قالت صحيفة "وول ستريت
جورنال" في تقرير أعدته فيفيان سلامة وستيفن كالين، إن الموقف الأمريكي
الدائم من عدم التحاور مع حكومة النظام السوري إلى جانب المنافذ المحدودة للمناطق
التي تعرضت لكارثة الهزة الأرضية في تركيا وسوريا، أثار مخاوف من عدم وصول
المساعدات التي تنقذ أرواح السوريين المتضررين في وقتها.
ومع بداية انتشار صور الدمار والبيوت
التي تحولت لأنقاض وجهود الإنقاذ، تعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات لتركيا،
عضو حلف الناتو والتعاون مع المنظمات الإنسانية في
سوريا.
وفي الوقت الذي زادت فيه وتيرة عمليات
الإغاثة في تركيا إلا أن المخاوف زادت على الضحايا السوريين الذين شردت نصفهم
سنوات من الحرب الأهلية، وأدت لدعوات من المنظمات الإنسانية إلى الأمم المتحدة
بالتدخل العاجل. فالمعبر الوحيد العامل بين تركيا وسوريا يحجزه الحطام المتناثر من
الهزة.
ويقول النقاد إن الحصول على موافقة
نظام بشار
الأسد لنقل المساعدات يعني منحه شرعية، أو من خلال مجلس الأمن حيث يحتاج
لموافقة روسيا، الحليف لنظام الأسد ورفضت في الماضي الجهود للتحايل على حكومته
ونقل المواد الإنسانية إلى مناطق المعارضة.
وفي عام 2012 علقت الولايات المتحدة
مثل بقية دول العالم العلاقات الدبلوماسية مع حكومة دمشق. وقامت واشنطن مع دول
الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على نظام الأسد والتي تقول منظمات الإغاثة الإنسانية إنها أبطأت المساعدات للسوريين رغم الإعفاءات الإنسانية.
وفي عام 2021 وسعت إدارة بايدن من
قائمة الإعفاءات مع المنظمات غير الحكومية تحدثت عن معوقات رغم الاستثناءات. إلى
جانب هذا رفضت حكومة النظام السوري نقل المساعدات الإنسانية جوا ومباشرة إلى مناطق
المعارضة.
وتقول الصحيفة إن مسؤولي النظام السوري
عملوا مع شركة علاقات عامة معروفة وأعدوا خطة للضغط على المجتمع الدولي ودفعه
للتخلي عن القيود المفروضة على التعامل معه، حسب أشخاص على معرفة بالنقاشات.
ويشتمل جزء من الخطة على الزعم بأن
شحنات الإغاثة الدولية لا تتمكن من الدخول للبلد، مع أن الولايات المتحدة تنفي
وضعها أية قيود على الخدمات الإنسانية.
وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية إن
كل مناطق سوريا تستحق الحصول على المساعدات الأمريكية الإنسانية، وأن الولايات
المتحدة قدمت أكثر من 15 مليار دولار إلى سوريا والمنطقة منذ بداية الحرب.
وأضاف: "خطوط الإغاثة والقوافل الإنسانية
إلى مناطق النظام في شمال- غرب سوريا لم تكن منتظمة حتى قبل الهزة الأرضية نظرا
للمعوقات اللوجيستية والأمنية".
وتابع: "نفهم أن وكالات الأمم
المتحدة تقوم بتقييم الخط الذي تستخدمه هذه القوافل وتحديد ما إن كان استخدامه
آمنا أو قابلا لنقل الإمدادات".
وتلقى الأسد بعد فترة من العزلة
والتجاهل الدولي، مكالمات يوم الثلاثاء من قادة الأردن والإمارات والبحرين وعمان
ومصر وإيران.
ويقول مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون
إن الولايات المتحدة قبلت بواقع بقاء الأسد في السلطة.
وفي الوقت الذي لن تعترف فيه واشنطن بشرعية
الأسد إلا أنها ترى في أي محاولة تزيد من عدم استقرار سوريا خطرا محددا على الأمن
القومي الأمريكي وعلى حلفائها بالمنطقة.
ويتوقع معلقون أن تؤدي دبلوماسية
المساعدات لفتح الباب أمام الدبلوماسية السياسية. وبالنسبة للأسد، فالتصالح مع الجيران يمكن أن يفتح الباب أمام الاستثمار في
اقتصاده وعودته إلى الجامعة العربية هو اعتراف بشرعيته.
وفي الوقت الذي ابتعدت فيه عن التواصل
مع الأسد طوال السنوات الماضية، إلا أن هناك أمثلة نادرة جرت فيها حوارات مباشرة
وغير مباشرة، مثل محاولة إدارة دونالد ترامب التفاوض مع حكومة الأسد لتقديم معلومات
عن الصحافي الأمريكي أوستن تايس المختفي في سوريا منذ عام 2012.