حقوق وحريات

اعتقال الدكتور هاني سليمان الذي تساءل عن مصروفات عائلة السيسي

سليمان: هل تستطيع مؤسسة الرئاسة أن تخبرنا بأثمان ساعات يد الرئيس أو بذلاته أو أحذيته- تويتر
أكد ذوو هاني سليمان، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية ومدير التسويق السابق في شركة فايزر، اعتقاله.

ونقلت "بي بي سي" عن نجل سليمان قوله إن الأسرة لا تعلم على وجه التحديد سبب القبض عليه.. مضيفا أن الأسرة بصدد الحصول على مزيد من المعلومات عن ملابسات الأمر.

وسليمان معروف بانتقاداته لنظام عبد الفتاح السيسي.

وقبل اختفائه تساءل سليمان في تدوينة مطولة في حسابه على "فيسبوك" عن مصروفات عائلة الرئيس.

وقالت المفوضية المصرية للحقوق والحريات (مستقلة) إن سليمان محتجز على ذمة القضية رقم 508 لسنة 2023، التي يواجه فيها اتهامات "نشر أخبار كاذبة، والانضمام لجماعة إرهابية وتمويلها" كاشفة أنه تم القبض على سليمان في 27 آذار/ مارس الماضي وتم التحقيق معه وأودع في سجن "أبو زعبل"، وفق ما ذكرت "بي بي سي" عبر برنامجها "بي بي سي تريندنغ".

ووفق المنظمة الحقوقية فإن سليمان أنكر جميع الاتهامات الموجهة إليه، لكنه أقر بملكيته للصفحة على "فيسبوك" معتبرا ذلك "تعبيرا عن حرية الرأي".

وسليمان طبيب متخصص في الأمراض الجلدية، وخبير تدريبي وتسويقي، وسبق له أن ترأس قسم الشرق الأوسط للتسويق في شركة فايزر للأدوية.

ولم تصدر وزارة الداخلية أي بيان حول اعتقال سليمان، فيما لم تصدر عن النيابة قرارات بشأنه حتى الآن.

وكان آخر منشور لسليمان على "فيسبوك" كتب فيه: "في بلدنا الطيب يصدر الرئيس أي قرار دون عرضه على البرلمان أو على أي جهة أو مؤسسة، فهذه هي القاعدة العامة في مصر المحروسة، لكن هل يستطيع الشعب أن يخرج في مظاهرات اعتراضا على هذا القرار؟".


وأضاف: "إذا حدثت تظاهرات احتجاجية فعلا، فماذا سيكون رد فعل الدولة والشرطة وأجهزة الأمن والجهات السيادية العليا؟ وهل تستطيع مؤسسة الرئاسة أن تخبرنا بسعر ساعات يد الرئيس أو بذلاته أو أحذيته، والتي كثيرا ما تساءل المصريون عن أنواعها وأشكالها وموديلاتها وأسعارها؟ وهل تستطيع أي مؤسسة أو جهة رسمية أن تخبرنا عن أسعار ملابس وأزياء وفساتين وحقائب يد السيدة حرم الرئيس، أو عن أسعار المجوهرات والحلي التي ترتديها في المناسبات التي تظهر فيها؟".


مصروفات عائلة السيسي

وتابع: "هل تستطيع أي جهة رسمية أن تخبرنا عن نوع وسعر العقد الذي كانت ترتديه ابنة الرئيس في حفل زفاف بنت ملك الأردن، والذي أثار دهشة وتعجب وتساؤل الكثيرين من المصريين؟ وهل يمكن أن تخبرنا أي جهة رسمية بمصروفات العائلة الحاكمة، أقصد عائلة الرئيس، ومقارنتها بمصروفات أي عائلة مصرية من الطبقة المتوسطة العادية المصرية؟".

وتابع: "الرئيس قال بنفسه إنه يحصل على الحد الأقصى للمرتبات في مصر، وهو 42 ألف جنيه شهريا، وأعلن تنازله عن نصف راتبه لصندوق تحيا مصر طالما بقي في الرئاسة".

وأضاف: "الشعب الفرنسي يعرف أين يسكن الرئيس الفرنسي (قصر الإليزيه في باريس) والشعب البريطاني يعرف أين يسكن رئيس الوزراء البريطاني (10 شارع داوننغ في لندن) والشعب الأمريكي يعرف أين يسكن الرئيس الأمريكي (البيت الأبيض في واشنطن) فهل يمكن للشعب المصري أن يسأل أين يسكن الرئيس المصري؟".

