طرحت
الزيارة التي قام بها وفد أمريكي رفيع المستوى إلى شرق
ليبيا ولقاء اللواء الليبي خليفة
حفتر أسئلة حول مدى نجاح الضغوط الأمريكية على حفتر بخصوص مرتزقة "
فاغنر".
وشددت
مساعدة وزير الخارجية الأمريكي ورئيس الوفد، باربرا ليف خلال لقائها حفتر على أن واشنطن
صنفت منظمة "فاغنر" مؤخرًا منظمة إجرامية عابرة للحدود، وأن هؤلاء المرتزقة
يقومون بدور المزعزع للاستقرار والانتهازي في ليبيا والمنطقة، مطالبين حفتر بضرورة
إجبار جميع المقاتلين والقوات والمرتزقة الأجانب ومنهم "فاغنر" على مغادرة
البلاد.
مراقبون
للزيارة رأوا أن هذه الخطوة هي بمثابة ضغط على حفتر بإجباره على طرد مرتزقة "فاغنر"
الروس من صفوف قواته ومن مناطق نفوذه أو الإبلاغ عن أماكن تمركزاتهم، فهل يرضخ لذلك؟
"ضغوط
على كل الأطراف"
من جهته
قال وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي إن "ما طالب به الوفد الأمريكي رفيع
المستوى هو كلام جميل لكن لو طبق على كل الأطراف في كل المناطق، ونحن دائما ننوه ونعرف
خطر تواجد القوات الأجنبية على ليبيا وعلى جيرانها".
وأوضح
في تصريحات لـ"عربي21" أن "قوات "فاغنر" الروسية من أصعب
القوات الأجنبية المتواجدة على الأراضي الليبية لامتلاكها ثلاثة قواعد جوية في الجنوب
أهمها قاعدة الجفرة، بل ويقال إن مخازن الكعكة الصفراء توجد في حوزة هؤلاء، وأنها لم
تمكن الجيش من مطالبة الوكالة الدولية باسترجاع البراميل المفقودة التي أعلنت عنها
مؤخرا".
وبخصوص
ضغوط واشنطن على حفتر ومدى استجابته، قال الوزير الليبي السابق: "الأمريكان لم
يكونوا جادين يوما، وكلامهم يذهب دوما مع الريح خاصة مع كل المشاكل في ليبيا، كونهم
شاركوا في خلق ما يعانيه الشعب الليبي حاليا".
"إسقاط
حفتر"
في حين
رأى الضابط الليبي عقيد طيار سعيد الفارسي أن "الوفد الأمريكي طلب بالفعل ومباشرة
من اللواء خليفة حفتر إخراج مرتزقة "فاغنر"، لكن الأخير لا يملك القوة أو
القدرة على ذلك، لذا فإنه لن يستجيب كونه فقد السيطرة تماما على هؤلاء المرتزقة الذين توغلوا
في عدة مناطق امتدادا من سرت حتى البريقة بل إنهم يسيطرون بقوة على الحقول النفطية هناك".
وأكد
في تصريحه لـ"عربي21" أن "مرتزقة "فاغنر" ليسوا بالسهولة
التي يمكن أن يتخلص منها حفتر كونهم يملكون طائرات "ميغ29"، ويسيطرون على
قاعدتي الجفرة والقرضابية، بل ويملكون وسائل دفاع جوية متطورة أي إنهم سيدخلون مع حفتر
في حرب حقيقية".
وتابع:
"حفتر في موقف حرج جدا ورغم مطالبة الأمريكان والضغط عليه، إلا أنه ما زال يرى
في "فاغنر" قوات حماية له من جانب، وأنه يعجز فعليا عن طردهم من جانب آخر،
بل ويرى أن إسقاطهم هو إسقاط لمشروعه".
"سيرضخ
ويتحرك"
الصحفي
من الشرق الليبي عاطف الأطرش قال من جانبه إن "حفتر موظف مطيع بالنسبة للإدارة
الأمريكية التي تستغل رغبته المستميتة في نيل أي رضا دولي يشرعن وجوده، وبالتالي فقد
نشهد الفترة المقبلة إخراجا لدفعات من مرتزقة "فاغنر" لحفظ ماء الوجه".
وأضاف:
"سيبدأ هذا الرضوخ بالاعتراف الرسمي من قبل حفتر بوجود هؤلاء المرتزقة في ليبيا،
ومن ثم تحديد آليات إخراجها، كل ذلك مقابل الحصول على اعتراف دولي يشرعن وجوده في المشهد
السياسي، سواء بالسماح له بالترشح أو البقاء على رأس الجيش"، وفق تصريحه لـ"عربي21".