تسبب طرح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يائير لابيد، لخيار "حل الدولتين" في خطابه من على منصة الأمم المتحدة، بالكشف عن الانقسام العميق في الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيال هذا الخيار السياسي للحل مع الفلسطينيين.
وزعم لابيد في خطابه، أن "معظم الإسرائيليين يؤيدون حل الدولتين شرط أن لا يكون مصدرا لتهديد إسرائيل"، مضيفا: "نسعى لتحقيق السلام بما يضمن أمن إسرائيل..، وعلى الرغم من كل العوائق، لا تزال أغلبية كبيرة من الإسرائيليين اليوم تؤيد حل الدولتين، وأنا واحد منهم".
نتنياهو يهاجم لابيد
وانتقد زعيم المعارضة ورئيس حزب "الليكود"، رئيس وزراء الاحتلال الأسبق بنيامين نتنياهو، رئيس حكومته لابيد، وأكد أنه "يعرض مستقبل إسرائيل للخطر"، مضيفا: "الليلة سمعنا كلمة مليئة بالضعف والهزيمة والانحناء للرأس"، وفق ما نقله موقع "i24" الإسرائيلي.
وقال نتنياهو: "بعد أن توصلنا لأربع اتفاقيات تطبيع مع دول عربية تجاوزت الفيتو الفلسطيني، لن نسمح بذلك"، في إشارة لإمكانية إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ونبه الموقع إلى أن "تصريحات لابيد أثارت ردود فعل واسعة بين السياسيين الإسرائيليين قبل فترة وجيزة من انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حيث من المتوقع أن تفوز كتلة نتنياهو بـ 60 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا، مما يجعلها أقل من مقعد واحد فقط لتأمين الأغلبية اللازمة لتشكيل الحكومة".
اقرأ أيضا: غضب إسرائيلي من تطرق لابيد لقضية الدولتين في الأمم المتحدة
وجاء من "الليكود": "بعد أن أقام لابيد الحكومة الإسرائيلية – الفلسطينية الأولى، يريد الآن أن يقيم دولة فلسطينية على حدود "كفار سابا"، "نتانيا" و"مطار بن غوريون" وتسليم الأرض لأعدائنا".
وأضاف: "على مدى السنين نجح نتنياهو في أن يسقط الموضوع الفلسطيني عن جدول الأعمال العالمي، ولابيد أعاد أبا مازن (محمود عباس رئيس السلطة) إلى مقدمة المنصة في غضون أقل من عام".
انتخابات على الأبواب
من جانبها، أوضحت "يديعوت أحرونوت" في مقال لمراسلها السياسي، إيتمار آيخنر، أن "هذه هي المرة الأولى منذ سنوات عديدة التي يتحدث فيها رئيس وزراء إسرائيلي من على منصة الأمم المتحدة عن هذه الصيغة السياسية"، منوهة إلى أن لابيد شدد أيضا على "المخاطر التي تكمن في إقامة دولة فلسطينية".
وذكر أن لابيد أكد أن "إسرائيل لن تنفذ أي خطوة تعرض أمنها للخطر، وهو يرى أن الانفصال عن الفلسطينيين يجب أن يكون جزءا من رؤيا سياسية؛ انطلاقا من القوة، وهكذا ينضم رئيس الوزراء إلى وزير الأمن بيني غانتس الذي قال نهاية الأسبوع في مقابلة مع "7 أيام" إنه ينبغي "مد يد السلام للفلسطينيين".
وقال مصدر سياسي كبير للصحيفة: "بالنسبة لحل الدولتين؛ لا يمكن تجاهل حقيقة أننا قبل حملة انتخابات، بعض من النزاهة السياسية؛ أن تقول للجمهور إلى أين تريد أن تسير، لا ينبغي لهذا أن يكون ركضا نحو شرق أوسط جديد، ينبغي الشروع في مفاوضات حذرة جدا".
ورأت أن حديث لابيد عن حل الدولتين، يستهدف الغمز لجماهير الوسط – اليسار وأخذ الأصوات من "ميرتس" و"العمل".
وفي تعليقه على ما طرحه لابيد، قال رئيس الوزراء السابق وأحد الوزراء في الحكومة الحالية، نفتالي بينيت، "لا يوجد أي مكان أو منطق لإعادة طرح فكرة الدولة الفلسطينية".
وزيرة الداخلية المتطرفة، آييلت شاكيد، أكدت أن "لابيد لا يمثل إلا نفسه في هذا القول وليس الحكومة"، أما وزير العدل جدعون ساعر فقال: "إقامة دولة "إرهاب" في الضفة الغربية، ستعرض أمن إسرائيل للخطر، معظم الجمهور الإسرائيلي وممثلوه لن يسمحوا لهذا أن يحصل".
معطيات إسرائيلية تكشف حجم التمييز العنصري ضد فلسطينيي النقب
لابيد يزعم وقف اتفاق النووي بالوقت الحالي ويهاجم نتنياهو
اليمين الإسرائيلي يتهم لابيد بالارتهان للإدارة الأمريكية