فند المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، التصريحات الأوكرانية، بشأن مؤشرات على انسحاب موسكو من محطة زابوريجيا للطاقة النووية جنوب البلاد.
وكان مسؤول أوكراني، قال إن مؤشرات قوية متزايدة خلال الأيام الماضية تشير إلى قرب مغادرة
روسيا، محطة زابوريجيا للطاقة النووية، بعد نحو ثمانية أشهر من السيطرة عليها.
وقال بيسكوف إنه من الاستحالة حدوث ذلك، "لا داعي للخوض في تلك المزاعم لأنها غير موجودة ولا يمكن أن تكون".
وكان رئيس شركة الطاقة النووية الحكومية الأوكرانية بيترو كوتين، بأن القوات الروسية "ربما تستعد لمغادرة المحطة".
وتتبادل موسكو وكييف الاتهامات منذ أشهر بقصف مجمع المحطة التي توقف إنتاج الطاقة فيها بسبب الحرب.
ولم يشهد خط الجبهة في محيط المحطة، تغيرا يذكر منذ أشهر. ولطالما أثار القصف المتكرر في محيطها المخاوف من وقوع كارثة نووية.
وقال بيترو كوتين رئيس شركة "إنرجو أتوم" الأوكرانية للتلفزيون الوطني: "في الأسابيع الأخيرة نتلقى فعليا معلومات بأن مؤشرات ظهرت على أنهم ربما يستعدون لمغادرة (المحطة)".
وأضاف: "مبدئيا، هناك عدد كبير جدا من التقارير في وسائل الإعلام الروسية تفيد بأن الأمر يستحق إخلاء (المحطة) وربما نقل السيطرة للوكالة الدولية للطاقة الذرية" التابعة للأمم المتحدة.
وتابع: "هناك انطباع بأنهم يحزمون حقائبهم ويسرقون كل ما يستطيعون".
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد، إن روسيا ستشن بالتأكيد هجمات صاروخية جديدة على بلاده ونبه قوات الدفاع والمواطنين إلى ضرورة الاستعداد للعمل معا لتحمل العواقب.
وأضاف زيلينسكي في كلمته الليلية المصورة: "نحن نتفهم أن الإرهابيين يخططون لشن هجمات جديدة. نعرف هذا على وجه الدقة".. و"ما داموا يملكون صواريخ فلن يتراجعوا للأسف".
مقتل 200 جندي
في سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، عن مقتل أكثر من 200 جندي أوكراني، بالإضافة إلى تدمير عشرات الآليات العسكرية السبت.
وقالت الوزارة في بيان إن الجيش الروسي استهدف "نقاط تمركز المرتزقة الأجانب المؤقتة" في مقاطعة دونيتسك الانفصالية، ما أسفر عن "مقتل نحو 100 مرتزق".
وقالت القوات الروسية إنها أحبطت هجمات للقوات الأوكرانية في محوري لوغانسك ودونيتسك وأجبرتها على العودة إلى مواقعها الأصلية.
واعترضت أنظمة الدفاع الجوي الروسية صاروخين من نوع "هيمارس" بالقرب من قرية بوغدانوفكا في مقاطعة
خيرسون.
فيما تواصل القوات الأوكرانية نشر فيديوهات عبر قنوات رديفة لجيشها الرسمي، تظهر قصف تجمعات للجنود الروس، وجثث جنود متناثرة في الشوارع.
الكرملين يرد على أرمينيا
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الأحد إن محاولات تفكيك تحالف أمني تقوده روسيا كانت موجودة دائما وستستمر، لكنه أصر على أن التحالف لا يزال ضروريا بعد انتقادات من أرمينيا مؤخرا.
وشكك رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان خلال قمة عقدت مؤخرا لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تضم ست دول، في جدوى هذا التحالف.
وطلبت أرمينيا المساعدة من المنظمة في أيلول/ سبتمبر، لكنها لم تحصل سوى على وعد بإرسال مراقبين. وقارن باشينيان ذلك مع قرار اتخذه التحالف سريعا في كانون الثاني/ يناير بإرسال قوات إلى قازاخستان، وهي أيضا عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لمساعدة الرئيس قاسم جومارت توكاييف على التصدي لموجة اضطرابات.
ونقلت وكالات الأنباء عن بيسكوف قوله في مقابلة أذاعها التلفزيون الرسمي: "كانت هناك دائما محاولات لتفكيك منظمة معاهدة الأمن الجماعي".
وتابع مستدركا: "لكننا نرى الآن على الأقل أنه على الرغم من كل الصعوبات، وعلى الرغم من التناقضات المحتملة حتى بين الدول الأعضاء، فإن أهمية هذا الكيان لا تزال كبيرة... وقد أثبت جدواه وفعاليته بشكل كامل، أقصد تسوية الوضع في كازاخستان".
وتخاطر روسيا، الطرف المهيمن في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، بفقدان نفوذها في أجزاء من الاتحاد السوفييتي السابق كانت تعتبرها منذ فترة طويلة مجال نفوذها، مع دخول الصراع في أوكرانيا شهره العاشر.