ألمح وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو، إلى أن وكالة
المخابرات المركزية، ساعدت عملاء الموساد على الفرار من إيران في شباط (فبراير)
2018 بطلب من رئيس الموساد حينها يوسي كوهين بعد نجاحهم في سرقة أرشيف إيران
النووي موردا ذلك في كتابه الجديد Never Give An Inch.
ما نقلته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن كتاب
بومبيو تزامن مع انطلاق المناورات البحرية الجوية الضخمة بين الكيان الإسرائيلي
والولايات المتحدة الأمريكية وبمشاركة من حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة جورج
بوش (USS George H.W. Bush) وعلى متنها القاذفات الاستراتيجية من
طراز (B52) و (F35 ).
الأهم من ذلك مشاركة طائرات التزود بالوقود الإسرائيلية من طراز
"رام" وطائرات التزود بالوقود "بوينغ كيه سي-46 إيه" (Boeing KC-46A) الأمريكية التي ستزود الطائرات المقاتلة
والقاذفات بالوقود على حد سواء أثناء تحليقها في الجو بالوقود.
مشاركة صهاريح الوقود الطائرة يعد تطورا مهما خصوصا وأن التدريب على إعادة
التزود بالوقود بالاستعانة بطائرات أمريكية كان أمرا محظورا في عهد إدارة الرئيس
الأمريكي باراك أوباما في محاولة لكبح الطموحات الإسرائيلية بمهاجمة إيران حينها؛ أو
رفع الجهوزية لذلك عبر التدريب والمحاكاة العملية .
بومبيو بهذا المعنى أراد أن يقول: بأن إدارته التي تولى رئاستها
دونالد ترامب في العام 2016 كانت سباقة في تقديم يد العون والمساعدة لجيش
الاحتلال
الإسرائيلي وأجهزته الاستخبارية في انتهاك السيادة الإيرانية أو هذا ما أرادت
صحيفة الجيروزاليم بوست إيصاله كرسالة أمنية وسياسية لإيران ودول الإقليم التي
ستمر عبرها الطائرات الإسرائيلية والأمريكية في حال توجيه ضربة لإيران.
نتنياهو فاشي خطير يبحث عن وسيلة للخلاص من أزماته الشخصية وأزمات كيانه المتصدع بنقل المعركة إلى أرض العدو؛ عبر خروقات ومسارات تطبيعية تنقل الصراع والانقسام والتفكك إلى الإقليم
في كل الأحوال مناورات نتنياهو البحرية والجوية مستعينا بالبحرية الأمريكية
وطائرات التزود بالوقود الأمريكية تتطلب ما هو أكثر من المناورات العسكرية للحصول
على المصداقية؛ بالانتقال نحو المناورات السياسية والدبلوماسية في محاولة لإظهار الجدية
بإمكانية الحصول على ممرات جوية وبحرية أمنية تسمح للطائرات بالتحليق والغواصات
بالتمركز بالقرب من المياه الإيرانية من خلال تفعيل اتفاقات التطبيع والتعاون الأمني
مع دول الإقليم العربية وهو سياق عام يفسر حرصه على لقاء الملك عبد الله الثاني
يوم أول أمس الثلاثاء في العاصمة الأردنية عمان وإن كانت خلافا لتوجهات عمّان
الفعلية.
نتنياهو يعتبر طهران هدفه الكبير الذي بردعه أو استهدافه سيتمكن من تجاوز شبح
الانتفاضة الثالثة في الضفة الغربية؛ وحشد الإقليم خلف زعامة حكومته اليمينة
الفاشية لتمرير أجندتها الفاشية في القدس والضفة الغربية.
ختاما .. نتنياهو فاشي خطير يبحث عن وسيلة للخلاص من أزماته الشخصية
وأزمات كيانه المتصدع بنقل المعركة إلى أرض العدو؛ عبر خروقات ومسارات تطبيعية
تنقل الصراع والانقسام والتفكك إلى الإقليم؛ معززا بذلك نفوذ الكيان وهيمنته ومعطيا الشرعية لمخططاته على الأرض
الفلسطينية؛ وهذه كلفة عالية لمسار التطبيع والتصعيد الإقليمي لا يمكن
تحملها أو التكيف معها عربيا وإسلاميا لتداعياته الخطيرة على الأمن العربي المحلي
والإقليمي.
hazem ayyad
@hma36