستفتاء وتوقفت الأمم المتحدة عن الإشارة إليه كخيار، ودعت، بدلا من ذلك، الأطراف للمرونة والعمل من أجل "حل مقبول للطرفين"، بحسب رويترز.


وفي أواخر 2020، قالت جبهة البوليساريو إنها ستستأنف كفاحها المسلح رغم عدم وجود دليل على قتال كبير، بينما يحشد المغرب الدعم لخطة الحكم الذاتي من الدول الغربية، منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة الرباط على الإقليم في 2020.