دأبت
دولة الاحتلال على تسويق أسلحتها أمام مختلف دول العالم بغرض تحصيل أرباح مالية، ولو
على حساب إطالة أمد الحروب، ولكن يبدو أنها تشهد قفزة أخرى في سوق تصدير الوسائل القتالية،
سواء من خلال التقدم في بيع أنظمة "حيتس3" إلى ألمانيا، وهي إحدى أهم صفقات
السلاح
الإسرائيلية في العقود الماضية.
نير
دفوري المراسل العسكري لـ"
القناة 12"، أكد أنه "في حال تم تنفيذ هذه
الصفقة التي يبدو أن شركة صناعة الطيران الإسرائيلية تقترب منها في الأشهر المقبلة،
فستكون هذه واحدة من أكبر وأهم صفقات
الأسلحة الإسرائيلية في العقود الأخيرة، والمقصود
بها بيع أنظمة "حيتس 3" إلى ألمانيا، واعتبارًا من اليوم تنتظر برلين وتل
أبيب موافقة واشنطن على الصفقة وقيمتها 3-4 مليارات دولار، حيث تتوقعان تحصيل هذه الموافقة،
نظرًا لوجود أنظمة تم تطويرها بالتعاون مع شركات أسلحة أمريكية".
وأضاف
في تقرير ترجمته "عربي21" أن "النية الألمانية خلف إبرام الصفقة الإسرائيلية
تتمثل ببناء نظام دفاع متعدد الطبقات ضد الصواريخ، على غرار الموجود بالفعل في إسرائيل،
وعلى خلفية الحرب في أوكرانيا فإن ألمانيا تريد تسريع إبرام الصفقة، مع فهم أن بطاريات
"آرو" يمكنها التعامل مع تهديد الصواريخ الباليستية الروسية، وبالتالي ليس
حماية ألمانيا فقط، ولكن أيضًا جيرانها الأوروبيين".
وأشار
إلى أن "هذه الصفقة قد تعزز مؤشرات أرباح صناعة الطيران الإسرائيلية، والانضمام
لتقاريرها المالية السنوية لعام 2022، التي تعتبر الأكثر نجاحا منذ تأسيسها مع وصولها
لزيادة بنسبة 44٪ في صافي الربح لما مجموعه 213 مليون دولار، وهي الأعلى على الإطلاق،
وتسجيل تدفق نقدي إيجابي من العمليات الجارية بقرابة 797 مليون دولار، ما يزيد بخمس
مرات وأكثر من العام الماضي، مع زيادة كبيرة في تراكم الطلبات لحوالي 15.6 مليار دولار".
وأكد
أن "الصفقة الحالية تشير إلى عملية مرت بها صناعة الطيران الإسرائيلية، حيث ركزت
على التطوير مع ما شكله تأثير الحرب في أوكرانيا من نتائج ملموسة، ولذلك تمثَلَ أحد
أهم الدروس من القتال، في تكوين صورة ذكاء بصري لما يحدث على الأرض، وهي قدرة يتم تطويرها
في صناعة الطيران، من خلال صور الأقمار الصناعية التي تم إنشاؤها باستخدام سلسلة من
الأقمار الصغيرة المنتشرة على مناطق مختلفة في فترات زمنية قصيرة، ونقل الصور في الوقت
الفعلي تقريبًا".
تجدر
الإشارة إلى أن العديد من البلدان الأوروبية أعربت عن اهتمامها بهذه القدرة الإسرائيلية،
التي تعتمد على أقمار المراقبة والرادارات العاملة باستخدام قدرات الذكاء الاصطناعي،
وتكشف أي تغيير على الأرض، وترجمته إلى هدف للهجوم، كما أن الخوف من هجوم روسي دفع عددًا
من الدول الأوروبية لتجهيز نفسها بأنظمة الدفاع وصناعة الطيران، وتم شراء المزيد من
أنظمة "باراك" في دول آسيا وأوروبا، بجانب الطائرات بدون طيار الانتحارية
بمختلف الأحجام والنطاقات الدقيقة والقاتلة، كما طلب الأوكرانيون التجهيز بها دون تزويدهم
بها.
تكشف
هذه الصفقة العسكرية الإسرائيلية عن إنشاء خطوط الإنتاج فيها بالتعاون مع الولايات
المتحدة التي تحتاج لمثل هذه القدرات في مواجهة التهديد الصاروخي الصيني الذي يقترب
من اليابان للمرة الأولى، مما يتطلب حيازة إمكانيات للكشف والاعتراض وأنظمة الاندماج
الاستخباراتي المتقدمة، صحيح أنه لم يتم تسليم القبة الحديدية لأي دولة، لكن هناك نسخة
أرضية من نظام دفاعي ضد الصواريخ والطائرات بدون طيار مصنعة موجودة في أبوظبي، وهي
التي تعرضت لهجوم من طائرات إيرانية بدون طيار.