نشر موقع وكالة "
بلومبيرغ"
تقريرا أعدته ميريت مجدي، ومايكل غان، قالا فيه إن طبق
الكشري الشعبي، الوجبة
المفضلة للمواطنين في
مصر، كان ضحية زيادة
التضخم الذي أثر على المواد الأساسية،
فرغم بساطة تحضيره ورخص مكوناته إلا أنه لم يكن محصنا من الأزمة الاقتصادية التي
أصابت البلاد ولم تمر عليها منذ عقود.
فالكشري وجبة نباتية وبدون لحم وسهلة
التحضير، كمية من الأرز المغلي والمكرونة، والعدس، مغطى ببصل مقلي وممزوج بالطماطم
المخلوطة بالثوم والقليل من الخل.
وفي البلد الذي يبلغ عدد سكانه 104 ملايين نسمة
تنتشر محلات بيع "طعام الفقراء" في عربات منتشرة في الشوارع ومطاعم شعبية
إلى جانب المطاعم الراقية في أحياء الأثرياء وتلك القريبة من الأهرامات.
ونظرا لتوفر المكونات في كل البيوت المصرية
فمن السهل تحضيره ويفضله المصريون. لكن بساطة تحضيره لم تحم الطبق من ارتفاع أسعار
المواد الاستهلاكية منذ خمسة أعوام.
وأظهر "مؤشر بلومبيرغ للكشري"،
أن أسعار المكونات للطبق زادت بنسبة 58.9%
في كانون الأول/ ديسمبر، وتأتي زيادة الطبق الشعبي المعروف كدليل على الآثار
الصعبة التي تركها الغزو الروسي لأوكرانيا قبل عام. وتعاني مصر التي تعتبر من أكبر
المستوردين للحبوب وبقية البضائع من زيادة فواتير الاستيراد منذ العام الماضي. وفي
محاولة لمواجهة نقص العملة الأجنبية، قامت الحكومة بسلسلة تخفيض لقيمة العملة إلا
أنها عملت على زيادة الأسعار أكثر.
وتقول السلطات إن معالجة أسعار المواد الاستهلاكية
هي أولوية، معترفة أن هناك محدودية لقدرة المصريين على التحمل. وعادة ما ينفق
المصريون من ذوي الدخل المنخفض معظم دخلهم على الطعام أكثر من أي مجتمع آخر.
ويحسب الموقع كلفة طبق الكشري المعد في البيت من خلال استخدام
المعايير المستخدمة في أسعار الوجبات العادية للأسعار التي ينشرها معهد الدولة
للإحصائيات بشكل شبه رسمي لأسعار المواد الغذائية الأساسية. ويحذف المؤشر بعض
التوابل والمكونات غير الأساسية.
ومع أن المعكرونة وزيت الطعام هي من
بين المواد الغذائية التي تدعمها الحكومة المصرية إلا أن مواد أخرى تدخل في إعداد الكشري مثل العدس والبصل ارتفعت أسعارها
بنسبة 66.5% و27.5% على التوالي خلال العام الماضي حتى كانون الأول/ ديسمبر.
وتأثرت المطاعم العادية التي لا
يرتادها الأثرياء من الآثار، كما يقول يوسف زكي، صاحب مطعم "أبو طارق"، أحد
أشهر مطاعم الكشري في القاهرة حيث أشار إلى أن أرباحه قلت بشكل كبير بعد الارتفاع
الجنوني للأسعار.
ولم يتغير سعر الوجبة المتوسطة حيث لا
تزال بسعر 30 جنيها، أي دولار أمريكي واحد تقريبا. لكن الكشري في الأكياس الصغيرة
هو الخيار الأكثر شعبية بين تلاميذ المدارس.
وقال زكي الذي بدأ ببيع الكشري على
عربة ورثها من والده: "الكشري هو طعام الفقراء (..) كيف أرفع الأسعار؟ الناس
لا يستطيعون".