أكدت أوساط دبلوماسية إسرائيلية أن اتصالات متقدمة تجري هذه الأيام بين مكتب رئيس وزراء دولة الاحتلال ومكتب الرئيس
الصيني شي جين بينغ، لترتيب أول زيارة لبنيامين
نتنياهو إلى بكين منذ ست سنوات.
ويؤكد كبار المسؤولين السياسيين الإسرائيليين، أن الزيارة هدفها الإشارة لواشنطن بأن لدى نتنياهو خيارات سياسية أخرى، وأن نتنياهو لن يقف وينتظر دعوة لا تأتي لزيارة البيت الأبيض، ما يدفعه للعمل في قنوات موازية.
شالوم يروشالمي، كبير الخبراء السياسيين في موقع "زمن إسرائيل"، كشف أن نتنياهو يسعى لنقل ثقله السياسي هذه المرة من خلال زيارة هامة إلى الصين الشهر المقبل.
وتجري حاليا محادثات متقدمة بين مكتبي نتنياهو وبينغ؛ لترتيب أجندة الزيارة، وبرنامجها التفصيلي، حيث سيلتقي مع قادة الدولة الصينية في مختلف المجالات.
وأضاف في
تقرير ترجمته "عربي21" أن أحد أسباب زيارة نتنياهو اللافتة في هذا الوقت بالذات إلى الصين، أنه لن يقف وينتظر دعوة لزيارة البيت الأبيض من الواضح أنها قد لا تأتي أبدا، ونقل عن مصدر سياسي إسرائيلي أن نتنياهو يعمل من خلال قنوات متوازية، في ضوء أن الصين انخرطت بشكل كبير في قضايا الشرق الأوسط في الآونة الأخيرة، في حين أن رئيس الوزراء سيكون موجودا هناك لتمثيل المصلحة الإسرائيلية.
وأوضح أن التقديرات تشير إلى أن نتنياهو سيحاول تعزيز العلاقات مع السعودية من خلال النفوذ الصيني، الأمر الذي قد يسبب عدم الرضا في واشنطن،.
كما انخرطت الصين في القضية الفلسطينية، وقدم رئيس الصين لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي كان في بكين في زيارة رسمية، خطة صينية جديدة للسلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين، وكل ذلك يجعل خطوة نتنياهو المفاجئة تكسر الأطر الرسمية المتعارف عليها، على الأقل حسب تقدير كبار المسؤولين.
وأكد أنه في غضون ثلاثة أسابيع، سيزور رئيس دولة الاحتلال يتسحاق هرتسوغ البيت الأبيض، الأمر الذي قد يوازن صورة العلاقات مع واشنطن قليلا.
وكانت آخر زيارة إلى الصين لنتنياهو في آذار/ مارس 2017، حيث ذهب هناك على رأس وفد اقتصادي كبير، لكن اليوم تبدو الظروف السياسية مختلفة، حيث يواجه نتنياهو صعوبات دولية بسبب الانقلاب القانوني، والحكومة اليمينية المتطرفة التي شكلها، بينما تريد الصين في الوقت ذاته الإشارة من خلال الزيارة إلى انخراطها في المنطقة، وبصورة مختلفة.
وتشير هذه الزيارة المزمعة لما تشهده علاقات الاحتلال الإسرائيلي في عهد نتنياهو مع الصين من تقارب كبير، في وقت تشهد فيه علاقاته مع أمريكا توترات وخلافات عدة، ما يدفع لتسليط الضوء أكثر نحو طبيعة الحراك الإسرائيلي باتجاه بكين، ما سيؤثر على علاقة تل أبيب مع واشنطن، وعلى النفوذ الأمريكي في المنطقة.