أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن معظم مناطق بلاده تعاني من
انقطاع الكهرباء، وسط انخفاض كبير في درجات الحرارة، بعد الهجمات الصاروخية الروسية التي استهدفت جميع أنحاء البلاد.
وقال
زيلنسكي: "اعتبارا من هذا المساء (الخميس)، هناك انقطاع للتيار الكهربائي في معظم مناطق أوكرانيا"، مضيفا: "الأمر صعب بشكل خاص في منطقة كييف والعاصمة ومناطق لفيف وأوديسا وخيرسون وفينيتسيا وترانسكارباثيا".
وأضاف: "مع كل ضربة صاروخية من هذا النوع، لا تجني روسيا سوى دفع نفسها بشكل أعمق إلى طريق مسدود".
وتابع: "سيكون لصفة أكبر دولة إرهابية في العالم عواقب عليها وعلى مواطنيها لفترة طويلة. وكل صاروخ يؤكد فقط أن كل هذا يجب أن ينتهي في المحاكم. وهذا بالضبط ما سيحدث".
قصف كثيف
ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية في جميع أنحاء أوكرانيا، وقال مسؤولون أوكرانيون إن أكثر من 120 صاروخا أطلقت خلال هجوم الخميس.
وقالت وزارة الدفاع في بيان إن أكثر من 18 مبنى سكنيا وعشر منشآت أساسية للبنية التحتية دُمرت في الهجمات الأخيرة.
وأدت الضربات الجوية الروسية في الأشهر القليلة الماضية، التي استهدفت البنية التحتية للطاقة، إلى انقطاع الكهرباء والتدفئة عن الملايين، في درجات حرارة شديدة البرودة في كثير من الأحيان.
ساحات المعارك
وحققت القوات المسلحة الأوكرانية الأصغر حجما عددا من الانتصارات في ساحة المعركة ضد القوات الروسية، لكن زيلينسكي طلب من الدول الغربية على مدار أشهر مساعدة إضافية في الدفاع الجوي. واستجابة لذلك، أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عن مساعدات عسكرية إضافية بنحو ملياري دولار، بما في ذلك نظام الدفاع الجوي باتريوت، الذي يوفر الحماية من الطائرات وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية.
كما أعلنت بريطانيا الجمعة أنها منحت أوكرانيا أكثر من ألف جهاز للكشف عن المعادن، و100 من معدات إبطال مفعول القنابل؛ للمساعدة في تطهير حقول الألغام.
ونفت موسكو مرارا استهداف المدنيين، لكن أوكرانيا تقول إن قصفها يوميا يدمر المدن والبلدات ومنشآت الطاقة والبنية التحتية الطبية وغيرها.
ولا يزال القتال الأشد حدة في بلدتي باخموت وسوليدار على خط المواجهة في الشرق بمقاطعة دونيتسك، وهي واحدة من أربع مناطق زعمت روسيا أنها ضمتها في أيلول/ سبتمبر، والمناطق الأخرى هي لوجانسك في الشرق ووخيرسون وزابوريجيا في الجنوب.
ولا تحكم القوات الروسية السيطرة على أي من المناطق الأربع، على الرغم من أن الكرملين قال إنه يحرز تقدما في أحد الأهداف الرئيسية المعلنة المتمثلة في "نزع السلاح" في أوكرانيا.
وتبحث روسيا عن نصر ميداني في شرق أوكرانيا، وتحاول الاستيلاء على باخموت منذ شهور.
وقال زيلينسكي، مساء الخميس، إن روسيا "لم تتخل عن الفكرة المجنونة للاستيلاء على منطقة دونيتسك".
وصمدت القوات الأوكرانية في دونيتسك، التي تشكل مع لوجانسك منطقة دونباس التي تتحدث الروسية، وهي معقل صناعي استولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على جزء منه في عام 2014. وفي العام نفسه، ضمت روسيا أيضا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وغزت روسيا أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير شباط، فيما وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه "عملية عسكرية خاصة" لمواجهة ما تعتبره تهديدات لأمنها. وشجبت أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون تصرفات روسيا، ووصفوها بأنها استيلاء على الأراضي، على غرار ما كان يحدث في الحقبة الاستعمارية، وفرضت عقوبات في محاولة لتعطيل الحملة.