تتواصل التحذيرات الإسرائيلية
من انهيار
السلطة الفلسطينية، التي تشهد أجهزتها الأمنية حالة تآكل متواصلة من
الداخل، في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية لجيش
الاحتلال الإسرائيلي في
مختلف المناطق المحتلة.
وأوضحت صحيفة "
إسرائيل
اليوم"، في تقرير شارك في إعداده حنان غرينوود ودانا بن شمعون، أن "الجيش
الإسرائيلي متشائم بالنسبة لانتهاء حملة "كاسر الأمواج" في الفترة
القريبة القادمة"، وهي حملة عسكرية شرع بها جيش الاحتلال في آذار/ مارس
الماضي؛ من أجل محاولة التصدي للمقاومة في الضفة الغربية المحتلة.
وأكدت أن الحملة الإسرائيلية
المتواصلة والمكثفة في الضفة واجهت العديد من شبكات المقاومة مثل "عرين
الأسود" التي "تشعل المنطقة وتشجع على تنفيذ العمليات" ضد
الاحتلال، موضحة أن نحو 35 شهيدا فلسطينيا ارتقوا خلال الشهر الأول من 2023.
وقدرت أن "استمرار
الحملة العسكرية في 2023 سينتهي مع عدد شهداء أكثر مما في السنة الأخيرة، التي
سجلت رقما قياسيا منذ
الانتفاضة الثانية، حيث بلغ عدد الشهداء بحسب وزارة الصحة
الفلسطينية 224 شهيدا في مختلف المناطق الفلسطينية؛ 53 في قطاع غزة و171 في الضفة؛
بينهم 53 طفلا، كما أصيب أكثر من 10 آلاف و500 فلسطيني.
بين الشبكة والجدار
وزعمت الصحيفة أن جيش
الاحتلال في هذه الأوقات، خاصة بعد إعلان السلطة وقف التنسيق الأمني، "غير
معني بتوسيع حملة "كاسر الأمواج"، ومع ذلك، الحملة كفيلة بأن تتسع إذا
ما وقعت عمليات أخرى، والتخوف هنا كبير، حيث لم يلحظ أي انخفاض في رغبة الشبان
الفلسطينيين في تنفيذ عمليات".
ويعتقد جيش الاحتلال أن هناك
"جهات معنية بتنفيذ عمليات تفجير في داخل إسرائيل، وعليه توجد حاجة لمعلومات
استخبارية كثيرة وقدرات متطورة لأجل إحباط العمليات"، كاشفة أن "جهاز
الأمن الإسرائيلي يدرك أن عمليات الجيش ضد الفلسطينيين غير ناجحة بنسبة 100 في
المئة، وما يدل على ذلك الحملة العسكرية في أريحا، حيث فشل الجيش في اعتقال
فلسطينيين يشتبه بتنفيذ عملية".
وأشارت إلى أن فصائل المقاومة
الفلسطينية، خاصة "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، "تحرض على
تنفيذ عمليات، في حين لا يزال الجيش يركز على جنين ونابلس، بينما باقي المدن
الفلسطينية هادئة نسبيا، وينشغل الجيش كل الوقت برفع مستوى جدار الأمن في الضفة،
والتطلع لأن يستكمل حتى نهاية العام قسم هام من الجدار، بحيث يكون ممكنا نقل
القوات لمهام أخرى".
الجيش قلق جدا
وأضافت: "رغم وضع اليد
على نحو 1000 قطعة سلاح في المناطق، لكنها ما زالت مليئة بالوسائل القتالية، ويكاد
يكون في كل بيت فلسطيني سلاح، وهذا يمكن المنفذين من الحصول عليه بسهولة والخروج
لقتال الجيش، علما بأن الجيش قلق جدا من مشاركة بعض من رجال أجهزة أمن السلطة في
العمليات".
ونقلت "إسرائيل
اليوم" عن أحد عناصر أجهزة أمن السلطة، تأكيده أن "الميل نحو تردي
المعنويات لدى عناصر أجهزة الأمن لعدم قيام دولة فلسطينية يتعزز في الفترة الأخيرة
بالتوازي مع ضعف السلطة والتصعيد في الميدان".
وأضاف: "بعد كل هذه
السنين، توجد سلطة، لكن لا توجد دولة، وبالتالي فلماذا نحن هنا؟ هل من أجل أن نحصل
على رواتب ونهتم بمصالح عباس (رئيس السلطة) ونكون عملاء لإسرائيل؟".
بدوره، أكد مصدر فلسطيني
للصحيفة، أن "العاملين في الأجهزة يشعرون بأنه لا يوجد معنى لما يفعلون،
والسلطة تسقط رويدا رويدا، وإذا كانت إسرائيل بأجهزتها تسيطر هنا، فمن الأفضل ألا
تكون سلطة، وليجدوا طرقا أخرى لإدارة الأمور، ولتهتم إسرائيل بالخدمات البلدية وجمع
القمامة".
كما أكد مصدر أمني فلسطيني
سابق لـ "إسرائيل اليوم"، أن "أجهزة الأمن فقدت المكانة الكبيرة
التي كانت لها في الماضي، وصورة الأجهزة تآكلت وباتت أقل جاذبية".