قال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية (
البنتاغون) إن
إيران بإمكانها إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة "في غضون 12 يوما".
وأدلى كولن كال، وكيل وزير الدفاع الأمريكي للشؤون السياسية بهذا التعليق في جلسة بمجلس النواب، بعد أن ألح عليه نائب جمهوري لمعرفة السبب وراء سعي إدارة الرئيس جو بايدن لإحياء الاتفاق الذي يُعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقال كال، وهو ثالث أكبر مسؤول في البنتاغون، للنواب: "لأن التقدم
النووي الإيراني منذ أن انسحبنا من خطة العمل الشاملة المشتركة كان ملحوظا. وبالعودة إلى عام 2018، عندما قررت الإدارة السابقة الانسحاب من الاتفاق، فإنه كان من المفترض أن تستغرق إيران نحو 12 شهرا لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لقنبلة واحدة. والآن سيستغرق الأمر نحو 12 يوما".
وأضاف: "لذلك أعتقد أنه لا يزال هناك رأي مفاده أنه إذا كان بإمكانك حل هذه المشكلة دبلوماسيا وإعادة القيود على برنامجهم النووي، فهذا أفضل من الخيارات الأخرى. لكن في الوقت الحالي، فإن خطة العمل الشاملة المشتركة مجمدة".
وذكر مسؤولون أمريكيون مرارا أن تقديراتهم تشير إلى أن إيران يمكن أن تنتج مواد انشطارية كافية لصنع قنبلة في غضون أسابيع إذا قررت الإقدام على مثل هذه الخطوة، لكنهم لم يحددوا الفترة مثلما فعل كال.
وأكدوا أن إيران اقتربت من إنتاج المواد الانشطارية، لكنهم لا يعتقدون أنها أتقنت التكنولوجيا اللازمة بالفعل لصنع القنبلة.
وجاء هذا التصريح في الوقت الذي أكد فيه تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوكالة تجري نقاشا مع إيران بشأن رصد جزيئات يورانيوم مخصب بنسبة 83.7 بالمئة في منشأة فوردو، وهي نسبة قريبة جدا من درجة النقاء المطلوبة لصنع الأسلحة النووية.
وبحسب التقرير، فإن إيران أبلغت الوكالة بأن تقلبات غير مقصودة في مستويات التخصيب ربما حدثت خلال الفترة الانتقالية وقت بدء عملية التخصيب بنسبة 60% في تشرين الثاني/ نوفمبر 2022، أو في أثناء استبدال أسطوانة التغذية.
وأفاد التقرير بأن المباحثات جارية بين الوكالة وإيران لتوضيح الأمر.
وكانت الوكالة قد ذكرت في وقت سابق الثلاثاء، أن مفتشين تابعين لها رصدوا جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة 83.7 بالمئة في موقع فوردو النووي السري.
وأضافت أن المفتشين اكتشفوا في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي أن مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي من طراز آي آر-6 (IR-6) في منشأة فوردو الإيرانية تم تكوينهما بطريقة "تختلف اختلافا جوهريا" عن ما تم الإعلان عنه سابقا.
وأوضحت أن مفتشيها أخذوا عينات في اليوم التالي أظهرت نقاوة في جزيئات اليورانيوم تصل نسبتها إلى 83.7 بالمئة، وهي نسبة أقل بقليل من نسبة 90 بالمئة الضرورية لإنتاج قنبلة نووية.
وفي وقت سابق، نفت إيران التقارير الإعلامية المتداولة بشأن بلوغ نسبة
تخصيب اليورانيوم لديها 84 بالمئة، معتبرة ذلك "تشويها للحقائق".
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، خلال مقابلة مع وكالة "إيسنا" الإيرانية، حيث قال إن "الأخبار المنشورة تلفيق وتشويه للحقائق". ووفقا له، فإن إيران لا تحاول تخصيب اليورانيوم بنسبة أعلى من 60 بالمئة.
وقال متحدث الخارجية الإيرانية إن استخدام الوكالة الدولية للسياسة يؤثر على مكانتها ومزاعم التخصيب يجب أن تطرح في اللقاءات الثنائية لا وسائل الإعلام، مؤكدا أن "إيران ملتزمة بمعاهدة حظر الانتشار النووي، وملتزمة بالتعاون مع
وكالة الطاقة الذرية".
ما تردد عن تخصيبها لليورانيوم هو عن نسبة 84 في المئة القريبة من درجة نقاوة صنع الأسلحة.
وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة منذ أبريل/ نيسان 2021. وقبل ثلاثة أشهر بدأت في تخصيب اليورانيوم إلى هذا المستوى في موقع ثان هو فوردو. ويدخل اليورانيوم في صنع السلاح النووي عند درجة تخصيب 90 في المئة تقريبا.
وكانت وكالة بلومبيرغ نيوز قد ذكرت قبل ذلك، أن مراقبين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، اكتشفوا الأسبوع الماضي يورانيوم مخصبا بنسبة 84 في المئة.
وقال دبلوماسيان لوكالة رويترز، إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عثرت على يورانيوم مخصب بنسبة 84 بالمئة في إيران، وهو ما يقترب للغاية من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة.
وادعى الدبلوماسيان أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتفقد المنشآت النووية الإيرانية رصدت تخصيب إيران لليورانيوم بنسبة 84 بالمئة، في تأكيد لتقرير أولي كشفت عنه بلومبيرغ.
وقال أحد الدبلوماسيين لـ رويترز: "المشكلة هنا: هل وقع خلل عارض في السلاسل المعاد تشكيلها أم إن التخصيب بهذه الدرجة من النقاوة متعمد؟ طلبت الوكالة من إيران تفسيرا لهذا الأمر".
وانتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران الشهر الماضي لعدم إبلاغها بإجراء تعديل "جوهري" في ربط سلسلتين، أو مجموعتين، من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 بالمئة في فوردو، فيما قال دبلوماسيون إن التعديل يعني أن إيران يمكن أن تتحول بسرعة إلى مستوى أعلى من التخصيب.
وانسحبت الولايات المتحدة في 2018 من اتفاق النووي الذي أبرمته إيران والقوى الكبرى عام 2015، والذي نص على رفع العقوبات عن طهران مقابل فرض قيود على أنشطتها النووية.
وردت إيران على إعادة فرض العقوبات الأمريكية بخرق تلك القيود وتجاوزها لدرجة أن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قال إن الاتفاق الآن مثل "قوقعة فارغة".