سلطت صحيفة
الإندبندنت البريطانية الضوء على أكبر الرابحين من
الحرب المدمرة في
العراق، بعد 20 عاما على الغزو الأمريكي الذي أطاح بحكم الرئيس صدام حسين.
وقالت الصحيفة في تقرير لها، إن أعضاء النخبة السياسية والتجارية الأكراد يعيشون حيلة البذخ في مجمع سكني محاط بسور ضخم في مدينة
أربيل يطلق عليه اسم "القرية الأمريكية"، وهؤلاء أبرز الرابحين من الحرب، واستفادوا من سقوط النظام في تحويل الأنظار إلى أربيل بعد أن كانت عاصمة إقليمية منعزلة بدون حتى مطار.
يقول محللون إن أكراد العراق، وخاصة الطبقة السياسية الكردية، كانوا أكبر المستفيدين من صراع تسبب في الكثير من الخاسرين والقليل من الفائزين. وفي أعقاب الغزو، سقطت مناطق كثيرة من العراق في الفوضى، لكن الأكراد، الذين يُنظر إليهم على أنهم حلفاء مخلصون للأمريكيين، عززوا موقفهم السياسي وجذبوا الاستثمارات الأجنبية.
وسرعان ما تحولت أربيل إلى مدينة مزدهرة، وبعد ذلك بعامين، افتتحت المدينة مطارا تجاريا محليا جديدا، تم تشييده بأموال تركية، تبعه بعد سنوات قليلة مطار دولي.
وقال بلال وهاب، الزميل في معهد واشنطن للأبحاث: "يتحدث الكرد دائما عن المظلومية وأنهم ضحايا، لكن في العراق منذ عام 2003 هذه القصة تحولت إلى قوة وتمكين"، وفق قوله.
لكن الصحيفة لفتت إلى أن "المواطنين الأكراد العاديين يعانون الآن، نظرا لأن مزايا نظام ما بعد صدام حسين تلاشت بسبب الفساد وصراع القوى بين الحزبين الكرديين الرئيسيين وبين أربيل وبغداد، العاصمة العراقية.
ومع ذلك، يشعر العرب في المنطقة الكردية والأقليات الأخرى من التركمان والإزيديين، بأنهم مهمشون في النظام الجديد، وكذلك الأكراد الذين لا تربطهم صلات بأحد الحزبين الرئيسيين اللذين يعملان كحراس للفرص في المنطقة الكردية، وفقا للصحيفة.