يتصاعد
القلق الإسرائيلي الداخلي من المخاطر المترتبة على إدارة "إسرائيل" من
قبل حكومة
نتنياهو اليمينية التي تتحكم فيها أحزاب متطرفة وشخصيات هامشية.
وحذر
الكاتب الإسرائيلي أرئيل هوروفيتس، في مقاله بصحيفة "
إسرائيل اليوم" من
خطورة إسناد وزارة التعليم لعضو الكنيست الحاخام آفي ماعوز، زعيم حزب
"نوعام" الذي لا يمتلك سوى مقعد واحد في البرلمان الإسرائيلي.
وبموجب
اتفاق ائتلافي بين حزب "الليكود" بزعامة نتنياهو المكلف بتشكيل الحكومة، فسيحصل المتطرف ماعوز على صلاحيات في وزارة التعليم.
وقال
الكاتب إنه "لا يوجد ما يدعو لأن تحصل كتلة مقعد فرد على السيطرة في كل ما يتعلق
بتعليم "الهوية اليهودية"، كما أنه لا يوجد ما يدعو لأن تكون السلطة للهوية
القومية واليهودية التي يفترض بها أن تعالج الأزمة الحقيقية في التعليم الرسمي،
منقطعة عن وزارة التعليم، كما أنه لا يوجد سبب لأن يكون من يدير سلطة كهذه شخص
متدين".
ورأى
أنه "باستثناء الإخفاق القيمي، فإن هذا الفشل في إدارة المفاوضات الائتلافية يشعل
ضوء تحذير حول مسألة؛ أي نتنياهو هو الذي سيقود الحكومة التالية؛ الاستراتيجي أم
التكتيكي؟ لقد انتخبه اليمين مرة أخرى بفضل إنجازاته كاستراتيجي ورغم إخفاقاته
كتكتيكي".
وتابع:
" نتنياهو الاستراتيجي يتميز برؤية الصورة الكبرى، لكنه يفعل هذا غير مرة على
حساب التفاصيل الصغيرة، ونحن، نعيش في التفاصيل الصغيرة، هكذا مثلا يقربنا نتنياهو
الاستراتيجي من دول الخليج وينجح على حد تعبيره "بقلب هرم" النزاع
الإسرائيلي العربي، بينما نتنياهو التكتيكي يفقد بحكم الأمر الواقع السيطرة في
النقب والجليل".
وزعم
هوروفيتس، أن "نتنياهو الاستراتيجي نجح في ظروف دولية صعبة، بأن يدير إلى
الوراء سفينة اتفاقات أوسلو التي يرى فيها ناخبوه تهديدا حقيقيا على مستقبل
إسرائيل، في الوقت الذي يفقد فيه نتنياهو التكتيكي عمليا السيطرة في المناطق
"ج" بسبب غياب معالجة البناء
الفلسطيني".
وقال:
"وهكذا حتى قبل أن تقوم حكومة اليمين، فإن اليمين يدفع منذ الآن ثمنا استراتيجيا
على الإهمال التكتيكي في إدارة المفاوضات الائتلافية، ففي السنوات الأخيرة لم تدع
الأحزاب التي قامت من اليسار نفسها باسم "معسكر السلام"، بل
"المعسكر الديمقراطي" أو "الرسمي"، كون فشل خطوة أوسلو دحرها
إلى استراتيجيتين بديلتين: الأولى؛ رفض نتنياهو والتي تحطمت في الانتخابات الأخيرة
وباتت تسمع أصوات حتى في اليسار، تدرك أنه لا يمكن بناء معسكر سياسي على طريق
المقاطعة الشخصية".
ولفت
الكاتب، إلى أن "الطريق الثاني، وهو الأكثر رقة، هو الذي يعزو لنفسه الرسمية
والديمقراطية، أنه كان يمكن لليمين أن يحيده من خلال إقامة حكومة تعكس حقا إرادة
الناخبين؛ أي أن يكون "الليكود" وهو الحزب الحاكم المتسامح والمعتدل
الذي يتولى المناصب الكبرى ويحدد الخطوط الأساس".
وأضاف:
"بدلا من ذلك، نلنا كلنا شخصية هامشية ستنبش بالهوية اليهودية لأبنائنا، وفاز
اليسار بهدية حقيقية؛ سببا وجوديا جديدا بعد انهيار مفاهيم حل الدولتين ورفض
نتنياهو"، منوها إلى أن "المفاوضات الائتلافية، فشلت في تثبيت البعد الحقيقي
للحكم؛ ألا وهو أن يقود "الليكود" المفاتيح الأساسية للحكم، لا أن يسلم
رقبته لشخصيات هامشية بحيث يتبين أن هذا الخطأ التكتيكي سيوقعنا في خطأ استراتيجي
جسيم".