رفضت تركيا رسالة التعزية من السفارة الأمريكية في أنقرة، بضحايا التفجير الذي شهده شارع الاستقلال في منطقة تقسيم وسط مدينة إسطنبول التركية، فيما ظهرت تفاصيل جديدة بشأن الهجوم الذي راح ضحيته 6 أتراك وإصابة 81 آخرين.
وذكرت صحيفة"صباح" التركية، أنه ارتفع عدد المحتجزين بعد الهجوم في تقسيم إلى 50، وتبين أن هناك شخصين آخرين جرى احتجازهما كانا قد كلفا بمهمة بالغة الأهمية.
وأشارت إلى أن شخصا يدعى عمار جركس حاول تهريب شخص يدعى بلال حسان، وهو الذي قام بتسليم القنبلة إلى أحلام البشير، من أدرنة إلى اليونان بعد التفجير في عملية خططت لها منظمة العمال الكردستاني.
ولفتت إلى أن السلطات تمكنت من اعتقال عمار جركس وشقيقه أحمد، وهما متورطان في الهجوم، وتبين أن لديهما علاقة بحزب الاتحاد الديمقراطي الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.
وتابعت بأن الشقيقين لديهما سجلات سابقة تتعلق بجرائم "تهريب المهاجرين"، مشيرة إلى أن عمار اعتقل خلال عودته من أدرنة التركية على الحدود مع اليونان بعد توصيله شخصا يدعى بلال حسان.
وذكرت صحيفة "حرييت"، أن البشير اعترفت بأنها تلقت تدريبا من وحدات حماية الشعب الكردية، ودخلت إلى تركيا بشكل غير قانوني عبر عفرين- إدلب.
ولفتت البشير إلى أنها تلقت التعليمات من مقر التنظيم في كوباني بسوريا للتحرك باتجاه إسطنبول وتنفيذ العملية.
اقرأ أيضا: "عربي21" ترصد قراءة الصحف التركية لحادثة تفجير إسطنبول
ووفقا للكاميرات وإفادات المعتقلين، فقد اتضح أن أحلام جاءت إلى تقسيم على مدار ثلاثة أيام بسيارة أجرة غير قانونية، يقودها الشخص العضو بالمنظمة والذي جاء معها من سوريا.
ونوهت الصحيفة إلى أن أحلام في يوم الهجوم وصلت إلى شارع الاستقلال بالسيارة ذاتها والتي ابتعدت عن المكان، وبعد التفجير فرت بسيارت أجرة عادية، وألقت بأعضاء المنظمة في منطقة "إيسنلر"، وجرى نقلها إلى المخبأ في منطقة "كوتوشك شيكمجه".
ولفتت إلى أن قادة منظمة العمال الكردستاني أجروا تواصلا مع أعضاء المنظمة في إسطنبول وأبلغوهم بأنهم سيرسلون "رجلا وامرأة" وسيتظاهران بأنهما زوج وزوجة، وقبل أربعة أشهر وصلت أحلام بشكل غير قانوني من عفرين ومعها الشخص الآخر، واستقرا في منزل في إسنلر يتواجد فيه أحد أعضاء المنظمة، وعملت في مصنع نسيج حتى لا تلفت الانتباه.
الكاتب الصحفي عبد القادر سيلفي، في تقرير على "حرييت"، ذكر أن التحقيقات كشفت أن حزب الاتحاد الديمقراطي شكل وحدة خاصة في كوباني تتشكل من سوريين.
وأوضح أن المنظمة واجهت صعوبات في تجنيد أتراك مؤخرا، لذلك فقد اتجهوا إلى تنشيط شبكة سورية في كوباني الخاضعة لحماية الولايات المتحدة.
ونوه إلى أن أحلام البشير قالت إنها لم تحضر القنبلة بنفسها من سوريا، وأنه جرى تسليمها لها عبر قناة أخرى قبل التفجير.
وأكد أن الأجهزة الأمنية نفذت عملية معقدة للغاية في القبض على أحلام البشير، والكشف عن خلايا المنظمة التي تتلقى تعليمات من كوباني.
