أجلت
الطاولة السداسية للمعارضة التركية الكشف عن مرشحها لمنافسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات التي قد تجرى في 14 أيار/ مايو، واكتفت بالإعلان عن توافق بشأن "
المرشح الرئاسي المشترك وخريطة طريق العملية الانتقالية".
وعقد قادة الطاولة السداسية، اجتماعهم الـ12 بضيافة زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو في أنقرة أمس الخميس، وانتهى بالإعلان عن موعد جديد من أجل الكشف عن المرشح المشترك.
بيان التحالف: تفاهم بشأن المرشح المشترك
وقال بيان تحالف الطاولة السداسية؛ إنها توصلت إلى تفاهم بشأن المرشح المشترك وخريطة طريق المرحلة الانتقالية، على أن يعقد اجتماع يوم الاثنين المقبل 6 أذار/ مارس لإعلان المرشح إلى الرأي العام، بعد قيام قادة الأحزاب بإبلاغ الهيئات الحزبية بما تناوله اجتماع الخميس.
لكن وسائل إعلام تركية، لاسيما مقربة إلى حزب الشعب الجمهوري، كشفت أنه بينما جرى التوافق على اسم زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال
كليتشدار أوغلو من أحزاب خمسة، اعترضت زعيمة حزب الجيد ميرال
أكشنار، وقالت إنها تريد مناقشة ذلك مع الهيئة التنفيذية لحزبها.
وعقب الاجتماع الذي تقاسم بيانه قادة "تحالف الأمة" على صفحاتهم في "تويتر"، ما عدا أكشنار، وجهت الأخيرة دعوة إلى قادة مقاطعات حزب الجيد الـ81 لاجتماع طارئ استمر لمدة أربع ساعات، بحسب صحيفة "يني شاغ".
حراك مكثف داخل أروقة حزب الجيد
وقالت صحيفة "
يني شاغ"؛ إن الاجتماع استمر أربع ساعات، بين أكشنار ومساعديها ورؤساء المقاطعات وكبار المستشارين بشأن مناقشة المرشح الرئاسي، ولم يتم الإدلاء ببيان بعده.
واكتفى أعضاء بحزب الجيد بعد الاجتماع بالقول للصحفيين: "كل شيء سيكون على ما يرام يا أصدقاء".
ولفتت الصحيفة إلى أن زعيمة حزب الجيد، ستلتقي مع أعضاء الهيئة التنفيذية مساء الجمعة، يليه اجتماع آخر مع رؤساء المقاطعات، في الوقت الذي سيقوم فيه قادة الأحزاب بإجراء تقييمات مع هيئاتهم.
أكشنار تحفظت على اسم كليتشدار أوغلو
صحيفة "
جمهورييت" المقربة لحزب الشعب الجمهوري، ذكرت أن الاسم الذي وضع على الطاولة كمرشح مشترك هو كليتشدار أوغلو، وبينما تم تأييد الأحزاب الأربعة الأخرى لاسمه، طالبت أكشنار بتأجيل البت بالقرار إلى الاثنين المقبل للتشاور مع الهيئات التنفيذية لحزبها.
بينما قالت مصادر من حزب الشعب الجمهوري؛ إن "كليتشدار أوغلو هو المرشح الوحيد الذي اقترح على الطاولة"، لكن قبيل الاجتماع بدأت مناقشة بشأن ترشح رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش في كواليس حزب الجيد.
وأشارت المصادر إلى أنه مع قدومهم إلى الاجتماع، كان قادة الأحزاب الستة قد حصلوا على تفويض من أحزابهم بشأن تحديد المرشح المشترك، بل كان هناك أحزاب منحت الصلاحية لقادتها بشأن قبول ترشح كليتشدار أوغلو.
واستدركت بأنه تبين بأن ميرال أكشنار حصلت على تفويض من حزبها فقط في مسألة مناقشة المرشح المشترك، وليس تحديده.
وذكرت "جمهورييت"، أن كليتشدار أوغلو التقى بموظفي الحزب في المقر الرئيسي، بعد اجتماع القادة، وبينما تم مباركته على الترشح، رد قائلا: "انتظروا حتى يوم الاثنين، ولكن لا يوجد أي مشكلة".
