أكد الأمين العام السابق للمؤتمر القومي
العربي معن بشور، أن سياسة التجويع التي ينفذها
الاحتلال بحق
الفلسطينيين في قطاع
غزة هي جزء من حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الصهيوني على الشعب
الفلسطيني.
وقال بشور في تصريحات خاصة لـ
"عربي21"، تعليقا على التقارير الحكومية الفلسطينية التي تحذّر من موت
نحو 400 ألف فلسطيني جوعا في وسط وشمال غزة: "في حرب الإبادة الجماعية التي
يشنها الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، لا سيّما في قطاع غزّة الصامد في ظروف
بالغة الصعوبة، يتكامل التجويع مع القتل الممنهج الذي ينفذه الصهاينة في واحدة من
أبشع حروب الإبادة الجماعية التي عرفها العالم. فمن لم يقتل بالآلة العسكرية يمكن قتله عبر الحصار
والتجويع كما نشهد اليوم في قطاع غزّة حيث لا يجد أبناؤها خبزاً ولا ماءً ولا أيا
من مقومات الحياة".
وأضاف: "حاولت واشنطن ومعها دول الغرب
أن تخفف من هذا الأمر بالسماح بتمرير بعض المساعدات الغذائية والاعاثية لأهل غزّة،
ولكن كل التقارير تفيد أن ما يسمح به لا يشكّل إلاّ جزءاً بسيطاً جدا من حاجات أهل
القطاع".
وأكد بشور أنه "لا بدّ أن ندرك أن
معركة توفير الغذاء والدواء والإيواء لأهل غزّة، لا تقلّ أهمية عن معركة وقف إطلاق
النار، بل إن هناك علاقة بين وقف
المجاعة ووقف القتل إلى حدٍ كبير".
وأضاف: "لذلك ما نفعله من أجل وقف
إطلاق النار، يجب أن نفعله أيضاً من أجل وقف المجاعة في غزّة، وهذا يتضمن ضغطاً
عربياً وإسلامياً وأمميا على واشنطن من أجل أن تضغط على الكيان الصهيوني للسماح
بدخولِ الحاجات الأساسية للمواطنين في غزّة".
وشدد بشور على أنه "لكي ننجح في هذا
الأمر فيجب أن نضغط على النظام الرسمي العربي والإسلامي والعالمي لكي يضغط على
واشنطن، ليس بالمناشدة ولا بمحاولة استصدار قرارات دولية سرعان ما تضع عليها
واشنطن الفيتو، وإنما بالضغط على المصالح الأمريكية على كل المستويات، هناك ضغط
سياسي يجب أن يمارس كما مورس في عهودٍ سابقة من خلال قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني من الدول التي
لها علاقات وإسقاط التطبيع، أي إسقاط المشروع الأمريكي للمنطقة، أو اقتصادياً عبر
المقاطعة وعبر حظر النفط حيث يجب وعبر استبدال الاستيراد التجاري من واسنطن ودول
الغرب بدول أخرى".
وأكد بشور أن "لغة المصالح هي التي
تفهما واشنطن ومن خلال هذه اللغة يمكن أن نضغط عليها كي تضغط على تل أبيب لوقف
الإبادة الجماعية بشقيها القتل والمجاعة".
وأضاف: "كما أن اطلاق مبادرات أهلية
وشعبية من كافة أنحاء العالم لجمع مواد غذائية ودوائية وإيوائية لأهلنا في غزة من
شأنه أن يسهم في التعبئة الشعبية العالمية ضد العدوان وفي تعميق العلاقة بين
الشعوب.. وهو ما نفعله اليوم في لبنان من خلال سفينة المطران إيلاريون كبوجي لإسناد
غزة التي تقوم بها هيئات أهلية لبنانية وفلسطينية دعما لأهل القطاع المجاهد الذي
رفع رؤوسنا عاليا وتحية لروح مطران القدس الذي أصر أن يسهم في فك الحصار عن غزة
عبر سفينة الأخوة اللبنانية من طرابلس- لبنان عام 2009 وسفينة مرمرة في أسطول
الحرية من تركيا عام 2010".
وأنهى بشور تصريحاته لـ"عربي21"
بالقول: "لتمتلئ موانئ البحر المتوسط بسفن تحمل مساعدات لأهل غزة وتحمل إدانات للعدوان الصهيوني عليها"، وفق تعبيره.
وأعلن المكتب
الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان صحفي له أمس
الاثنين عن نفاد كميات الطحين ومشتقاته والأرز والمعلبات التي كانت متبقية في
محافظة شمال قطاع غزة منذ قبل حرب الإبادة الجماعية على غزة، وهذا الأمر يؤكد بدء
وقوع مجاعة حقيقية يواجهها 400,000 مواطن من أبناء شعبنا الفلسطيني ما زالوا
متواجدين في المحافظة.
وذكر المكتب
الإعلامي، أن "الاحتلال أجبر سكان محافظة شمال غزة على طحن أعلاف
الحيوانات والحبوب بدلاً من القمح المفقود، وأصبحوا يواجهون مجاعة حقيقية في ظل
استمرار العدوان وفي ظل تشديد الاحتلال للحصار على شعبنا الفلسطيني".
وأضاف: "تتعرض كل من
محافظة شمال غزة ومحافظة غزة إلى حصار شديد ومطبق بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة
الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، حيث يمنع الاحتلال وصول
أية مساعدات إلى تلكما المحافظتين منذ بدء الحرب الوحشية، وتم تسجيل عشرات حالات
الإعدام والقتل الميداني التي نفذها جيش الاحتلال لعشرات الشهداء الذين حاولوا الحصول
على الغذاء بمحافظتي غزة وشمال غزة".
وحمل الاحتلال "الإسرائيلي" كامل
المسؤولية عن المجاعة في محافظة شمال قطاع غزة، كما أنه حمّل المجتمع الدولي والإدارة
الأمريكية والرئيس بايدن شخصياً المسؤولية أيضاً تجاه هذه الجريمة التي قال إنها "تخالف
القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتخالف كل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية
التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، حيث منحوا الاحتلال الضوء الأخضر
لارتكاب هذه الجرائم، ورفضوا وقف هذه الحرب الوحشية على قطاع غزة".
وناشد المكتب كل
دول العالم الحر والمنظمات الدولية المختلفة العمل الجاد والفوري والعاجل من أجل
إدخال المساعدات التموينية والإمدادات الغذائية لجميع أبناء الشعب الفلسطيني وخاصة
في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة.
كما أنه طالب كل العالم بوقف حرب الإبادة
الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ووقف شلال الدم ووقف قتل واستهداف
المدنيين والأطفال والنساء.
ومنذ 108 أيام يشن الجيش الإسرائيلي حربا
مدمرة علي قطاع غزة، خلفت حتى الاثنين "25 ألفا و295 شهيدا و63 ألف مصابا معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل
وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.