قال زعيم حركة
طالبان الملا هبة الله آخوند زاده، الأحد، إن حركته أنقذت النساء في أفغانستان من خلال اتخاذ حكومته الخطوات اللازمة لتحسين حياة الأفغانيات، مشيرا إلى أنه تم القضاء على زراعة مخدر
الخشخاش.
جاء ذلك في رسالة لآخوند زاده بمناسبة عيد الأضحى، نشرت قبل بداية العطلة الرسمية بخمس لغات، وهي العربية والدرية والإنجليزية والباشتو والأردية، في ظهور نادر لزعيم طالبان، الذي من النادر أن يطل عبر الإعلام أو يغادر معقل حركة طالبان في مقاطعة قندهار جنوب أفغانستان.
وأكد زعيم طالبان قائلا: "في ظل حكم إمارة أفغانستان الإسلامية، فإنه تم اتخاذ تدابير ملموسة لإنقاذ النساء من أشكال الظلم التقليدي، بما في ذلك الزواج القسري، وبالتالي تمت حماية حقوقهن الشرعية".
وأضافت الرسالة أنه "تم اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تحسين أوضاع
المرأة باعتبارها نصف المجتمع من أجل توفير حياة مريحة ومزدهرة لها وفق الشريعة الإسلامية".
ولفت آخوند زادة إلى أن مرسومًا من ست نقاط تكفل حقوق النساء صدر في كانون الأول/ ديسمبر، ويحظر المرسوم التزويج القسري ويكرّس الحق في الميراث والطلاق.
واعتبر زعيم طالبان أن "الجوانب السلبية للاحتلال الأمريكي للبلاد الذي دام طوال الـ20 عامًا الماضية والمتعلقة بارتداء المرأة للحجاب والضلال ستنتهي قريبًا".
وتابع آخوند زاده قائلاً: "لقد تمت استعادة مكانة المرأة كإنسان حر وكريم، وتم إلزام جميع المؤسسات بمساعدة المرأة في تسهيل معاملات الزواج والميراث وغير ذلك من الحقوق".
والأسبوع الماضي، عبّرت الأمم المتحدة عن "قلقها العميق" من حرمان النساء من حقوقهنّ في ظلّ حكم طالبان في أفغانستان، محذرة من نظام الفصل الممنهج بين الرجال والنساء.
وفي تقرير أُرسل لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، قال المقرر الأممي الخاص لأفغانستان ريتشارد بينيت إن وضع النساء والفتيات في أفغانستان "هو من بين الأسوأ في العالم".
وأضاف أن "التمييز الخطير والمنهجي والمؤسسي ضد النساء والفتيات هو في صميم أيديولوجية طالبان وحكمها، الأمر الذي يثير مخاوف من احتمال كونهم مسؤولين عن الفصل العنصري بين الجنسين".
من جهتها، قالت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ندى الناشف: "خلال الأشهر الـ22 الماضية، تمّ تقييد كل جوانب حياة النساء والفتيات" في أفغانستان.
في المقابل، أشاد زعيم حركة طالبان الملا هبة الله آخوند زاده بمرونة أفغانستان الاقتصادية وبالجهود المبذولة للقضاء على زراعة الخشخاش، بالإضافة إلى تعزيز الأمن القومي.
وقال إنه "تم القضاء على زراعة الخشخاش في البلاد وإن المزارعين يبحثون عن بدائل، والزراعة القانونية آخذة في التوسع".
وأضاف أنه "تم فرض حظر على إنتاج وتهريب واستخدام جميع أنواع المخدرات، والآن فإن الكثير من المواطنين، لاسيما الشباب، يتم إنقاذهم من هذا الضرر".
والعام الماضي، أصدر زعيم طالبان الأفغانية، هبة الله أخوند زاده، مرسوماً يحظر زراعة الخشخاش في جميع أنحاء البلاد.
وحاولت قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الحد من زراعة الخشخاش خلال عقدين من الزمان في أفغانستان من خلال دفع أموال للمزارعين لزراعة محاصيل بديلة مثل القمح والزعفران.
لكن خبراء قالوا إن حركة طالبان أحبطت محاولاتهم، وقد سيطرت على مناطق زراعة الخشخاش الرئيسية وجنت مئات الملايين من الدولارات من هذه التجارة، لتكون أحد أبرز موارد الحركة المالية.
في المقابل، ترفض طالبان على لسان نائب رئيس الوزراء عبد السلام حنفي المزاعم بأن طالبان ساعدت في زراعة الخشخاش خلال الفترة قبل سيطرتهم على الحكم في البلاد، منتصف آب/ أغسطس من عام 2021.