هو واحد
من أشهر المجندين
المصريين خلال العقود الأربعة الماضية استطاع بمفرده حصد أكبر عدد
ممكن من أفراد جيش الاحتلال الإسرائيلي في هجوم مسلح منفرد خاطف وناجح أسفر عن مقتل
وإصابة نحو 41 جنديا وضابطا انتقاما للمسجد
الأقصى وإهانة العلم المصري.
هو الجندي
المصري أيمن حسن الذي خطط ونفّذ العملية عام 1990 والتي عرفت بـ"رأس النقب"
في منطقة حدودية بين مصر وفلسطين المحتلة، قتل خلالها 20 إسرائيليا وأصاب نحو 21 آخرين،
كان بينهم أحد كبار رجال الموساد المسؤولين عن تأمين مفاعل ديمونة النووي وضباط بمطار
النقب العسكري.
حسن
من مواليد محافظة الشرقية شمال شرق القاهرة ولد في تشرين الثاني/ نوفمبر 1967 لأسرة
ريفية بسيطة كان يقضي خدمته في الجيش وهو في الثالثة والعشرين من عمره في منطقة شمال
سيناء عندما قرر تخطيط وتنفيذ واحدة من أكثر العمليات إيلاما للاحتلال في ذلك الوقت.
نجح
المجند حسن في العودة إلى حدود بلاده سالما إلا من إصابة بالرأس وسلم نفسه للسلطة العسكرية،
وتم تقديمه للمحاكمة والتي دامت عدة أشهر وانتهت في نيسان/ أبريل 1991 بحكم يقضي بسجنه
12 عاما بعد تقديم تقرير طبي مفاده أنه يعاني من ضعف في القدرات العقلية بما يقلل من
مسؤوليته دون أن يتم نفيها كلية" ثم خرج عام 2000 بعفو شرطي.
ملابسات
عملية رأس النقب
وحول
ملابسات العملية، قال المجند المصري في حوار خاص لـ"عربي21": "أثناء
نوبة حراستي العسكرية بمنطقة رأس النقب في جنوب سيناء قام أحد الجنود الإسرائيليين
بتدنيس العلم المصري ومسح حذاءه به وقلت لنفسي لقد طلبت الموت لنفسك يا "عجل"
ومن هنا قررت أن أنزل من التبة للانتقام".
وأضاف:
"كان ذلك عام 1990 عندما كنت أقضي خدمتي العسكرية على الحدود، وخططت أن اصطاد
دورية إسرائيلية، لكن وقعت بعد ذلك مذبحة المسجد الأقصى وقررت أن أمضي قدما وأن تكون
العملية انتقاما لاغتيال المصلين في الأقصى".
بدأت
العملية بحسب "
بطل سيناء" كما أطلق عليه لاحقا "بمهاجمة دورية إسرائيلية
(جيب عسكري) داخل الحدود حيث رصدت نحو 60 ضابطا وجنديا في المنطقة القريبة مني (نقطة
اقتران المراقبة بين مصر وفلسطين المحتلة) ولذلك استعنت بقوة من عندي عبارة عن 15 خزنة
من طلقات الرصاص حتى تكون الذخيرة كافية".
كيف
بدأت العملية
وتابع
لـ"عربي21": "بدأت العملية صباحا واخترقت الحدود لمسافة 10 كيلومتر،
وتمكنت بفضل الله من إطلاق النار وقتل وإصابة عدد من الإسرائيليين، وقمت باصطياد أول
حافلة دورية عسكرية إسرائيلية، ثم جيب مجهز تابع للمخابرات وكان بها عميد، وجيب ثالث
كان بها جنود، والجيب الرابعة كان بها ضباط إسرائيليين، وبدأنا التراشق بالأسلحة وأصبت
برأسي ولكني تغلبت عليهم وقتلت وأصبت عددا كبير من الضباط والجنود".
وعن
كيفية انتهاء العملية، قال حسن "بعد أن انتهت ذخيرتي عدت أدراجي إلى الحدود المصرية
ودخلت لمسافة 120 مترا، ولاحقتني مروحية عسكرية إسرائيلية ودخلت في زاوية الوادي، وأراد
الله أن تكلل العملية بالنجاح وأن أنجو وأعيش".
وإذا
كان يتوقع أن يحصد هذا العدد الكبير من القتلى والمصابين في صفوف جيش الاحتلال، أوضح
المجند المصري السابق: "لم أكن أتوقع حصد هذا العدد وكنت أمني نفسي بعدد أقل من
ذلك بكثير ولكن توفيق الله كان حاضرا وتمكنت من ضرب حافلة طيارين في سلاح رأس النقب
الإسرائيلي بينهم مسؤول وعدد آخر بينهم فنيين، عدد المصابين 21 مصابا و20 قتيلا وكان
بينهم إصابات حرجة".
في تعليقه
على الحرب على قطاع غزة وعمليات المقاومة، قال حسن: "المقاومة في غزة يد تضرب
من حديد عنوان الظلم والقهر ويجب أن لا تأخذهم فيهم لومة لائم".