أعاد العُدوان الأهوج المُستمر على قطاع
غزة لأزيد من ثمانين يوما، فيلم تسجيلي قصير مدته 13 دقيقة، بعنوان "مشاهد من الاحتلال في غزة" للواجهة، بوصفه أحد أهم
الأفلام التي أنتجتها سينما الثورة
الفلسطينية خلال السبعينيات.
ويتناول الفيلم الذي أخرجه مصطفى أبو علي، خلال عام 1973، الظروف المأساوية التي عاشها أهالي غزة تحت الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب حزيران/ يونيو 1967، من خلال إماطة اللثام عن كافة الممارسات القمعية الهمجية للاحتلال، مقابل إصرار سكان القطاع على مواجهته عبر أساليب مختلفة منها العمليات الفدائية التي تحدّث الفيلم عن عدد منها، إلى جانب ذكره بعض أسماء الشهداء الذين سقطوا بنيران الاحتلال.
وفي السياق نفسه، استلهم المخرج الفلسطيني، مصطفى أبو علي، فيلمه من مادة صوّرها فريق إخباري فرنسي، ومع أن مدة الفيلم هي 13 دقيقة فقط، فإن المخرج ركّز فيها على ما هو هادف ومعبِّر، عبر كل من التعليق الصوتي الذي تبناه عصام سخنيني ورسمي أبو علي، أو الأناشيد الوطنية المعروفة، أو الخبر المرئي الذي يرصد كل أشكال المقاومة الفلسطينية التي تدافع عن الأرض.
ويختم المخرج الفلسطيني فيلمه بحديث "رجل طاعن في السن، يختصر بحكمته ما يعجز عنه كثير من أصحاب العقول المتوهجة، حينما يقول بالمحكية الفلسطينية: "إحنا ما بدناش عمليّة توسيع الطرق، لأنّ هذه العملية مش على توسيع الطرق، إنما على ترحيل اللاجئين من معسكراتهم ونقلهم إلى سيناء والضفة الغربية، ونحن لا نريد أن ننتقل إلى سينا والضفة الغربية، إنما سنظل هنا".
ثم يواصل حديثه، بالقول: "هدّموا البيت تاعي أنا، وأنا ختيار مش قادر أظلّ ساكن عند الناس عوازة، هدموا البيت بتاعي وهدّموه علي، وأنا عندي 8 أنفار مش قادر ألاقيلهم خبز. إيش بقول هاظ؟ هاظ مش كويّس، ولا هو مليح. أجا الإنجليز علينا وأخذنا ورفعنا المحاربين هيك وسلمنا، ما صابوش حد منا.. أجت مصر، أجت تركيا، أجت كل الدنيا، مش زي الجيش هاظ. مش حكومة هاي".