شدد دبلوماسي إسرائيلي، على أهمية عدم "انجراف" تل أبيب لاتفاق تطبيع مع المملكة العربية
السعودية، دون الحفاظ على صورة الردع الإسرائيلي.
ورأى السفير المتقاعد، وعضو في منتدى القادة الوطني، يورام إيتنجر، في
مقالة بصحية "معاريف" تحت عنوان " لا تنجرفوا" أنه من المهم أن تكون هناك "بلورة عاقلة لاتفاق بين إسرائيل والسعودية يستبعد الغطرسة، وتستدعي الاهتمام بمزايا الساحة العربية، المصلحة السعودية، السلوك العربي للفلسطينيين وصورة الردع الإسرائيلي".
وقال: "ساحة الاتفاق هي عربية، تتميز منذ القرن السابع بالعنف وانشقاق جذري (قبلي، جغرافي، ديني وفكري)، ولاء محلي يفوق الولاء القومي، انعدام التعايش بسلام وديمقراطية، وحكام طغاة يصلون إلى الحكم بقوة الذراع".
وأوضح أنه يوجد "لولي العهد السعودي
محمد بن سلمان، مساهمة حرجة في "اتفاقات إبراهيم" (التطبيع مع الإمارات والبحرين والسودان والمغرب)، وهو يبدي شجاعة وتصميما في انتهاج تغيير ثقافي دراماتيكي وايجابي وديني في بلاده، لكن التهديدات من الخارج والداخل وصراعات القوى داخل الأسرة المالكة، وبينها وبين المؤسسة الوهابية القوية، تكشف النقاب عن أن مزايا اتفاق مع السعودية هي شرق أوسطية وليست غربية".
ورأى إيتنجر، أن "مصلحة سعودية وليس
فلسطينية، هي من توجه موقف ولي العهد من إسرائيل، الذي يرى فيها ذخرا أمنيا، تكنولوجيا ودبلوماسيا لتحقيق "رؤية 2030"، التي تستهدف إطلاق السعودية نحو مكانة قوة عظمى إقليمية ودولية للاستثمارات والتجارة، في ظل استخدام موقعها الجغرافي وثراءها المالي كرافعة لذلك".
وأضاف: "ليس لولي العهد أوهام حول البركان الشرق اوسطي (بما في ذلك إيران)، وإسرائيل تعتبره كحليف مصداق أمام أعداء مشتركين، بخاصة على خلفية التآكل في قوة الردع للولايات المتحدة و"الناتو".
وزعم السفير، أن "التكنولوجيات الأمنية والمدنية الإسرائيلية تعد كرافعة لتنوع اقتصاد السعودية، تقليص تعلقها بالنفط والغاز الطبيعي وتوسيع مصادر الدخل القومي، كما أن ولي العهد واع لمكانة إسرائيل الخاصة في مجلسي الكونغرس اللذين يتحكمان بـ "المحفظة" الأمريكية وصاحب قوة موازية للرئيس، بما في ذلك في كل ما يتعلق بتوريد أسلحة متطورة وإقرار معاهدة الدفاع التي تحتاجها السعودية".
ونوه أن "السلوك الفلسطيني في المجال العربي، يقرر موقف ولي العهد من المسألة الفلسطينية، فهو واع للتعاون الفلسطيني مع نظام آيات الله، كوريا الشمالية، فنزويلا، كوبا والكتلة السوفياتية السابقة، وبرأيه، دولة فلسطينية ستضيف وقودا لشعلة الشرق الأوسط، وعليه فهو يقيد تأييده للفلسطينيين بالهذر، وليس بالفعل، ولا يضحي بمسألة سعودية على المذبح الفلسطيني ولا يمنحهم حق "الفيتو" على مسيرة التسليم بإسرائيل"، حسب قول الدبلوماسي الإسرائيلي.
وزعم إيتنجر، أن "صورة الردع الإسرائيلية هي الحافز المركزي للسعودية لتعميق العلاقة معها، تقدر السعودية استعداد إسرائيل للمواجهة مع نظام آيات الله في لبنان، سوريا، العراق وإيران، وكذا مع النضال الفلسطيني والإسلامي".
ولفت إلى أن "صورة الردع ترتفع من خلال استعداد إسرائيل لصد الضغط الأمريكي مثلما كان في قصف المفاعلات النووية في العراق وسوريا"، زاعما أن "ابن سلمان في يوم بارد، يفضل إسرائيل رادعة على إسرائيل مردوعة".
وختم السفير السابق بقوله: "رغم أن السعودية لا ترى في الدولة اليهودية عنصرا مرغوبا فيه في "بيت الإسلام"، لكنها تحترم قوة ردع إسرائيل ومساهمتها في الدفاع قدما بـ "رؤية 2030"، ومن هنا اتفاقات لتوسيع التعاون وربما حتى اتفاق تطبيع".