قبل ساعات من انعقاد قمة العقبة الأمنية، كشفت أوساط أمنية
إسرائيلية عن مزيد من التفاصيل الخاصة بالخطة الأمريكية للتنسيق الأمني، التي تشمل
تدريب القوات الخاصة الفلسطينية، والتنسيق الأمني مع جيش
الاحتلال الإسرائيلي، والرقابة
الأمريكية النشطة على نقاط الاحتكاك بين الفلسطينيين والمستوطنين، وهذه هي النقاط الرئيسية
في الخطة العملياتية الأمريكية لإعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على
الضفة الغربية.
باروخ ياديد مراسل "
القناة 14" التابعة للمستوطنين
زعم أن "الخطة الأمنية الأمريكية تسعى لإعادة سيطرة أبي مازن على الضفة الغربية،
بالتزامن مع تأجيل التصويت الأخير في مجلس الأمن الدولي بشأن البناء الجديد في المستوطنات،
ومن الواضح أن السلطة الفلسطينية تقبل مبدئيا بالخطة الأمنية الأمريكية، باعتبارها
جزءا من منظومة التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية من
خلال الوساطة الأمريكية التي يشرف عليها الجنرال مايك فنزل، وتقوم على تدريب القوات
الخاصة الفلسطينية، والمشاركة الأمريكية النشطة في التنسيق الأمني الإسرائيلي والفلسطيني".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أهم فصول
الخطة الأمريكية يشير إلى التنسيق الأمني الإسرائيلي الفلسطيني، بحيث سيحضر ممثلون أمريكيون
كبار هذه الاجتماعات ذات المستويات العليا من الجانبين لعدة أشهر، وفي هذه الحالة فإنهما
سيرسلان تقارير منتظمة للولايات المتحدة حول التقدم في المجال الأمني، بجانب فصل يتناول
تدريب القوات الفلسطينية للسيطرة على منطقتي جنين ونابلس، وكجزء من هذا الجهد فإن خمسة
آلاف عنصر أمني فلسطيني يخدمون حاليًا في جهاز الأمن الوطني سيتم تدريبهم بقواعد تدريبية
على الأراضي الأردنية، وسيخضعون لبرنامج تدريبي خاص بإشراف أمريكي".
وأكد أن "الأردن ومصر أعطيا موافقتهما بالفعل على البرنامج
التدريبي، ومع انتهائه في الأردن، سترسل قوات السلطة الفلسطينية بعثة خاصة للمنطقة
الواقعة بين جنين ونابلس، وتعمل داخل مدن ومخيمات اللاجئين للقضاء على نشاط المجموعات
المسلحة، وسيكون عملها تحت إشراف أمريكي، وفي نفس الوقت سيحدث تقليص كبير لنشاط جيش
الاحتلال في هذه المناطق، مع تزايد تواجد قوات الأمن من دول غربية في جميع مناطق الاحتكاك
واشتباكات المستوطنين والفلسطينيين، في نابلس وجنوب الضفة الغربية، ما يؤكد مشاركة
أطراف غربية في فرق المراقبة الأمنية في مناطق الاحتكاك".
وكشف أن "الخطة الأمريكية أجرت تغييرًا للمفهوم الفلسطيني
الذي يفضّل فتح القنوات والتواصل مع المجموعات المسلحة في نابلس وجنين، ما أدى في
هذه الأثناء لتسليم بعض هذه المجموعات لأيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية مقابل بعض
المزايا".
وكشف أن "الخطة العملياتية الأمريكية شهدت ممارسة ضغوط
شديدة من الولايات المتحدة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأسابيع الأخيرة، وفي
هذا الإطار وصل إلى رام الله عدد من كبار مسئولي الإدارة الأمريكية بينهم وزير الخارجية
أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان ورئيس وكالة المخابرات المركزية وليام
بيرنز، وفي بعض هذه اللقاءات كان فنزل حاضرًا، وأمامه رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد
فرج، وبجانب الجهود الأمريكية فقد انضم رئيسا المخابرات المصرية والأردنية، اللذان
التقيا مع أبي مازن في رام الله مؤخرا، وضغطا عليه لقبول الخطة الأمريكية بكاملها".
أكرم الرجوب محافظ جنين أبلغ القناة الإسرائيلية بأنه
"دون تأكيد ما إذا كنا قبلنا بالخطة الأمريكية أم لا، فأنا أقول إن السلطة الفلسطينية
منفتحة على أي خطة لوقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب، وبجانب ذلك فإن السلطة
الفلسطينية ليس لديها أي عائق أمام أي خطة من شأنها أن تعزز سيطرتها على المنطقة، وسنقبل
أي خطة أمريكية من شأنها وقف الإجراءات أحادية الجانب والاحتكاك في شرق القدس".
ونقلت القناة الإسرائيلية عن مصادر فلسطينية رسمية أنها
"مصممة على تجنب الوضع الذي ستعمل فيه قواتهم في شمال الضفة الغربية، بغرض مواصلة
العملية التي بدأها جيش الاحتلال قبل عدة أشهر، في ضوء الخوف أن يُنظر إليهم على أنهم
خونة ومتعاونون إذا عملوا جنبًا إلى جنب مع جنود الاحتلال ضد الجماعات المسلحة، مع
العلم أن أبا مازن وجه مؤخرًا جميع أجهزته الأمنية للعمل بكثافة عالية في الأماكن التي
يكون فيها الإسرائيليون في خطر، وطلب من ضباطه أن يتصرفوا كما لو كان هناك تنسيق أمني
كامل مع إسرائيل، رغم تجنب الفلسطينيين اللقاءات المباشرة مع ضباط الاحتلال".
تجدر الإشارة إلى أن من كتب الخطة هو الجنرال مايك فنزل
منسق الشؤون الأمنية في السفارة الأمريكية، والمسؤول عن العلاقات الأمنية مع الأجهزة
الفلسطينية، وهو الذي تلقى من الفلسطينيين الرصاصة الإسرائيلية التي قتلت الصحفية شيرين
أبو عاقلة بمخيم جنين في أيار/ مايو 2022، وفي مرحلة إعداد خطته الأمنية الحالية تشاور
فنزل مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين وفلسطينيين وغربيين، وسيكونون جميعاً مشتركين في
آلية الإشراف على التنسيق الأمني ونقاط الاحتكاك.
في غضون ذلك، تحدث وزير الحرب يوآف غالانت مع نظيره الأمريكي
لويد أوستن، وبحثا تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية، واستعرضا أنشطة جيش الاحتلال
لإحباط الخلايا الفلسطينية المسلحة في نابلس، المسؤولة عن عمليات إطلاق النار، والتخطيط
لهجمات مستقبلية، وناقشا الجهود المشتركة لتهدئة المنطقة في الأعياد القادمة وشهر رمضان.