ألقى النائب عن حزب
الشعب الجمهوري المعارض، غورسل تكين، قنبلة وسط تحالف
الطاولة السداسية الذي تشكل بهدف إسقاط رئيس الجمهورية التركي رجب طيب
أردوغان عبر
صناديق الاقتراع، حين صرح أنه يمكن أن يمنح حزب الشعوب الديمقراطي الموالي لحزب
العمال الكردستاني حقيبتين وزاريتين في الحكومة التي ستتشكل بعد الانتخابات
الرئاسية والبرلمانية القادمة.
هذه التصريحات أحرجت أحزاب التحالف عموما، والحزب الجيد برئاسة ميرال أكشنير
على وجه الخصوص، وكشفت أن حزب الشعوب الديمقراطي شريك في التحالف الانتخابي
المعارض حتى وإن لم يتم تمثيله في اجتماعات رؤساء الأحزاب.
ويعرف قادة المعارضة جيدا أنهم بحاجة ماسّة إلى أصوات الناخبين المؤيدين
لحزب الشعوب الديمقراطي حتى يتمكن مرشحهم من منافسة أردوغان، كما يعرفون أن مرشحي
حزب الشعب الجمهوري فازوا في الانتخابات المحلية الأخيرة في أنقرة وإسطنبول وإزمير
بفضل دعم هذا الحزب لهم، إلا أنهم يفضلون أن تبقى تلك الشراكة بين أحزاب الطاولة
السداسية وحزب الشعوب الديمقراطي خلف الستار، لأنهم يخافون من تراجع شعبيتهم بسبب ارتباط
الأخير بحزب العمال الكردستاني.
يعرف قادة المعارضة جيدا أنهم بحاجة ماسّة إلى أصوات الناخبين المؤيدين لحزب الشعوب الديمقراطي حتى يتمكن مرشحهم من منافسة أردوغان، كما يعرفون أن مرشحي حزب الشعب الجمهوري فازوا في الانتخابات المحلية الأخيرة في أنقرة وإسطنبول وإزمير بفضل دعم هذا الحزب لهم، إلا أنهم يفضلون أن تبقى تلك الشراكة بين أحزاب الطاولة السداسية وحزب الشعوب الديمقراطي خلف الستار
الردود والتعليقات على تصريحات تكين أشعلت فتيل نقاش ساخن حول المطالب
المحتملة التي يشترط حزب الشعوب الديمقرطي تلبيتها لدعم مرشح تحالف الطاولة
السداسية، كما أثارت أسئلة عديدة حول مستقبل مكافحة حزب العمال الكردستاني في حال
فاز مرشح المعارضة بدعم حزب الشعوب الديمقراطي، مثل: "هل ستتوقف العمليات
العسكرية التي يقوم بها الجيش التركي سواء داخل البلاد وخارجها؟"، و"هل ستسحب
تركيا قواتها من سوريا والعراق وغيرهما؟"، كما بدأ الحديث عن أن مشاركة حزب
الشعوب الديمقراطي في الحكومة القادمة ستمكِّن عناصر حزب العمال الكردستاني من
التسلل إلى الوزارات والمؤسسات الحكومية.
ميرال أكشنير في تعليقها على تلك التصريحات قالت إنهم لا يتدخلون في علاقات
حلفائهم مع الأحزاب الأخرى، ما يعني أن الحزب الجيد لا يرى مانعا في وضع حزب الشعب
الجمهوري إحدى يديه بيد الحزب الجيد فيما يضع الأخرى بيد حزب الشعوب الديمقراطي. وهو
ما يفعله حزب الشعب الجمهوري بالضبط في الوقت الراهن، حيث يقوم بدور الجسر بين حزب
الشعوب الديمقراطي وحلفائه في الطاولة السداسية. وتحاول أكشنير أن تقنع الناخبين
بأن تحالف حزب الشعب الجمهوري مع الحزب الجيد من ناحية وحزب الشعوب الديمقراطي من
ناحية أخرى؛ لا يعني شراكة بين حزبها وذاك الحزب الموالي للمنظمة الإرهابية، إلا
أن مهمتها تبدو صعبة للغاية.
