اضطرت أوكرانيا إلى قطع التيار الكهربائي في معظم المناطق السبت، إثر ضربات روسية أسفرت إحداها عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 64 آخرين في مبنى سكني، فيما أعلنت لندن عزمها منح دبابات ثقيلة إلى كييف التي تؤكد أنها تحتاجها بشدّة.
وأطلقت روسيا صواريخ على البنية التحتية الرئيسية في كييف ومناطق أخرى من أوكرانيا السبت، بحسب مسؤولين أوكرانيين.
وأعلن وزير الطاقة هيرمان غالوشينكو عن انقطاع التيار الكهربائي في معظم مناطق أوكرانيا بسبب عمليات القصف الأخيرة.
وقال على فيسبوك "اليوم هاجم العدو البلاد ومرافق الطاقة فيها وشبكة الكهرباء مجددا. هناك هجمات على مناطق خاركيف ولفيف وإيفانو-فرانكيفسك وزابوريجيا وفينيتسيا وكييف. بسبب القصف فُرض قطع للكهرباء بشكل طارئ في معظم المناطق".
وقال نائب رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، كيريلو تيموشينكو،
عبر تطبيق التواصل "تلغرام"، إن "هجوما صاروخيا استهدف البنية التحتية
الحيوية في كييف"، حسب "أسوشيتد برس".
وأكد تيموشينكو أنه "في منطقة كييف النائية، أصيب مبنى
سكني في قرية "كوبيليف"، وتحطمت نوافذ المنازل المجاورة".
وفي معرض تعليقه على الهجوم، قال فيتالي كليتشكو عمدة كييف،
في تصريح صحفي، إن "دوي انفجارات سُمع في منطقة "دنيبروفسكي" السكنية
على الضفة اليسرى لنهر دنيبر".
وأضاف كليتشكو أن "شظايا صاروخ سقطت على منطقة غير سكنية
في حي "هولوسيفسكي" على الضفة الغربية للمدينة، واندلع حريق في مبنى هناك".
وقال
حاكم منطقة خاركيف (شمال شرق) إن "العدو شن هجومًا صاروخيًا جديدًا على البنية
التحتية الأساسية".
وقال
إيغور تابوريتس رئيس منطقة تشيركاسي (وسط) إن "العدو يهاجم مرة أخرى أراضي أوكرانيا".
ويعتبر هذا الهجوم الصاروخي الأول من نوعه على كييف منذ ليلة
رأس السنة الميلادية.
وفي كلمته اليومية، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قوات بلاده أسقطت أكثر من 20 من إجمالي 30 صاروخا أطلقتها روسيا السبت، مشددا أن "الإرهاب" الروسي لا يمكن وقفه إلا في ساحة المعركة.
وأضاف زيلينسكي "هل من الممكن وقف الإرهاب الروسي؟ نعم يمكن. هل يمكن أن يتم ذلك بأي طريقة أخرى غير ساحة المعركة في أوكرانيا؟ للأسف لا".
وقتل تسعة أشخاص بينهم فتاة تبلغ 15 عاما وجرح 64 بينهم 14 طفلا في ضربة طالت مبنى سكنيا في دنيبرو شرق البلاد السبت، وفق ما أفادت السلطات.
وأوضح زيلينسكي أن المبنى "سقطت جميع طوابقه (الثمانية) نتيجة انفجار صاروخ روسي".
وفي كريفي ريغ في جنوب البلاد، لقي شخص مصرعه وأصيب آخر جراء قصف مبان سكنية، وفق حصيلة رسمية.
وفي منطقة سومي شمال البلاد، أصيب مدني بشظايا جراء قصف مدفعي من الأراضي الروسية، بحسب الرئاسة الأوكرانية.
بريطانيا ترسل دبابات
وتعهّد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك السبت إرسال دبابات "تشالنجر 2" ومنظومات مدفعية إضافية لكييف كدليل على "نية المملكة المتحدة تكثيف دعمنا لأوكرانيا" وفقا لتقرير مكالمة هاتفية مع الرئيس الأوكراني.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني، سنرسل ١٤ دبابة من طراز تشالنجر ٢ إلى أوكرانيا خلال الأسابيع المقبلة
وأصبحت المملكة المتحدة بذلك أول دولة تلتزم بتقديم هذا النوع من الدبابات لمساعدة أوكرانيا في مواجهة القوات الروسية. وكانت كييف قد استلمت دبابات ثقيلة سوفياتية التصميم من حلفائها، لكن لم تستلم أي دبابات غربية بعد.