وختم منشوره: "هذا يوضح الفرق بيننا وبين الدول المتقدمة، هم يسألون ويجدون من يرد عليهم ويوضح لهم، ونحن إذا حدث وسألنا، لا نجد ردا ولا إجابة ولا اهتماما، بل غالبا ما نجد استنكارا وتعنيفا وربما عقابا".

وفى تدوينة أخرى كتب: "من يفكر أو يعتقد أو يتخيل أو يتوهم أنه يمكن إزاحة نظام السيسي عن طريق انتخابات ديمقراطية شفافة، فهو حالم أو واهم أو نائم أو في غيبوبة".

وأضاف: "السيسي لن يقبل أبدا أن يصبح رئيسا سابقا، ولا يمكن أن يتصور نفسه واقفا في قفص الاتهام أمام محكمة عسكرية أو مدنية ليُحاكم على جرائمه، ولا يتخيل أن يصبح حاكما سابقا يبحث عن مهرب أو مهجر أو ملجأ يعيش فيه بعيدا عن مصر، خوفا من كشف جرائمه وفضائحه وفساده وفشله، وخوفا من محاكمته على أيدي النظام الجديد، وبطلب من الشعب الذي حكمه بالحديد والنار".

وواصل: "لا يمكن أن يتصور السيسي نفسه لاجئا يعيش في السعودية مثلا مع أسرته كما فعل زين العابدين بن علي رئيس تونس المخلوع، أو يعيش في الإمارات كما فعل برويز مشرف رئيس باكستان المخلوع، ويصبح عرضة للمطاردة من سلطات بلده ومحاكمته بتهم الفساد والفشل وسوء الحكم وإغراق مصر في الديون ونهب ثرواتها وبيع أصولها ومنع الحريات وتكميم الأفواه وانتهاك حقوق الإنسان وارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

وتابع: "السيسي قال ربنا خلقني طبيب أشوف وأوصف، وطالبنا بأن لا نستمع لأحد غيره، وإلى آخره من الكلام الذي يدل على مغالاة كبيرة جدا لقيمة نفسه والتي تصل إلى حد الغرور أو حتى إلى حد الخبل، واعتقاده أنه مُوحى إليه أو مُكلف بمهمة ربانية، لن يسمح أبدا لأي شخص أن يزيحه من مكانه ويقصيه من على كرسيه، الذي يعتقد أنه منحة من الله عز وجل، كما قال هو نفسه".

وأكمل: "المهووس بدخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية بأكبر مسجد وأطول برج وأعرض جسر وأعلى سارية علم وأثقل نجفة، يعتقد أنه سيدخل التاريخ بهذا الإنجازات الوهمية، وأنه لا بد أن يكمل مسيرته على أرض مصر لتحقيق إنجازات أكبر وأضخم وأكثر خلودا في التاريخ، وبالتالي لن يسمح أبدا لأحد أن يمنعه من تحقيق تلك الإنجازات والمعجزات والكرامات التي أوحى له الله بها".

وأضاف: "هذا الهوس بالإنجازات المزيفة يغذيه في عقل السيسي وقلبه كل الملتفين حوله؛ كبار قادة المؤسسة العسكرية القابضون على الحكم والسلطة والاقتصاد والثروة، والإعلاميون الداعمون له والمسوقون لشخصه وإنجازاته للشعب المصري، وشيوخ السلطان الذين يقدمون السيسي للشعب على أنه ولي من أولياء الله الصالحين، والنخبة المثقفة المزيفة التي تتبوأ الصدارة في مجالات الفكر والثقافة والفن، ولأن هؤلاء جميعا مستفيدون من السيسي وحكمه ونظامه، فهم مستميتون في الدفاع عنه وحمايته، ولن يسمحوا أبدا بإزاحته عن الحكم، وإلا ضاعت كل مكاسبهم ومصالحهم وامتيازاتهم ومناصبهم وثرواتهم، وخاصة إذا كان الوافد الجديد مدنيا ولا ينتمي للمؤسسة العسكرية".

وأعرب عن تعجبه "ممن يصدق، في ظل وجود كل تلك العوامل والظروف والملابسات والشخصيات، أن تُجرى في مصر انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة وشفافة، يفوز فيها شخص مدني على السيسي وينتزع منه حكم مصر".



وتساءل الصحفي المقيم في الخارج جمال سلطان ساخرا: "قال لك: لماذا لا ترجع إلى بلدك وتعارض من الداخل؟!".

وتفاعل سياسيون وحقوقيون مع اعتقال سليمان، معتبرين أن ذلك يؤكد طبيعة النظام وعدم قبوله بالرأي الآخر أو بأي معارضة.