شهدت مدينة
القدس المحتلة، اعتداءات واسعة
على
الفلسطينيين، بالتزامن مع ما يسمى بمسيرة الأعلام، التي ينفذها المستوطنون
المتطرفون، وسط مشاركة وزراء مع حكومة الاحتلال في المسيرة.
وعصر اليوم الخميس، بدأت المسيرة، بتجمع كبير
للمستوطنين، القادمين من الغربي، من أجل اقتحام البلدة القديمة، وتجمعوا عند باب
العمود.
وتهدف المسيرة، للدخول إلى البلدة القديمة من القدس، والمرور بأزقة
الحي الإسلامي فيها، وصولا إلى حائط البراق، من أجل إقامة الاحتفالية الكبيرة
هناك.
وشارك كل من وزير ما يسمى بالأمن القومي
للاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتلائيل سموتريتش، ووزيرة
المواصلات ميري ريغيف ووزير الطاقة والبنى التحتية يسرائيل كاتس، كما شارك في
المسيرة يولي يوئيل إدلشتاين رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست.
واعتدت قوات الاحتلال، منذ ساعات الصباح على الفلسطينيين، في البلدة
القديمة بالقدس المحتلة، بعد محاولتهم التصدي لهجمات نفذها المستوطنون عليهم في
أزقة البلدة.
وبدأ الاحتلال إقامة المسيرة، من العام 1958، للاحتفال باحتلال الشطر
الشرقي من القدس المحتلة، وتعكف الجماعات المتطرفة
الإسرائيلية، على تنظيم
الاحتفالية سنويا، وسط مشاركة من شخصيات استيطانية متطرفة.
ويعمد المستوطنون إلى حمل الأعلام الإسرائيلية بكثافة في المسيرة،
والاعتداء على الفلسطينيين ومنازلهم في القدس المحتلة، وأزقة البلدة القديمة، خلال
مرورهم إلى حائط البراق.
وردد المستوطنون هتافات معادية للفلسطينيين والمسلمين، وشتائم بحق النبي
الكريم (صلى الله عليه وسلم) إضافة إلى اعتدائهم على الصحفيين المتواجدين في
المكان، تحت أنظار قوات الاحتلال، التي توفر لهم الحماية المشددة.
اقتحام سبق المسيرة
وسبق انطلاق المسيرة بساعات، اقتحام واسع للمسجد الأقصى من قبل مستوطنين متطرفين، بمشاركة مسؤولين ونواب بالكنيست.
وانتشرت قوات الاحتلال في محيط المسجد الأقصى، ومنعت عديد الفلسطينيين من أداء صلاة فجر الخميس، إذ بدأت أفواج كبيرة من المستوطنين صباح الخميس باقتحامات واسعة للمسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وذلك احتفالا بذكرى احتلال القدس.
وأكدت إدارة الأقصى لـ"عربي21"، أن إجمالي عدد المقتحمين للمسجد الأقصى اليوم خلال الفترة الصباحية والمسائية بلغ 1262 متطرفا؛ منهم 923 متطرفا في الفترة الصباحية و339 متطرفا في الفترة المسائية؛ بينهم وزير ونواب في الكنيست الإسرائيلي، منوهة أن قوات الاحتلال قامت بإغلاق باب المغاربة.
وأفادت أنه تم إخراج مجموعة من المقتحمين من باب الأسباط عددهم نحو 40، وسط الغناء والتصفيق وترديد شعارات عنصرية مثل "الموت للعرب".
ومن بين المسؤولين الذين اقتحموا المسجد الأقصى، نواب كنيست عن حزب "الليكود" هم؛ أرئيل كيلنر وعميت هاليفي ودان إيلوز، إضافة لعضو الكنيست السابقة شولي معلم، وجميعهم بشكل استفزازي قاموا من أمام مصلى قبة الصخرة بأداء ما يطلق عليه النشيد الوطني الإسرائيلي "هتيكفا" بشكل جماعي، فيما يعكس توجهات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة للسيطرة على المسجد الأقصى وتهويديه ومحاولة إقامة الهيكل المزعوم مكانه.
وأفادت إدارة الأقصى لـ"عربي21"، أنه جرى تحت حماية أمنية مشددة، اقتحام الأقصى من قبل وزير "النقب والجليل" المتطرف اتسحاق فسرلو، إضافة إلى الحاخام والنائب السابق في الكنيست يهودا غليك.
وأوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك لـ"عربي21"، أن اقتحام المتطرفين بدأ الساعة السابعة صباحا من باب المغاربة، وتحت حماية القوات الإسرائيلية المقتحمة للمسجد، والتي تقوم بتأمين المتطرفين.