ولفت إلى أن الاستخبارات التركية رصدت مكالمة مع أعضاء المنظمة في القامشلي، تطالب بإنقاذ عمار الذي دخل تركيا منذ عام، وإعدام أحلام لمنع الكشف عن الشبكة.
وأكد أن الشخص الذي يدعى عمار هو شخص مهم للمنظمة النشطة في شمال شرق سوريا، وهو العقل المخطط للهجوم، وكان التخطيط لتهريبه إلى بلغاريا.
لماذا رفضت تركيا رسالة التعزية الأمريكية؟
وقال الكاتب سيلفي، إن وحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديمقراطي، خصصت لها أموال من الميزانية الأمريكية، وقدمت لها مساعدات بقيمة ملياري دولار وزودت بآلاف الشحنات من الأسلحة.
اقرأ أيضا: ضحايا تفجير إسطنبول.. أب وطفلته وأم مع ابنتها وزوجان (شاهد)
وأضاف أن "الإرهابيين الذين نشأوا تحت علم حليفتنا (الولايات المتحدة) نفذوا التفجير في إسطنبول، وسعت الولايات المتحدة إلى جعل الناس ينسون مسؤوليتها عن ما حصل، ولكن وزير الداخلية وضع المرآة على وجوههم".
وأوضح أنه بعد الهجوم الذي نفذ على مقر الشرطة في مرسين في أيلول/ سبتمبر الماضي، طلبت الولايات المتحدة الأرقام التسلسلية للأسلحة المستخدمة في الهجوم لتحديد ما إذا كانت الأسلحة التي تقدمها للمنظمة استخدمت فيه أم لا.
ولفت إلى أن منفذ هجوم مرسين جاء من منطقة منبج في الشمال السوري.
وتابع بأن الولايات المتحدة قامت بغزو أفغانستان والعراق بعد الهجوم الذي نفذ على البرجين في واشنطن رغم عدم علاقتهما بالأمر.
وأضاف أن "الإرهابيين الذين تقوم الولايات المتحدة بحمايتهم في سوريا نفذوا الهجوم على مقر الشرطة في مرسين ما أدى إلى مقتل ضابط شرطة، وكادوا أن يرتكبوا مجزرة إذا نجح الهجوم".
وحول ما قصده صويلو بقوله "لقتد تلقينا الرسالة"، رأى سيلفي أن الرسالة هي "انتخابات 2023".
وشدد على أن الولايات المتحدة عبر منظمة العمال الكردستاني بدأت حملتها ضد الانتخابات التركية.
الكاتبة التركية هلال كابلان، في تقرير على صحيفة "صباح" قالت إن "المنظمة الإرهابية الطفل المدلل للغرب والتي تكاد تنتهي بفضل العمليات التركية ضدها، تحاول يائسة النهوض من جديد".
ورأت أن الهجوم جاء في الوقت الذي تخوض فيه تركيا حراكا دبلوماسيا بشأن الاعتراف بجمهورية شمال قبرص، والدور الذي تلعبه في أزمة الغذاء والطاقة الناجمة عن الحرب الأوكرانية، ومساعيها للحفاظ على مسار السياحة مع دخول فصل الشتاء، وقبيل أشهر من الانتخابات.
وتابعت بأن السفارة الأمريكية أرسلت رسالة تعزية، ولكن "لم ننس أن الولايات المتحدة التي حاولت أن تسخر من ذاكرتنا، أرسلت مؤخرا وفدا برئاسة نائب مساعد وزير الخارجية إيثان غولدريتش إلى فرحات شاهين (مظلوم عبدي) زعيم وحدات حماية الشعب الكردية".
وأضافت: "لم ننس أن السفارة الأمريكية نشرت رسالة تعزية لمقتل إرهابي من وحدات حماية الشعب الكردية التابعة لمنظمة العمال الكردستاني، وأرسلت مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" لتقديم التعزية".
تركيا تستضيف اجتماعا بين مديري المخابرات الأمريكية والروسية
السويد تسعى لرفع "الفيتو التركي" عن انضمامها لحلف "الناتو"
هل ينجح أردوغان باستقطاب الطائفة العلوية في تركيا؟