تضاربت الأنباء في
سوريا عن
انتشار قوات النخبة من "
حزب الله" و"الحرس الثوري" الإيراني في المنطقة المحاذية لجبهة
الجولان السوري المحتل، ففي وقت أكد فيه "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن 700 مقاتل من قوات النخبة أصبحت هي المسيطرة على المنطقة القريبة من الجولان، في أرياف القنيطرة ودمشق ودرعا، نفى المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام السوري عمر رحمون لـ"عربي21" تسجيل أي تحركات على الجانب السوري.
وأضاف رحمون أن "الجبهة السورية مع الاحتلال تشهد حالة من الهدوء، وليس هناك أي تطور يُذكر".
وكان المرصد السوري قد أكد سيطرة قوات النخبة التابعة لـ"حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" الإيراني على كامل الجبهة السورية، بمعزل عن أي تنسيق مع النظام السوري.
وأكد وصول قوات النخبة التي تضم مقاتلين من "المقاومة السورية لتحرير الجولان" وعناصر سوريين وعراقيين وفلسطينيين وجنسيات أخرى، إلى المنطقة خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، على دفعات، ومن دون أي تنسيق مسبق مع القيادة العسكرية للنظام السوري، التي ترفض إطلاق أي قذائف تجاه الجولان.
وإذ أكد المستشار في القانون الدولي، هادي عيسى، انتشار قوات "النخبة" بمحاذاة جبهة الجولان، قال لـ"عربي21" إن "نشر القوات جاء بتنسيق مع دمشق، ضمن غرفة العمليات التي شكلتها المقاومة".
وشكك عيسى بدقة الأنباء عن عدم التنسيق مع النظام السوري، وقال: "دائماً تُثير وسائل إعلام العارضة الحديث عن خلافات بين سوريا وروسيا وإيران، وأن سوريا غير راغبة بفتح جبهة الجولان".
أما الخبير في الشؤون الإيرانية نبيل العتوم، فقلل من أهمية انتشار عناصر "النخبة" على امتداد جبهة الجولان، معتبراً في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه القوات لن تستطيع تقديم أي شيء لتخفيف الضغط عن غزة، خاصة أن هناك تعليمات صارمة من النظام السوري بعدم اتخاذ جبهة الجولان ساحة لمواجهة جديدة".
ويرجع العتوم ذلك إلى تخوف النظام من توسيع الضربات الإسرائيلية في سوريا، مشيراً إلى تهديد الاحتلال بقصف القصور الجمهورية السورية في حال اشتعال جبهة الجولان، وقال: "يبدو أن الرسالة وصلت للنظام، وبالتالي لن يتحرك النظام السوري تجاه ما يجري في غزة إلا في سياق المناصرة السياسية".
وأبعد من ذلك، أكد أن ليس لدى طهران النية بتوسيع المواجهات إلا في إطار "الإشغال الجزئي" لجيش الاحتلال، كما يجري في جنوب لبنان.
وقال العتوم إن "وسائل إعلام إيرانية لمحت إلى إبلاغ طهران لـ"حزب الله" عبر قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، الذي زار لبنان أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بعدم فتح حرب واسعة".
ومن مراقبته للصحف الإيرانية، أكد الباحث أن الحديث في الغرف الإيرانية المغلقة يتركز على أنه يجب على "حماس" تحمل مسؤولية قرارها الذي اتخذته منفردة دون إبلاغ طهران، أما في العلن فتقول طهران إنها تدعم المقاومة الفلسطينية، وتهدد بتوسيع جبهات الحرب.
وبذلك، يعتقد العتوم أن نشر النخبة بمحاذاة الجولان لا يعني عسكريا الكثير، وعن التنسيق مع النظام، يقول العتوم إن "نشر قوات تابعة لإيران على جبهة الجولان يعكس فقدان النظام للقرار، وتحول سوريا لساحة لانتشار القوات الأجنبية".
وقبل أيام، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي تفعيل صافرات الإنذار في منطقة هضبة الجولان، وذلك بعد سقوط قذائف مصدرها الأراضي السورية على مناطق في شمال الاحتلال.
تزامناً، اعتبر القيادي في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زادة، أن الحرب في غزة توسعت بالفعل، مؤكداً أن "المستقبل يبدو غامضاً، وأن بلاده جاهزة لكل الظروف".
وأضاف أن "الحرب اتسعت على أية حال، ولبنان منخرط ومن الممكن أن تكون الاشتباكات أوسع من ذلك، وإيران جاهزة لجميع الظروف"، وقال: إن "طهران قامت بدورها سابقا، ونؤكد على ما دعا إليه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في القمة العربية الإسلامية في الرياض من مقاطعة سياسية واقتصادية لإسرائيل وصولًا إلى تسليح الشعب الفلسطيني".