انطلقت في مقر
الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، أعمال الدورة رقم 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تستمر مدة أسبوع.
وتحدث عدد من القادة خلال الجلسة الافتتاحية، أبرزهم الرئيس الأمريكي جو
بايدن، الذي أشار إلى دعمه توسيع مجلس الأمن، وزيادة عدد الأعضاء الدائمين فيه.
غوتيريش: فيضانات درنة تعكس "صورة حزينة لحال عالمنا"
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الفيضانات الكارثية في درنة تعكس "صورة حزينة" لما يعاني منه العالم، منددا بـ"تراكم" مشكلات عدة، من التغير المناخي إلى النزاع المستمر منذ سنوات في ليبيا.
وقال غوتيريش لدى افتتاح الجمعية العامة للأمم المتحدة: "قبل تسعة أيام فقط، اكتشفنا رؤية من الجحيم، مشهدا مروعا، نتيجة تراكم عدد من المشكلات التي يواجهها العالم".
وأضاف أن القتلى الذين جرفتهم الفيضانات بالآلاف "كانوا ضحايا عدة آفات. ضحايا سنوات من النزاعات. ضحايا الفوضى المناخية. ضحايا الزعماء الذين لم يحسنوا هنا وهناك إيجاد طريق للسلام".
وتابع بأن القتلى سقطوا "في وسط هذه اللامبالاة. خلال 24 ساعة، سكبت السماء ما يوازي مئة ضعف شهر من المتساقطات، انهار السدان بعد سنوات من الحرب والإهمال، وكل ما كان يحيط بالمواطنين شطب عن الخارطة".
وقال: "حتى في الوقت الذي نتحدث فيه، لا يزال البحر المتوسط يلفظ جثثا على الشاطئ، ذلك البحر ذاته حيث يتشمّس أصحاب المليارات في يخوتهم الفخمة".
ورأى أن "درنة هي صورة حزينة لحال عالمنا، سيل من عدم المساواة والظلم والعجز عن مواجهة التحديات".
ورسم صورة قاتمة لعالم تسوده التوترات الجيوسياسية التي تتفاقم في ظل الاحترار المناخي.
وقال عشية تنظيمه قمة حول المناخ: "التغيرات المناخية ليست مجرد تبدل في الطقس. التغيرات المناخية تقلب ماهية الحياة على كوكبنا نفسه رأسا على عقب"، معتبرا على هذا الصعيد أن "التدابير المتخذة ليست على مستوى التحدي إطلاقا".
وحذر بأنه "أمام كل هذه الأزمات، بات النظام الإنساني العالمي على شفير الانهيار".
وأوضح أن "عملياتنا الإنسانية مرغمة على الخضوع لاقتطاعات كبرى. لكن إن لم نؤمن الطعام للأشخاص الجائعين، فإننا عندها نغذي النزاع".
بايدن يدعم توسيع مجلس الأمن
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، دعمه توسيع مجلس الأمن، وزيادة عدد الأعضاء الدائمين فيه، وتطرق لأبرز الملفات الدولية، ومنها الحرب على أوكرانيا.
وقال بايدن، إن إدارته قامت بسلسلة من المشاورات من أجل توسيع مجلس الأمن، وزيادة عدد أعضائه الدائمين، مضيفا أنها ستستمر في ذلك.
وتابع بأن مستقبل بلاده مرتبط بمستقبل العالم، وأنه لا يمكن لأي دولة أن تواجه تحديات اليوم بمفردها.
كما تحدث عن استمرار الجهود الأمريكية لإصلاح منظمة التجارة العالمية، والحفاظ على المنافسة والانفتاح والشفافية وسيادة القانون.
ودعا الرئيس الأمريكي دول العالم إلى التصدي للعدوان الروسي على أوكرانيا، مضيفا أن "موسكو تعتقد أن العالم سوف يكل وسيُسمح لها بالاعتداء على أوكرانيا دون عواقب".
وأكد: "إذا سمحنا بتقسيم أوكرانيا، فهل استقلال الدول سيكون مضمونا؟ الجواب هو لا"، وسط تصفيق الرئيس الأوكراني والحضور.
زيلينسكي يتهم روسيا باستخدام الغذاء والطاقة سلاحا
اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بأنها تستخدم الغذاء والطاقة سلاحا.
ودعا -في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة- إلى توحيد "تحركاتنا لهزيمة روسيا لكي يتسنى للعالم التركيز على التحديات الدولية".
واتهم زيلينسكي روسيا بخطف أطفال أوكرانيين، وتلقينهم كراهية بلادهم، ووصف ذلك بأنه "تطهير عرقي واضح".
وقال الرئيس الأوكراني إنه يعد لقمة سلام، ويدعو إليها "جميع من لا يتسامحون مع العدوان".