كييف: مزاعم القنابل العنقودية "حرب دعائية"
نفى سفير أوكرانيا لدى أنقرة فاسيل بودنار، مزاعم إرسال
تركيا
"قنابل عنقودية" إلى كييف، معتبرا إياها "شائعات لا أساس لها من الصحة
وحربا دعائية".
وشدد في حديث مع الأناضول، على أن القانون الدولي "يحظر
القنابل والذخيرة العنقودية"، مشيرا إلى أن أوكرانيا تلتزم بالقواعد الدولية في
حربها ضد روسيا.
جاءت تصريحات السفير الأوكراني ردا على مقال بعنوان
"تركيا ترسل القنابل العنقودية لأوكرانيا"، في مجلة "فورين بوليسي"
الأمريكية.
وأشار بودنار إلى أن المقال لم يستشهد بأي مصادر رسمية ولكنه
اعتمد بدلاً من ذلك على "نوع من الشائعات".
واعتبر أن هذا الادعاء كان جزءًا من "آلة الدعاية الروسية"
ضد كل من تركيا وأوكرانيا.
وأردف: "أنكر ذلك تمامًا، وهذا ليس صحيحًا"، في
إشارة إلى المزاعم المنشورة في "فورين بوليسي".
ورأى أن تلك المزاعم تستخدم "كأسلحة حرب نفسية، لتقويض
العلاقة بين أوكرانيا وتركيا ومحاولة إنشاء صورة خاطئة لهما".
اقتراح تركي
قالت
تركيا، السبت، إنها مستعدة للضغط من أجل إقامة مناطق "وقف إطلاق نار محلي"
في أوكرانيا لتعذر التوصل إلى اتفاق سلام معمم.
واعتبر
مستشار الرئيس التركي للشؤون الخارجية إبراهيم قالن أنه لا روسيا ولا أوكرانيا يمكنها
"الانتصار في الحرب عسكريا" مبديا ثقته بأنه "سيتحتم عليهما في نهاية
المطاف التفاوض من أجل التوصل إلى تسوية مقبولة" من الطرفين.
وأضاف
لوسائل إعلام أجنبية: "حاليا، لا أحد يريد وقف القتال، لكن علينا أن نواصل الدعوة
إلى ذلك (...) ما لم نتمكن من إبرام اتفاق سلام معمّم، سنبحث عن (التوصل) إلى اتفاقات
وقف إطلاق نار محلية، محدودة، خفضا للتوترات المحلية".
ومنذ
بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير، أبدت تركيا التي ترتبط بعلاقات طيبة
مع الجانبين، استعدادها لأداء دور وساطة من أجل إنهاء الحرب التي اعتبرها قالن
"أسوأ تحدٍّ على الصعيد الدولي منذ الحرب العالمية الثانية".
وأضاف:
"لقد حققنا بعض النجاحات حتى الآن"، وخصّ بالذكر على سبيل المثال، الاتفاق
الذي تم توقيعه الصيف الماضي لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، وأتاح إخراج
زهاء 18 مليون طن حتى الآن، إضافة إلى تسهيل تبادل سجناء حرب.
إلا
أن مستشار الرئاسة التركية شدد على أن هذه الخطوات "غير كافية (...) هي جزء صغير من
أحجية أكبر بكثير".
ورأى
قالن أن أي اتفاق سلام يجب أن يتعدى إطاره روسيا وأوكرانيا، وأن يوفر "ضمانات
أمنية للجانبين".
وشدد
على ضرورة "أن يتم احترام روسيا كلاعب أساسي وأن تحصل على ضمانات أمنية، أبرزها
عدم دخول حلف شمال الأطلسي إلى حديقتها الخلفية"، وألا "تنضمّ أوكرانيا إلى
الأطلسي، لكن أن تتلقى هي أيضا ضمانات أمنية على حدودها".