تستمر المناطق الموالية لروسيا في جنوب وشرق أوكرانيا، لليوم الثاني، في إجراء استفتاء انضمامها إلى روسيا، في إجراء يعتبره الغرب مرفوضا وصوريا.
وبدأ الجمعة الاستفتاء بشأن ما إن كان
يتعيّن على روسيا ضم أربع مناطق أوكرانية، ليزيد المخاطر بعد سبعة أشهر من الغزو
الذي أطلقته موسكو.
وتزامنا مع بدء التصويت، فقد كشف مسؤولون
من الأمم المتحدة وأوكرانيا عن ما وصوفها بأدلة إضافية على "جرائم حرب"
ارتكبتها القوات الروسية تمثّلت في عمليات إعدام وتعذيب.
بدورها، أعلنت القوات الأوكرانية أنها
تستعيد أراضي من الانفصاليين المدعومين من موسكو في ذات المناطق التي تسعى روسيا
لضمها.
ويجري الاستفتاء في مناطق خاضعة لسيطرة
روسيا في دونيتسك ولوغانسك شرقا، وخيرسون وزابوريجيا جنوبا.
وينتقل منظمو الاستفتاء في هذه المناطق
من منزل إلى آخر لجمع أصوات السكان. وستفتح مراكز الاقتراع الثلاثاء ليتمكن السكان
الذين لم يسلموا بطاقات اقتراعهم خلال الأيام الثلاثة من الإدلاء بأصواتهم في
اليوم الأخير.
ويمكن التصويت أيضا في مبنى في موسكو
يمثّل منطقة دونيتسك الانفصالية.
اقرأ أيضا: أوكرانيا تعبر عن غضبها من إيران وتلغي اعتماد سفيرها بكييف
وفي هذا السياق، قال المسؤول العسكري البالغ 59 عاما، ليونيد، لفرانس برس، إنه يشعر "بالسعادة (..) في النهاية، تتحرك الأمور باتّجاه إعادة الاتحاد السوفياتي. الاستفتاء خطوة باتّجاه تحقيق ذلك".
وأُعلن عن الاستفتاء في وقت سابق هذا
الأسبوع بعد هجوم أوكراني مضاد استعادت كييف بموجبه الجزء الأكبر من منطقة خاركيف من القوات الروسية.
وسيمثّل ضم المناطق الأربع إلى روسيا
تصعيدا كبيرا في النزاع إذ ستعتبر موسكو أي تحرّك عسكري هناك هجوما على أراضيها.
وتذكّر الاستفتاءات بذاك الذي جرى
بعدما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية عام 2014.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير
زيلينسكي الجمعة، بعملية التصويت قائلا: "سيكون رد فعل العالم عادلا تماما حيال
الاستفتاءات الصورية" التي وصفها بأنها "جرائم ضد القانون الدولي
والقانون الأوكراني".
من جانب آخر، ندد قادة مجموعة السبع
الجمعة "بشدة" بـ"الاستفتاءات الصورية" التي تنظمها روسيا لضم
الأراضي التي تحتلها في أوكرانيا، مؤكدين أنهم لن يعترفوا "أبدا" بهذه
الاقتراعات "غير الشرعية".
وقال القادة في بيان أصدرته ألمانيا
التي تتولى رئاسة المجموعة التي تضم أيضا كندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا
واليابان وبريطانيا: "لن نعترف أبدا بهذه الاستفتاءات التي تبدو خطوة نحو
الضم الروسي" ولا "بالضم المزعوم إذا تم".
وأضافوا: "ندعو كل الدول إلى الرفض
القاطع لهذه الاستفتاءات الصورية". واعتبروا أن موسكو تريد "إيجاد ذريعة
كاذبة لتغيير وضع أراض أوكرانية ذات سيادة تتعرض لعدوان روسي مستمر"
و"هذه الأعمال تنتهك بوضوح ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي".
وبالنسبة لمجموعة السبع فإن "هذه الاستفتاءات
الصورية... ليس لها أثر قانوني وغير شرعية، كما أنه يتضح من أساليب التنظيم المتسرعة
لروسيا التي لا تحترم بأي حال المعايير الديمقراطية، وترهيبها الصارخ للسكان
المحليين".
وتابعوا بأن "هذه الاستفتاءات في
المناطق التي وضعت بالقوة تحت السيطرة المؤقتة لروسيا لا تمثل بأي حال تعبيرا
شرعيا عن إرادة الشعب الأوكراني الذي يقاوم باستمرار الجهود الروسية لتغيير الحدود
بالقوة".
وكان وزراء خارجية مجموعة السبع ومسؤول
السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، قد دانوا في ختام اجتماع على هامش
الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الخميس "تصعيد" موسكو النزاع
في أوكرانيا. ونددوا خصوصا الخميس بإعلان "التعبئة الجزئية لجنود الاحتياط
والخطاب النووي غير المسؤول" لموسكو.
عقوبات أمريكية
من جانبه، توعد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بفرض المزيد من العقوبات على روسيا على خلفية استفتاءات ضم مقاطعات أوكرانية إليها.
وقال بايدن، في بيان، نشر في وقت متأخر الجمعة على موقع البيت الأبيض، إن الولايات المتحدة لن تعترف أبدا بأي أراض أوكرانية على أنها أي شيء آخر سوى جزء من أوكرانيا.
وأضاف أن "استفتاءات روسيا صورية، وهي ذريعة كاذبة لمحاولة ضم أجزاء من أوكرانيا بالقوة في انتهاك صارخ للقانون الدولي، بما في ذلك ميثاق الأمم المتحدة".
واشنطن حذرت موسكو سرا من استخدام "النووي" بأوكرانيا
بايدن: الأوكرانيون يربحون في الحرب وسنواصل دعمهم
أمريكا: جيش روسيا بسوريا أصبح أكثر عدوانية منذ غزو أوكرانيا