حدد وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا، شروط كييف لبدء
"حوار سلام شامل" مع موسكو، بينما تبادلت الولايات المتحدة وروسيا الاتهامات
بعدم الاهتمام بمحادثات السلام في أوكرانيا.
شروط أوكرانية
وقال كوليبا إن أوكرانيا تشترط لإنهاء
الحرب القيام بأمرين: "تغيير الرأي في الكرملين، وسحب القوات الروسية من كامل أراضي أوكرانيا".
وأضاف في مقابلة مع
تلفزيون "إن دي تي في" الهندي: "هذه نقاط البداية لحوار سلام شامل،
ولكن في الوقت نفسه هناك العديد من القضايا التي تحتاج إلى معالجة".
وأشار كوليبا إلى أن "الأمن الغذائي والنووي وتبادل الأسرى
وحماية البيئة في أوقات الحرب، من بين القضايا التي يجب معالجتها أيضا"،
معتبرا أن "دول مجموعة العشرين يمكن أن تلعب دورا في حل هذه الأمور".
بالمقابل، تشترط روسيا
لإنهاء عملياتها في أوكرانيا، تخلي كييف عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية
بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره أوكرانيا
"تدخلا في سيادتها".
تبادل الاتهامات
إلى ذلك، تبادل سفراء واشنطن وموسكو لدى
الأمم المتحدة، الاتهامات بعدم الاهتمام بمحادثات السلام الأوكرانية مع
تصاعد الدعوات الأممية لوقف إطلاق
النار والالتزام بالدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، والتي بدأت قبل تسعة أشهر في 24 شباط / فبراير الماضي.
وقال فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة في اجتماع لمجلس
الأمن الدولي بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا، إن موسكو لاحظت "اهتمام
أغلبية كبيرة" من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بالتوصل إلى تسوية
دبلوماسية.
وأضاف: "نتعامل مع ذلك بجدية بالغة. ونؤكد رغبتنا في إجراء
مفاوضات"، لكنه أردف بأن الهدف سيكون "إزالة الأسباب الأصلية التي دفعتنا
إلى بدء عمليتنا العسكرية الخاصة".
واتهم نيبينزيا الدول الغربية بعدم الاهتمام بتسوية دبلوماسية في
أوكرانيا لأنها تعزز شحنات الأسلحة إلى كييف بدلا من ذلك، معتبرا أن ما يحصل هو
حرب الغرب المستمرة ضد روسيا.
وتابع: "هذا لا يترك لنا خيارا آخر سوى مواصلة أهداف عمليتنا
العسكرية الخاصة".
من جهتها، قالت ليزا كارتي،
نائبة سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، أمام مجلس الأمن إن تصعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للهجمات على البنية التحتية لأوكرانيا دليل
على أنه غير مهتم حقا بالتفاوض أو الدبلوماسية الهادفة.
وأضافت: "بدلا من ذلك، فإنه يحاول كسر إرادة أوكرانيا للقتال من خلال
قصف المدنيين ودفعهم إلى التجمد لإخضاعهم".
وقصفت روسيا البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا في الآونة الأخيرة. وقالت
السلطات الأوكرانية، إن وابلا من الصواريخ الروسية، استهدف البلاد، الاثنين، ما
أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي والماء مجددا، بعد نحو شهر من قصف مركز على محطات
طاقة مركزية مع حلول فصل الشتاء.
وقال مارتن غريفيث، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ
بالأمم المتحدة، لمجلس الأمن، إن هذا أدى إلى حرمان الملايين من التدفئة والكهرباء
والمياه، ما فاقم الأزمة الإنسانية الناجمة عن الغزو الروسي.
بدوره، قال سيرغي
كيسليتسيا، سفير أوكرانيا لدى الأمم المتحدة، إن روسيا في كل مرة تحاول إقناع مجلس الأمن بأنها الضحية، مشددا على
أن موسكو هي التي تقاوم جهود السلام.
وأشار إلى أن أوكرانيا تريد السلام
أكثر من أي بلد آخر، مضيفا: "أراضينا هي التي غزيت... من فضلكم ضعوا هذا في
الاعتبار".
ضحايا الحرب
ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، فإنه قتل أكثر من 17 ألف مدني، بينهم 419
طفلا، بينما بلغ عدد النازحين الأوكرانيين أكثر من 14 مليون شخص منذ 24 شباط/ فبراير
الماضي وحتى الأول من كانون الأول/ ديسمبر الجاري.
وأوضح غريفيث أن هناك أكثر من 14 مليون شخص في عداد النازحين قسرا من
ديارهم في أوكرانيا، بينهم 6.5 مليون نازح داخليا، وأكثر من 7.8 مليون لاجئ في
جميع أنحاء أوروبا.
وأدان غريفيث الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا،
مشيرا إلى أن الهجمات "أضافت بُعدا خطيرا آخر على الأزمة الإنسانية التي
سببتها الحرب".
ودعا المسؤول الأممي إلى الالتزام بالقانون الإنساني والحرص الدائم
على تجنب المدنيين جميع العمليات العسكرية، مؤكدا أن حجم الدمار الذي لحق بالبنية
التحتية للكهرباء والتدفئة يتطلب دعم المجتمع الدولي المعزز لحكومة أوكرانيا، بما
يتجاوز ما يمكن أن يقدمه العاملون في المجال الإنساني.
رئيسة تحرير "RT" ترجح اندلاع حرب عالمية إذا خسرت روسيا في أوكرانيا
إعلان تمديد اتفاق نقل الحبوب 120 يوما.. وترحيب
قادة "G20" يتعهدون بإجراءات لمواجهة التضخم وضغط الأسعار