استبعد مسؤول أمني إسرائيلي كبير، قرب "التطبيع الكامل" بين
السعودية ودولة
الاحتلال الإسرائيلي، محذرا "الحكومة الإسرائيلية من تقديم تنازلات أمنية حيوية" لتحقيق هذا الاتفاق.
وأوضح إيال هولتا، وهو مستشار الأمن القومي في "إسرائيل" ورئيس هيئة الأمن القومي سابقا، وباحث كبير في معهد "FDD" في واشنطن، في مقاله الافتتاحي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بعنوان "السعودية وإسرائيل: ثلاث زوايا"، أن "التطبيع مع السعودية من الزاوية الإسرائيلية، يعد حق الكأس المقدس في تثبيت مكانة إسرائيل في الشرق الأوسط، فالإمكانيات الاقتصادية حيال السعودية وفتح الأفق السياسي مع باقي العالم الإسلامي ستكون غير مسبوقة، وهذه الحوافز أدت لجهد طويل على مدى سنين للحوار في قنوات سرية مختلفة".
وقال: "على مدى فترة طويلة، كان السبب الأساس للتأخر في التقدم نحو التطبيع هو غياب التقدم الموازي في المسيرة السياسية مع
الفلسطينيين، فالسعودية التي أطلقت مبادرة السلام العربية في 2002، عرضت على مدى السنين تقدمها كشرط للتطبيع مع إسرائيل، وفي السنوات الأخيرة، هناك فهم في العالم العربي، أن العلاقات العلنية مع إسرائيل تخدم مصالح أمنية واقتصادية هامة، ساهم في ذلك خيبة أمل عربية عميقة من سلوك القيادة الفلسطينية وتبادل الأجيال في القيادات السياسية".
ولفت إلى أن "اتفاقات إبراهيم (التطبيع) وقعت في ظل تنازل عن مطلب هام في الساحة الفلسطينية وفي أعقابها أطلت بوادر أولية لتسخين متجدد لمنظومات العلاقات مع مصر والأردن".
بدوره، وصف رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، "التطبيع مع السعودية كأحد الأهداف المركزية لحكومته، وذلك في ضوء الفهم بأنه توجد وحدة مصالح بين إسرائيل، والسعودية والولايات المتحدة".
وتساءل هولتا: "ماذا يريد السعوديون؟ أولا وقبل كل شيء يريدون تحسين مكانتهم في الولايات المتحدة والتي ضعفت عقب خلافات على سياسة تصدير النفط والتعاون مع الصين وبخاصة في أعقاب قتل الكاتب جمال خاشقجي في 2018، كما أن السعودية معنية بسلاح متطور وبحلف دفاع مع واشنطن، كما أنها تتطلع لتطوير برنامج نووي مدني مع دائرة وقود كاملة تتضمن التنقيب عن اليورانيوم، وتحويله، وتخصيبه وتشغيل المفاعلات، وتحذر من أنها في حال لم تحصل على ذلك من الولايات المتحدة، فستحصل عليه من الصين".
ولفت مستشار الأمن القومي، إلى أنه "إذا ما حصلت السعودية على دائرة وقود كاملة، فمعنى الأمر أنها ستكون قادرة على أن تبني برنامجا سريا يقوم على أساس التكنولوجيا التي حصلت عليها وتطوير سلاح نووي. فضلا عن ذلك، فإن دولا عديدة أخرى ستطالب بالسير في أعقابها، وهذا سيجر الشرق الأوسط إلى سباق تسلح نووي".
وحذر من أن "تتشوش إسرائيل في سلم أولوياتها؛ مؤكدا أن التطبيع مع السعودية لا يمكنه أن يأتي على حساب منع التحول النووي العسكري لدول المنطقة، فحاجة رئيس الوزراء إلى إنجاز سياسي وتطلعه لزيارة واشنطن لا يمكنهما أن يأتيا على حساب المصالح الأمنية بعيدة المدى لإسرائيل".
ورأى الكاتب أن معظم أعضاء الكونغرس، من الحزبين لا يعتبرون التطبيع مع السعودية أمرا ملحا على الإطلاق، لأن الرياض ليست جديرة بسلاح متطور وتكنولوجيات نووية.
وأضاف: "الخصومة مع الصين والغضب على السعودية التي تلعب بين القوى العظمى، سيجعلان من الصعب مع الوقت أن يدعم الكونغرس مثل هذه الخطوة".
لكن بالتوازي، فإن "إدارة بايدن معنية بأن توقف تسلل الصين إلى الشرق الأوسط وإبعادها عن السعودية، كما أن أمن إسرائيل هام لها، وتثبيت إرثها كمن نجحت في تحقيق التطبيع بين إسرائيل والسعودية. إضافة إلى ذلك، فإنه في داخل الحزب الديمقراطي لن يروا بعين العطف اتفاق تطبيع دون عنصر فلسطيني هام، لا يريده الائتلاف الحالي في إسرائيل ولا يمكن أن يوفره، وعليه، فإن من الصعب أن نعرف ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنجح في أن ترتب كل هذه العناصر في الزمن القصير حتى الانتخابات في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024".
وأضاف هولتا: "في الزاوية الشخصية، كمن شارك على مدى السنين في تقريب العلاقات بين إسرائيل والسعودية، كان يسرني جدا أن أرى تحقق خطوة التطبيع. إلى جانب ذلك، محظور السماح بتخصيب ذاتي من أي من الدول في منطقتنا وينبغي الالتصاق بحلول تضمن عدم تسرب تكنولوجيات نووية حساسة إليها، كما يصعب علي أن أرى كيف يمكن لصفقة كهذه أن تتحقق دون رزمة فلسطينية ذات مغزى؛ سواء بسبب الطلب الأمريكي أو الطلب السعودي".
وبناء على ما سبق، فقد خلص الباحث والمسؤول الإسرائيلي السابق، إلى "فرص الوصول إلى اتفاقية متدنية جدا، إضافة إلى ذلك، تقلقني إمكانية أننا لا نسير فقط نحو تفويت فرصة تاريخية للتطبيع بل ومن شأننا أيضا في إطار ذلك، أن نتنازل عن مصالح أمنية حيوية ونثبت هذا كموقف مبدئي في كل مفاوضات مستقبلية".