وصل تأثير كافة الأزمات التي مسّت البشرية في السنوات القليلة الماضية، من قبيل جائحة كورونا، والحرب الروسية على أوكرانيا، وأسعار النفط، واضطراب أسواق الأسهم، والتضخم، إلى أموال المواطنين الشخصية، في كل دول العالم.
وفي هذا السياق، أعرب خبراء في الاقتصاد عن قلقهم من تعثر ما بات يعرف بـ"
بنوك الظل" في
الصين، وانعكاسه على
الاقتصاد العالمي.
وتعمل "بنوك الظل" أو "مقرضو الظل" كما يحب البعض تسميتها، خارج النظام المصرفي الرسمي، بما في ذلك الشركات الائتمانية، غير أنهم يعتبرون جزءا مهما للغاية من
الاقتصاد الصيني؛ حيث تقدم مجموعة من الخدمات التي تشبه في مضمونها خدمات البنوك العادية، مثل: الاقتراض والودائع، وتسهل حركة الأموال من المستثمرين إلى البنية التحتية والعقارات ومجالات الاقتصاد الأخرى.
"بنوك الظل".. بين ثقة الصينيين وانعدامها
لفترة طويلة، حافظت "بنوك الظل" التي تقدر قيمة استثماراتها في الصين بحوالي 3 تريليونات دولار، على أسعار فائدة منخفضة على الودائع المصرفية، مما مكنها من دفع عوائد أعلى، ما ساهم في جذب المستثمرين.
إلى ذلك، ظلت هذه النوعية من "البنوك" الصينية، تتمتع بسمعة توصف بـ"الطيبة" بكونها أدوات استثمار آمنة، غير أن كل شيء انقلب رأسا على عقب، في الآونة الأخيرة، حيث باتت الصين تواجه المزيد من الضغوطات المالية، فأصبح إنفاق الأسر الصينية أقل، وإنتاج المصانع متراجعا.
كذلك، تباطأ استثمار الشركات مقارنة بالعام الماضي، وبات سوق العقارات يعاني مع انخفاض أسعار المنازل وتخلف بعض كبار المطورين عن السداد، فيما قفزت معدلات البطالة بين الشباب بشكل كبير، لدرجة أن بكين توقفت عن نشر البيانات منذ حزيران/ يونيو 2023 حين كانت النسبة 21.3%.
ماذا حدث؟
تسببت جُملة من المشاكل الاقتصادية التي مسّت الصين، ثاني أكبر اقتصادات العالم، في فشل عدد من "بنوك الظل"، مما بات ينذر بتكبد خسائر هائلة على بعضها الآخر؛ مما دعا عددا من الخبراء إلى التحذير من أن سقوط "بنوك الظل" يمكن أن يؤدي إلى "تأثير الدومينو" في الاقتصاد العالمي، حيث إن "بنوك الظل" لا تمثل مشكلة في الصين فحسب، بل تمتد عبر العالم.
وفي هذا الصدد، قال عضو شركة "تاويز" الأمريكية لإدارة الأصول، فيليب تويز، إن "هذا النوع من المنظمات موجود في جميع أنحاء العالم؛ وما يحدث في الصين يخلق مخاطر رئيسية ومخاطر العدوى".
واعتبر تويز، أن مصدر القلق الأكبر هو "ما إذا كانت البنوك داخل النظام المصرفي قد أقرضت "بنوك الظل" وأصبحت الآن معرضة للخطر"، مشيرا إلى أن "ذلك يمكن أن يخلق أزمات ويؤثر على الاقتصاد الأوسع وأسواق الأسهم حول العالم".