أكد الكاتب والإعلامي المصري جمال سلطان أن مسؤولية
مواجهة مخاوف
المجاعة التي تلقي بظلالها على قطاع
غزة، وتهدد مصير حياة نحو نصف
مليون
فلسطيني شمال القطاع، "تقع على عاتق الكيان الصهيوني أولا، ثم على كاهل العرب
والمسلمين وبالأخص منهم مصر صاحبة المعبر الوحيد" مع غزة عدا
الاحتلال.
وقال سلطان في تصريحات خاصة لـ
"عربي21":
"المجاعة التي تهدد شمال قطاع غزة جريمة ضد الإنسانية بدون أي شائك، وبدون أي
لف أو دوران، ما يجري هو محاولة إعدام جماعي للسكان المدنيين في غزة وفي شمالها بالتحديد،
وهذه الجريمة يسأل عنها المجتمع الدولي بشكل عام، كما تسأل عنها الدول العربية بشكل عام ودول الطوق بالتحديد مثل
مصر".
وأضاف: "مصر بالتحديد مسؤولة مسؤولية
كبرى عن هذه المأساة الإنسانية، لأنه لا يمكن أن تترك إنسانا يموت جوعا وأنت قادر
على أن تدخل له ما يحييه أو ما ينقذه كما أن هذه المسؤولية تقع على الجامعة العربية
وعلى الدول العربية، والدول الإسلامية مجتمعة، لأنهم اجتمعوا قبل حوالي شهرين في
السعودية وأصدروا عدة توصيات وعدة قرارات منها قرار نص على كسر هذا الحصار فورا
لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، وهذا ما لم يحدث".
وشدد سلطان على مسؤولية العالم الإسلامي
بأكمله، وقال: "مسؤولية وقف هذه الجريمة ومنع الجوع عن قطاع غزة تقع على
العالم الإسلامي ولنا كأفراد ولكل شخص يستطيع أن يوصل صوته إلى العالم، ولكنه بكل
تأكيد مسؤولية مصر بالدرجة الأولى لأنها الدولة الوحيدة التي تملك المعبر الوحيد
إلى قطاع غزة من غير الجانب الإسرائيلي".
وأضاف: "عندما تكون أمام مشاهد من يتعرضون للموت جوعا وعطشا بسبب الحصار على غزة، ثم يخرج لك مسؤول مصري يتباهى بأن بلده أحكمت حصار غزة بحيث لا يمكن أن يتهرب إليها أي شيء لا فوق الأرض ولا تحت الأرض، فأنت أمام انحطاط وعار وفضيحة لا يكفي ماء النيل كله لتطهير أصحابها من النجاسة"، على حد تعبيره.
وأعلن المكتب
الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان صحفي له أمس
الاثنين، عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في
محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء
وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالوا
متواجدين في المحافظة.
وذكر المكتب
الإعلامي، أن "الاحتلال أجبر سكان محافظة شمال غزة على طحن أعلاف
الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل
استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "تتعرض كل من
محافظة شمال غزة ومحافظة غزة لحصار شديد ومطبق بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة
الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث يمنع الاحتلال وصول
أية مساعدات إلى تلكما المحافظتين منذ بدء الحرب الوحشية، وتم تسجيل عشرات حالات
الإعدام والقتل الميداني التي نفذها جيش الاحتلال لعشرات الشهداء الذين حاولوا الحصول
على الغذاء بمحافظتي غزة وشمال غزة".
وحمل الاحتلال الإسرائيلي كامل
المسؤولية عن المجاعة في محافظة شمال قطاع غزة، كما أنه حمّل المجتمع الدولي والإدارة
الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً المسؤولية أيضاً تجاه هذه الجريمة التي قال إنها "تخالف
القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتخالف كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية
التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، وقد منحوا الاحتلال الضوء الأخضر
لارتكاب هذه الجرائم، ورفضوا وقف هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة".
وناشد المكتب كل
دول العالم الحر والمنظمات الدولية المختلفة العمل الجاد والفوري والعاجل من أجل
إدخال المساعدات التموينية والإمدادات الغذائية لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة
في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة.
كما أنه طالب كل العالم بوقف حرب الإبادة
الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف
المدنيين والأطفال والنساء.
ومنذ 108 أيام يشن الجيش الإسرائيلي حربا
مدمرة علي قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين "25 ألفا و295 شهيدا و63 ألف إصابة
معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل
وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.