وضجت وسائل إعلام التواصل الاجتماعي بشأن المرشح المشترك، وفي الوقت الذي روج مؤيدو زعيم حزب الشعب الجمهوري لترشحه، غرد آخرون باسم منصور يافاش.
وشارك رئيس الشؤون المالية في حزب الجيد، أوميت ديكباير تغريدة على حسابه في "تويتر" كتب فيها: "الأمة أكبر من خمسة"، ليقوم بعد ذلك بمسح التغريدة.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الجيد إرهان أوستا في مقابلة على قناة "خبر ترك"؛ إنه يعتقد بأنه لم يتم التوافق على اسم معين.
أكشنار طرحت إمام أوغلو ويافاش.. وتوتر مع كليتشدار أوغلو
الصحفي المعروف إسماعيل صايماز، كشف في مقال على قناة "
HALK" المعارضة، كواليس ما جرى في الاجتماع الذي عقد بين قادة الأحزاب الستة.
وأوضح صايماز، أنه في البداية قام كارامولا أوغلو المضيف للاجتماع بالطلب من رئيس الحزب الديمقراطي غولتكين أويصال بالتحدث، الذي بدوره وضع اسم كليتشدار أوغلو على الطاولة مباشرة كمرشح رئاسي مشترك.
وأشار الصحفي التركي إلى أن أكشنار ردت بالقول؛ إن هناك أسماء أخرى مدرجة على الأجندة، وطرحت أسماء رؤساء بلدية إسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش.
وردا على حديث أكشنار، قال كليتشدار أوغلو؛ إنهما رؤساء بلديات تتبع لحزب الشعب الجمهوري، وسيواصلان واجباتهما كرؤساء للبلديات.
ولفت إلى أن قادة الأحزاب الأربعة، أكدوا في كلماتهم أنهم ينظرون بإيجابية ترشح كليتشدار أوغلو، لكن أكشنار قالت: "أنتم جرى تفويضكم بشكل كامل من أحزابكم لاتخاذ القرار، أما أنا فلا.. أريد التشاور مع مسؤولي حزبي".
وأوضح أن البعض في حزب الجيد يفضل ترشح منصور يافاش، ويعتقدون بأنه إذا أصبح كليتشدار أوغلو مرشحا فسيخسر الحزب 5 بالمئة من الأصوات، لكن قسما آخر لا يعترض على ترشح زعيم حزب الشعب الجمهوري.
وتابع بأنه إذا لم يحسم حزب الجيد قراره حتى يوم الاثنين، فقد تقوم الطاولة بالإعلان عن ترشيح كليتشدار أوغلو، ويترك الأمر لحزب الجيد باتخاذ ما يجب أن يفعله لاحقا.
الصحفي مراد صابونجو في مقال على موقع قناة "
T24"، ذكر أن الاجتماع شهدا توترا بين أكشنار وكليتشدار أوغلو، مشيرا إلى أن قادة الأحزاب الآخرين تدخلوا بينهما.
وأوضح الصحفي صابونجو أن كليتشدار أوغلو أخبر أكشنار أنه "إذا لزم الأمر، سيتم إصدار بيان بتوقيع خمسة أحزاب".
وأشار إلى أن أكشنار قالت: "حزبي منحني الصلاحية بترشيح منصور يافاش أو أكرم إمام أوغلو فقط، وما دون ذلك قالوا لي أخرجي وتعالي".
ورد كليتشدار أوغلو: "هؤلاء رؤساء بلديات وسيواصلون عملهم"، لتجيب أكشنار: "حسنا أريد التشاور مع مسؤولي ولجان حزبي".
وذكر الصحفي صابونجو بأنه بينما كانت تتحدث أكشنار عن ما ستقوم به حيال ذلك، قال كليتشدار أوغلو: "إذا لزم الأمر، سيتم الإدلاء ببيان بتوقيعات خمسة أحزاب"، لترد زعيمة حزب الجيد: "هل هذا يعني أنه عليّ النهوض والخروج؟".
وأوضح أن قادة الأحزاب تدخلوا بينهما، وقرروا عقد اجتماع يوم الاثنين المقبل، بعد تشاور الأحزاب كافة مع هيئاتها التنفيذية.