سياسة دولية

تقدم روسي نحو بلدة محورية في شرق أوكرانيا من جميع الجهات

تشن القوات الروسية هجمات برية وجوية على أفدييفكا منذ منتصف أكتوبر- إكس
قال رئيس الإدارة العسكرية في بلدة أفدييفكا الأوكرانية فيتالي باراباش إن القوات الروسية تكثف حملتها للسيطرة على البلدة الواقعة في الشرق، من خلال محاولة التقدم صوبها من جميع الجهات بعد قتال على مدى أسابيع.

وتشن القوات الروسية هجمات برية وجوية على أفدييفكا منذ منتصف تشرين الأول/ أكتوبر باعتبارها نقطة محورية في تقدمها البطيء عبر منطقة دونباس بشرق أوكرانيا في الحرب المستمرة منذ 21 شهرا.

وجاء التقدم الأخير الذي أعلن عنه باراباش في أعقاب تقارير الأسبوع الماضي، التي أفادت بأن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في وقف التقدم الروسي وصده.

وقال باراباش لقناة إسبرسو التلفزيونية: "أصبحت الأمور في قطاع أفدييفكا أكثر صعوبة حيث تتزايد كثافة الاشتباكات منذ فترة".

وأضاف: "لقد فتح الروس قطاعين آخرين بدأوا من خلالهما في تحقيق نتائج، في اتجاه دونيتسك... وفي ما يسمى بالمنطقة الصناعية، ويحاول العدو اقتحام المدينة من جميع الاتجاهات".

ويقول مسؤولون إنه لم يبق أي مبنى لم يلحق به الضرر بعد معارك على مدى أشهر في المدينة التي تشتهر بوجود مصنع ضخم لفحم الكوك، ولم يبق سوى أقل من 1500 شخص من سكان المدينة الذين كان يبلغ عددهم 32 ألفا قبل الحرب.

وتركز معظم القتال على المنطقة الصناعية ومصنع فحم الكوك.

ويقول محللون عسكريون أوكرانيون وغربيون إن روسيا تكبدت خسائر فادحة، على الرغم من أن معركة مدينة أفدييفكا نادرا ما يرد ذكرها في المراسلات العسكرية الروسية الرسمية.

وتحدث مدونون عسكريون روس أيضا عن تحقيق أوكرانيا مكاسب بالقرب من أفدييفكا الأسبوع الماضي. وذكرت تقارير روسية أمس الاثنين أن القوات الروسية سيطرت على المنطقة الصناعية وحاولت اقتحام مصنع فحم الكوك.

وتمكن الانفصاليون، الذين تمولهم روسيا واستولوا على مساحات كبيرة من شرق أوكرانيا، من السيطرة على أفدييفكا لفترة وجيزة في 2014.

 وبنوا تحصينات في وقت لاحق حول المدينة، التي يُنظر إليها على أنها بوابة تؤدي إلى وسط منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا، وقد تصدت للهجمات منذ أن بدأت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.

وشنت أوكرانيا هجوما مضادا في حزيران/ يونيو لكنها حققت مكاسب هامشية فقط في كل من الشرق والجنوب، واعترف الرئيس فولوديمير زيلينسكي بالتقدم البطيء لكنه نفى أي إشارة إلى أن الحرب وصلت إلى "طريق مسدود".

وقال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أولكسندر شتوبون لموقع "ليغا دوت نت" الإخباري إن الطقس الشتوي والرياح القوية يؤثران على استخدام كلا الجانبين للطائرات المسيرة.

وأضاف أن القوات الروسية تكبدت خسائر فادحة بالقرب من أفدييفكا ومارينكا القريبة، وهي مدينة أخرى تعرضت لدمار كبير مع تنافس الجانبين على السيطرة عليها منذ أشهر.

وتابع: "جنودنا المدافعون متماسكون. نحن نقاتل وسنواصل القتال رغم الطقس السيئ".

دفعة جديدة من المقاتلين الشيشان
من جهته قال رئيس الشيشان رمضان قديروف، إن ثلاثة آلاف آخرين من المقاتلين مستعدون للذهاب للقتال في أوكرانيا ضمن وحدات جديدة تابعة لوزارة الدفاع الروسية وقوات الحرس الوطني الروسي.

وبالنسبة لقديروف، الذي كثيرا ما يصف نفسه بأنه "جندي مشاة" لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكان في بعض الأحيان من أشد منتقدي أداء روسيا في الصراع، فإن الحرب في أوكرانيا تشكل حصنا ضد العدوان الغربي.

وقال قديروف، الاثنين، عبر تطبيق تليغرام: "(المقاتلون) لديهم أفضل المعدات والأسلحة الحديثة.. وبالإضافة إلى ذلك، فهم يتمتعون بقدرات قتالية عالية ولديهم حماس كبير لتحقيق نتائج".

وأعلن قديروف في أيار/ مايو أن الشيشان، وهي جمهورية تابعة لروسيا الاتحادية، أرسلت أكثر من 26 ألف مقاتل إلى أوكرانيا منذ بداية الحرب، بينهم 12 ألف متطوع، وأن سبعة آلاف منهم في ذلك الوقت كانوا منخرطين فعليا في القتال.

ولا يتسنى التحقق بشكل مستقل مما يقوله قديروف، وتتباين تقديرات عدد المقاتلين الشيشان في أوكرانيا. كما أن هناك عدة تشكيلات مسلحة شيشانية تقاتل إلى جانب أوكرانيا في الحرب التي بدأت بغزو روسي شامل للبلاد قبل 21 شهرا.

وفي وقت سابق من الشهر، قال قديروف إن مجموعة كبيرة من مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية السابقين بدأوا أيضا بتلقي تدريبات مع قوات خاصة من الشيشان.

ولعبت "فاغنر" دورا بارزا في بعض من أعنف المعارك في أوكرانيا قبل أن تدخل في حالة من الفوضى بعد تمرد قصير ضد المؤسسة الدفاعية الروسية.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع