في الوقت الذي طلب فيه الاتحاد
الأوروبي من منصة "إكس" (تويتر سابقا) حذف المحتوى المؤيد للفلسطينيين
بحجة دعم حركة حماس، رصد مركز
فلسطيني أكثر من 19 ألف محتوى باللغة العبرية على
المنصة يحرض على العنف والكراهية ضد الفلسطينيين، حتى 11 تشرين الأول/ أكتوبر.
ووثق المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي (حملة)
أكثر من 19 ألف محتوى يحرض على
الكراهية والعنف باللغة العبرية، على منصة إكس،
ابتداءً من اليوم الأوّل من عملية "طوفان الأقصى" في السابع من الشهر
الجاري، "حيث أغرقت منصات
التواصل الاجتماعي بخطابات عنف وكراهية ضد
الفلسطينيين/ات، وتستمر بالازدياد حتى اللحظة".
وقال المركز على موقعه الالكتروني: "تضمنت الحالات التي تم رصدها أنواعا
مختلفة من المحتوى الضار بلغت 50 في المئة منها خطابات كراهية، و30 في المئة
ادعاءات مضلّلة، بالإضافة إلى خطابات العنف والتحريض. وحملت التغريدات طابعا سياسيا
بنسبة 48 في المئة، وطابعا عرقيا بنسبة 32 في المئة، وتنوعت باقي الحالات بين
العنصرية الجندرية والعنصرية الدينية".
وكذلك، وثق مركز حملة انقطاع الاتصال بشبكة الإنترنت
في غالبية مناطق قطاع غزة منذ يوم السبت الماضي، نتيجة استهداف
إسرائيل للبنية
التحتية لشركات الاتصالات والكهرباء في القطاع، وذلك بعد القصف الإسرائيلي لبرج
وطن، المركز الرئيسي لمكاتب مزودي خدمات الإنترنت والمبنى الرئيسي لشركة بالتل
للاتصالات، وقطع الكهرباء.
وقال المركز: "هذا الاستهداف المقصود لشركات
الإنترنت والكهرباء يمثل انتهاكا خطيرا للحقوق الرقمية للفلسطينيين، إلى جانب
انتهاك حرية التعبير والحق في امتلاك المعلومة والحق في التواصل".
وقال المركز إن الحكومة الإسرائيلية تستغل الأجواء
الدولية الحالية "لاستمرار ضغطها على شركات وسائل التواصل الاجتماعي لمحاربة
الرواية الفلسطينية وإسكات الأصوات الناقدة لسياساتها، حيث يتعرض المحتوى
الفلسطيني والمناصر للحقوق الفلسطينية للحذف والتقييد بشكل مستمر، بجانب انتشار
الأخبار الكاذبة وغير الموثوقة والتي تنتشر بشكل متزايد خلال فترات الأزمات".
من جهته، دعا مدير مركز حملة، نديم ناشف، شركة إكس إلى
اتخاذ إجراءات فعّالة وجادة لإزالة محتوى خطابات الكراهية والتحريض من على منصتها،
وقال: "من الممكن أن تترجم هذه التغريدات، التي صُنفت كخطاب كراهية وتحريض،
إلى اعتداءات وهجمات حقيقية على أرض الواقع ضد الفلسطينيين، كما حدث سابقاً من
تحريض على نفس المنصة، الذي أدى إلى هجمات منظمة من قبل المستوطنين الإسرائيليين
على بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس وقبل ذلك في أيار/ مايو 2021 في القدس والمدن
الساحلية".
وكان مفوض الشؤون الرقمية في الاتحاد الأوروبي، تييري
بريتون، قد طلب مراقبة المحتوى المؤيد للفلسطينيين على منصة إكس، وخاطب مالك شركة
إكس، إيلون ماسك، قائلا: إنه "بعد الهجمات الإرهابية التي شنتها حماس على
إسرائيل، نملك معلومات تفيد بأن منصتكم تستخدم لنشر محتويات غير مشروعة وتضليلية
داخل الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "عندما تتلقون بلاغات عن محتوى غير شرعي
في الاتحاد الأوروبي يجب التحرك بسرعة بجدية وموضوعية وسحب المحتوى عندما يكون ذلك
مبررا"؛ في إشارة منه إلى التشريع الأوروبي الجديد حول الخدمات الرقمية الذي
انطلق منذ نهاية آب/ أغسطس الماضي، على 19 منصة كبرى.