أردوغان يحذر من تزايد العنصرية في العالم.. هذا ما قاله عن القضية الفلسطينية
وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن السلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه "إلا من خلال التوصل إلى حل نهائي في القضية الفلسطينية".
وقال أردوغان: "لا يمكن للسلام الدائم أن يتحقق في الشرق الأوسط إلا من خلال التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية".
وقال: "سنواصل دعم الشعب الفلسطيني ودولته في كفاحه من أجل الحصول على حقوقه المشروعة على أساس القانون الدولي".
وأردف بأنه "من الصعب على إسرائيل أن تجد السلام والأمن اللذين تسعى لهما ما لم يتم تأسيس دولة فلسطينية مستقلة ومتكاملة جغرافيا على أساس حدود عام 1967. وفي هذا النطاق، سنواصل المتابعة عن قرب لمسألة احترام الوضع التاريخي للقدس، لاسيما الحرم الشريف".
وأوضح أن التهديد في منطقة الشرق الأوسط لا يقتصر على "داعش" فحسب، بل أيضا في "التنظيمات الإرهابية والمجموعات شبه العسكرية والمرتزقة والعناصر المحلية التي تعمل لصالح من يدفع أكثر، والتي يتم رعايتها وتقويتها من أجل استخدامها كأدوات للحروب بالوكالة".
وقال: "الدول التي تواصل التعاون مع المنظمات الإرهابية من أجل مصالحها السياسية والاقتصادية الخاصة، ليس لها الحق في الشكوى من الإرهاب والمشاكل المترتبة عنه".
وشدد على أنه "ينبغي علينا بناء هيكل لإدارة عالمية قادرة على تمثيل جميع الأعراق والمعتقدات والثقافات في العالم".
وأردف: "علينا إعادة هيكلة المؤسسات المسؤولة عن ضمان الأمن والسلام والرفاهية في العالم بسرعة، تحت قيادة الأمم المتحدة".
وتابع الرئيس التركي: "بالنسبة لمستقبل العالم، وبالمقارنة مع خطابنا هنا العام الماضي، مع الأسف لا يمكننا رسم لوحة أكثر تفاؤلا".
وأشار إلى أنّ العالم بات في مواجهة تحديات أكثر تعقيدا وخطورة، قائلا: "جنوب وشرق وشمال وغرب بلدنا. ثمة الكثير من الاشتباكات والحروب والأزمات الإنسانية والتجاذبات السياسية والتوترات الاجتماعية، ومع المشاكل الاقتصادية العالمية ستصبح مجابهة هذه التحديات أكثر صعوبة مع مرور الوقت".
وأوضح أن "دعوتنا إلى تأسيس نظام دولي لصالح البشرية برمتها، من خلال ندائنا بأن (العالم أكبر من خمسة) تلقى صدى متزايدا.
وحول الحرب الروسية الأوكرانية، أكد الرئيس التركي على أنّ بلاده ستواصل جهودها بشكل مطرد لإنهاء الحرب عبر الدبلوماسية والحوار، بناء على أساس استقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها.
كما أكد أردوغان، أن الدول التي تسمح بالهجمات ضد القرآن الكريم في أوروبا وتشجع عليها تحت قناع حرية التعبير، إنما "تسيء بنفسها لمستقبلها".
وقال أردوغان: "إن العقلية التي تسمح بالهجمات ضد القرآن في أوروبا وتشجع عليها تحت قناع حرية التعبير، تسيء بنفسها لمستقبلها".
وأوضح أردوغان أن العنصرية وكراهية الأجانب ومعاداة الإسلام، "التي تنتشر كالفيروس، لاسيما في البلدان المتقدمة، وصلت إلى مستويات لا يمكن تحملها".
وأضاف: "كما أن خطاب الكراهية والاستقطاب والتمييز الذي يتعرض له الأبرياء، لا يترك أي ضمير دون المساس به في كل ركن من أركان العالم".
وأعرب عن أسفه إزاء مواصلة الساسة الشعبويين "اللعب بالنار" في العديد من البلدان، من خلال تشجيع هذه التوجهات الخطيرة.
وأكد أن: "تركيا ستواصل دعم جميع المبادرات الرامية إلى مكافحة معاداة الإسلام في جميع المحافل، لاسيما الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الإسلامي".
ودعا أردوغان جميع الدول الصديقة التي ترفض الاعتداء على المقدسات بغض النظر عن عقيدتها، إلى الوقوف بجانب أنقرة في هذه المسألة.
أمير قطر: الاحتلال يتخذ شكل نظام فصل عنصري في القرن الـ21
أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أن الاحتلال الإسرائيلي يتخذ شكل نظام الفصل العنصري في القرن الحادي والعشرين، مشددا على عدم بقاء الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاستيطان.
