يتزامن توقيت زيارة رئيس الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان فتحي باشاغا إلى بريطانيا، ومسؤول في حكومته لروسيا، مع انتهاء مدة خارطة الطريق الليبية، في محاولة لحشد موقف دولي مؤيد لحكومته.
وقام باشاغا بزيارة بريطانيا بدعوة من بعض أعضاء مجلس العموم البريطاني؛ لمناقشة ما طرحه مؤخرا من خارطة طريق تخص إجراء الانتخابات والخروج من الأزمة.
"زيارة غير رسمية"
من جهتها، قالت سفيرة بريطانيا لدى ليبيا، كارولين هورندال، إن "باشاغا ليس ضيفا على حكومة المملكة المتحدة، لكنه يتمتع بعلاقات جيدة في لندن، وأنا شخصيا أتحدث معه كثيرا منذ وصولي إلى ليبيا"، على حد تعبيرها.
وفي سياق متصل، زار وزير المالية بحكومة باشاغا، أسامة حماد، دولة روسيا مشاركا في مؤتمر دولي بعد دعوة موسكو له وتأكيده على أهمية دعم الحكومة المكلفة من البرلمان.
اقرأ أيضا: باشاغا يطلق خارطة طريق تقود لانتخابات.. ويتعهد بتعافي ليبيا
"فرصة حقيقية"
من جهته، أكد عضو مجلس الدولة في ليبيا، بلقاسم قزيط، أن "حكومة باشاغا بدأت تتحرك فعليا خارجيا، خاصة أن روسيا وبريطانيا ضمن دول عظمى ومهمة في الملف الليبي، وأهمية هذا التحرك الآن أنه جاء مع انتهاء خارطة الطريق وخروج حكومة الدبيبة من الغطاء القانوني، لذا النيل منها أو يحل محلها فرصة حقيقية وقائمة".
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "الحراك الآن سيأتي بنتائج، لكنها لن تكون حاسمة، كون الدول الكبرى لا تبني مواقفها على عامل واحد، وبالتالي ليس من السهولة أن تغير الدول الكبرى وكذلك الإقليمية مواقفها، وأعتقد أن حكومة باشاغا ستأخذ جرعة من القوة، لكنها لن تكون كافية لتحل محل حكومة الدبيبة"، بحسب رأيه.
وتابع: "بعد خروج حكومة الوحدة برئاسة الدبيبة من الغطاء القانوني ستضعف، ولن تكون لها مخالب، ولن يكون لها التواصل الدولي السابق، لكنها لن تسقط، لذا أتوقع بقاء الحكومتين حتى إجراء انتخابات تزيح الجميع من المشهد، أو اللجوء لحكومة جديدة تسقط الحكومتين"، كما توقع.
اقرأ أيضا: باشاغا يربط إنهاء حصار منشآت النفط بصرف أموال الميزانية
"خيارات مفتوحة"
المتحدث السابق باسم رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد السلاك، قال إنه "في أعقاب انتهاء خارطة الطريق "دوليا" وعدم توصل اللجنة الدستورية المشتركة إلى النتائج المأمولة يبدو أن باشاغا قد دخل في سباق مع الزمن لإقناع المجتمع الدولي المتردد من أجل دعم حكومته ومنحها الاعتراف الدولي الكامل الذي تفتقد إليه".
وأضاف في تصريحه لـ"عربي21": "دشن باشاغا جولته ببريطانيا التي كانت الأكثر معارضة لحكومته، ما يوحي بأن أبواب الأسرة الدولية باتت مفتوحة الآن للاستماع إلى ما يقدمه جل الأطراف من رؤية استراتيجية لإدارة المشهد في البلاد، ويقودنا في الوقت ذاته إلى أنه لا سيناريو واضحا في الأروقة الدولية للمشهد ما بعد انتهاء خارطة الطريق، ويبقي الوضع مفتوحا على كل الخيارات"، كما رأى.
في حين قال الصحفي الليبي، عاطف الأطرش، لـ"عربي21" إن "كل هذه التحركات شبيهة لما قامت به سابقا الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني، الذي أرسل ممثليه إلى عدة دول أهمها روسيا والسعودية ومصر، لكن لم تأت بأي نتائج مرضية، وبالتالي لا أتوقع نتيجة مختلفة وفق التجربة ذاتها.
مسؤول ليبي: عقيلة صالح يربك المشهد السياسي ويخلط الأوراق
ما تداعيات ونتائج اجتماع "عقيلة-باشاغا" في سرت؟
ما أبعاد اجتماعات المغرب بين أبناء حفتر وعسكريي غرب ليبيا؟