تحاول أكشنير أن تقنع الناخبين بأن تحالف حزب الشعب الجمهوري مع الحزب الجيد من ناحية وحزب الشعوب الديمقراطي من ناحية أخرى؛ لا يعني شراكة بين حزبها وذاك الحزب الموالي للمنظمة الإرهابية، إلا أن مهمتها تبدو صعبة للغاية
النائب السابق عن حزب الشعوب الديمقراطي، باريش يرقاداش، كشف عن مدى انتفاع
الحزب الجيد من البلديات التي يديرها رؤساء من أعضاء حزب الشعب الجمهوري فازوا في
الانتخابات المحلية بفضل دعم حزب الشعوب الديمقراطي. وقال في برنامج تلفزيوني إن
قادة في الحزب الجيد وأقاربهم يتولون مناصب رفيعة في تلك البلديات، ويُمنحون مناقصات.
ورفع الحزب الجيد دعوى قضائية ضد يرقاداش متهما إياه بالكذب والافتراء، إلا أن
النائب السابق كشف عن وثائق تثبت صحة ما يقول.
هناك أمر آخر أربك تحالف الطاولة السداسية وأدَّى إلى دق ناقوس الخطر في
صفوفه، وهو الإقبال الشعبي الكبير الذي حظي به مهرجان حزب الحركة القومية
الانتخابي في مدينة "سيواس" وسط البلاد، وتكرر ذات المشهد في المهرجان
الانتخابي الذي نظمه الحزب بمشاركة رئيسه دولت بهتشلي، بشعار "مرشَّحنا
معروف، قرارنا واضح"، في إشارة إلى دعم حزب الحركة القومية لأردوغان في
الانتخابات الرئاسية.
تحالف الطاولة السداسية لم يكشف حتى اللحظة عن مرشحه للانتخابات الرئاسية، بحجة أن إعلان اسمه يجعله مكشوفا أمام الانتقادات التي قد تؤدي إلى تآكل شعبيته، إلا أن التأخر في تحديد المرشح يفسح المجال لتنافس شرس بين المرشحين المحتملين
ويشير هذا الإقبال إلى ارتفاع ملحوظ في شعبية حزب الحركة القومية بعدما
أدرك الناخبون الأتراك القوميون أن بهتشلي في تحالفه مع أردوغان يغلِّب مصالح
تركيا العليا على الحسابات الحزبية الضيقة، فيما يخيِّم على تحالف الطاولة
السداسية وعلاقاته كثير من الشبهات والغموض.
تحالف الطاولة السداسية لم يكشف حتى اللحظة عن مرشحه للانتخابات الرئاسية، بحجة
أن إعلان اسمه يجعله مكشوفا أمام الانتقادات التي قد تؤدي إلى تآكل شعبيته، إلا أن
التأخر في تحديد المرشح يفسح المجال لتنافس شرس بين المرشحين المحتملين. ويسعى
مؤيدو كلٍّ من رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، ورئيس بلدية إسطنبول
أكرم إمام أوغلو، ورئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، إلى تشويه سمعة الاثنين الآخرين
لصالح أحد الثلاثة، الأمر الذي يظهر التحالف معانيا من فوضى انقسامات داخلية.
قادة تحالف الطاولة السداسية زعموا أنهم يتجنبون كشف مرشحهم لرئاسة الجمهورية
كيلا تتآكل شعبيته، ولكنهم -على ما يبدو- لم يتنبهوا لاحتمال تآكل شعبية التحالف
الذي أعادت خلافاته إلى الأذهان أيام الحكومات الائتلافية الفاشلة التي عانى منها
الشعب التركي كثيرا، وأدَّت إلى تراجع الثقة بقدرة التحالف المعارض على منافسة
تحالف الجمهور الانتخابي الذي يدعم أردوغان.
twitter.com/ismail_yasa