أعلنت
نقابة الصحفيين اليمنيين، الأربعاء،
اقتحام مقرها في مدينة
عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، جنوبا، من قبل قوة مسلحة
يعتقد تبعيتها للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات.
وقالت النقابة في بيان لها، اليوم، إن قوة
مسلحة قد اقتحمت، أمس الثلاثاء، مقر نقابة الصحفيين اليمنيين في مدينة التواهي، وطوقته بعناصر مسلحة، ما أدى إلى استنكار الصحفيين وقطاعات واسعة من مؤسسات المجتمع
المدني.
وأضافت أن القوة المسلحة التي اقتحمت مقر
النقابة انسحبت اليوم، بعد تدخل من عمدة العاصمة المؤقتة عدن، أحمد لملس، ومدير
أمن عدن، لواء، مطهر الشعيبي، وقائد شرطة التواهي، نقيب، أمجد الصبيحي.
وحسب بيان نقابة الصحفيين اليمنيين، فإن
السلطتين المحلية والأمنية بعدن قد عبرتا عن استيائهما من ذلك التصرف الذي اعتبرتاه
فرديا وغير مسؤول.
ورفض رئيس فرع نقابة الصحفيين في عدن أي عملية اقتحام لمقر النقابة، كونها تمثل مؤسسة مدنية وبيتا لكل الصحفيين محميا
بالقوانين الدولية، مثمنا حالة التضامن التي أبداها الزملاء الصحفيون، وكانوا
سندا لنقابتهم بمواقفهم المشرفة.
وجاءت عملية اقتحام مقر النقابة في عدن،
بالتزامن مع عقد ما تسمى "اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأول للإعلاميين
والصحفيين الجنوبيين" اجتماعاتها، منذ أيام، للترتيب لتأسيس كيان نقابي جديد
في محافظات الجنوب.
ويقود هذه المبادرة صحفيون وإعلاميون موالون
للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، ويؤيدون هدفه في انفصال جنوب البلاد عن شماله.
وكانت اللجنة التحضيرية الموالية للمجلس
الانتقالي أعلنت، اليوم، أعضاء اللجنة الاستشارية للمؤتمر المزمع عقده للصحفيين
الجنوبيين، بعد أيام من تسمية أعضاء لجان أخرى.
"استدعاء صحفي
بحضرموت"
وفي سياق مواز، نددت نقابة الصحفيين في بيان آخر لها، مساء اليوم، باستدعاء الصحفي صبري بن مخاشن، من قبل السلطات المحلية في
محافظة حضرموت، شرق البلاد.
وأفادت النقابة في بيانها بأنه في الوقت الذي
تتطلع فيه نقابة الصحفيين اليمنيين فرع حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى لفتح عهد جديد تغلق فيه ملفات ملاحقة الصحفيين ومحاكمتهم على خلفية كتاباتهم ونشاطاتهم النقدية
لأداء بعض المرافق العامة في حضرموت، فوجئت اليوم بمواصلة هذا النهج بتجديد استدعاء
الزميل صبري سالمين بن مخاشن عضو مجلس قيادة الفرع.
وحسب البيان، فإن هذا الاستدعاء يناقض تصريحات
المحافظ الجديد، مبخوت بن ماضي، الذي صرح في أول خطاب له بفتح صفحة جديدة مع
الصحفيين، وعدم ملاحقتهم قضائيا على أدائهم.
وقالت النقابة: "إننا في حالة دهشة من هذا
الأمر".
وأعربت عن تطلعها إلى إغلاق جميع الملفات
السابقة، والبدء فعليا بعهد تسود فيه حرية الكلمة، ويعلو الرأي والرأي الآخر
للمصلحة العامة، وبما يقدم حضرموت واحة نموذجية للفكر والحرية.
وكانت النقابة قد أدانت، مطلع الشهر الجاري، ما
تعرض له الصحفي أحمد ماهر من إذلال وإرهاب وقمع في زنازين المجلس الانتقالي،
واتهمته بممارسة القمع وبشكل همجي في مدينة عدن.
ويعيش الصحفيون في اليمن وضعا شديد الخطورة،
بعد أن تعرضت بيئة العمل الصحفي جراء الحرب للتجريف والقمع والإغلاق، وإلغاء
التعددية الإعلامية، والتعامل مع الصحفي كعدو من أطراف الحرب، وفقا لتقارير حقوقية
محلية ودولية.
وكشفت نقابة الصحفيين اليمنيين، في أيار/ مايو
من العام الحالي، عن مقتل 49 صحفيا ومصورا منذ بداية الحرب الدائرة في اليمن،
والتي دخلت عامها الثامن.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2021، قتلت المصورة
الصحفية رشا عبدالله الحرازي، وهي حامل في الشهر التاسع، في انفجار عبوة لاصقة بسيارتها بمدينة عدن، جنوبا، بعد أن كانت في
طريقها إلى المستشفى للولادة، فيما أصيب زوجها محمود العتمي في الانفجار.