جاء ذلك في كلمة أمير قطر، خلال الجلسة الافتتاحية للجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الـ78، التي انطلقت رسميا اليوم، وتستمر مدة أسبوع.
وأوضح أمير قطر، أنه لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطيني أسير تعسف الاحتلال الإسرائيلي الاستيطاني، ورفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أي حل سياسي عادل وفق مبادئ الشرعية الدولية.
وشدد على أن "تقاعس المنظمة الدولية عن اتخاذ إجراءات ضد الاحتلال أتاح ويتيح الفرصة لإسرائيل لكي تقوض أسس حل الدولتين بالتوسع والاستيطان، حتى أصبح الاحتلال يتخذ شكل نظام فصل عنصري في وضح نهار القرن الواحد والعشرين".
وتابع بأن "إسرائيل ردت على مبادرات السلام والتطبيع العربية بالمزيد من التعنت والتطرف القومي- الديني الأصولي في الائتلافات الحكومية، والمزيد من الاستيطان، وتهويد القدس، والاعتداء على الأماكن المقدسة، والتنكيل بالواقعين تحت الاحتلال، وتشديد الخناق على قطاع غزة".
وأكد أن بلاده تقدم الدعم السياسي والإنساني والتنموي للشعب الفلسطيني، وتساهم في إعمار قطاع غزة الرازح تحت الحصار، علاوة على مساهمتها المتواصلة في تمويل وكالة غوث اللاجئين.
وأكد أن بلاده تواصل تمسكها بالموقف المبدئي من عدالة القضية الفلسطينية، التي أصبحت امتحانا لمصداقية ساسة دول العالم تجاه منطقة الشرق الأوسط.
وفي حديثه عن الملف السوري، شدد أمير قطر على أنه لا يجوز التسليم بالظلم الفادح الواقع على الشعب السوري كأنه قدر.
وأضاف أن "الأزمة بانتظار تسوية شاملة من خلال عملية سياسية تؤدي إلى انتقال سياسي، وفقا لإعلان جنيف -1 وقرار مجلس الأمن 2254، وبما يحقق تطلعات الشعب السوري، ويحافظ على وحدة سوريا وسيادتها واستقلالها".
ملك الأردن يدعو لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
وقال ملك الأردن عبد الله الثاني إن هناك 5 ملايين فلسطيني يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي بلا حقوق مدنية ولا حرية تنقل، داعيا المجتمع الدولي إلى إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وأضاف أن "منطقتنا تستمر في المعاناة في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي يمثل القضية المركزية".
وقال: "إذا استمرت الضبابية تحيط بمستقبل الفلسطينيين، فسيكون من المستحيل الاتفاق على حل سياسي لهذا الصراع".
وأضاف أن "التأخير في تحقيق العدل والسلام تسبب في اشتعال دوامات لا تنتهي من العنف".
ووصف الملك الأردني عام 2023 "بأنه الأكثر عنفا ودموية بالنسبة للفلسطينيين، خلال الـ15 سنة الماضية".
وتابع: "نحن نرى الإسرائيليين ينخرطون في التعبير عن هويتهم الوطنية والدفاع عنها، في الوقت الذي يُحرم فيه الفلسطينيون من ممارسة الحق ذاته في التعبير عن هويتهم الوطنية وتحقيقها".
وتساءل: "كيف يمكن للناس أن يثقوا بالعدالة العالمية بينما يستمر بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي وتدمير البيوت؟ أين التضامن الدولي المطلوب ليعطي قرارات الأمم المتحدة المصداقية بالنسبة لمن يحتاج مساعدتنا؟".
وأكد أن القدس "مازالت بؤرة للقلق والاهتمام الدوليين"، وأنه بموجب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية "سيواصل الأردن التزامه بالمحافظة على هوية المدينة المقدسة".
وفي الملف السوري، شدد على أن "مستقبل اللاجئين السوريين في بلدهم، وليس في البلدان المستضيفة"، داعيا إلى "توفير الدعم لهم، حتى حلول الوقت الذي يتمكنون فيه من العودة".
وأضاف: "اللاجئون هم إخوتنا، يتطلعون لبلداننا لتساعدهم في إنهاء الأزمات التي طردتهم من أوطانهم، ويعتمدون على المجتمع الدولي ليتمكنوا من تحمل هذه الحياة الصعبة".
لكنه في المقابل، أشار إلى أنه خلال الأشهر الماضية، "اضطررت عدة وكالات إلى قطع المساعدات، جراء النقص الحاد في التمويل الدولي".
وتابع: "الحقيقة أن اللاجئين بعيدون كل البعد عن العودة حاليا. بل على العكس من ذلك، فمن المرجح أن يغادر المزيد من السوريين بلادهم مع استمرار الأزمة"، موضحا أن الأردن "لن يكون لديه القدرة ولا الموارد اللازمة لاستضافة المزيد منهم ورعايتهم".