حذر رئيس الحكومة
اليمنية المعترف بها، السبت، من كارثة بيئية كبرى بعد "غرق السفينة البريطانية روبيمار" في البحر الأحمر، إثر استهدافها بهجوم من قبل جماعة "أنصار الله"
الحوثيين قبل أقل من أسبوعين.
وقال رئيس الحكومة، أحمد بن مبارك، خلال لقائه بالسفير الأمريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، إن "السفينة غرقت بسبب إصرار المليشيات الحوثية على إغراقها ، وتقاعس ملاك السفينة عن التعاون مع حكومته"، وفق ما نقلته وكالة "سبأ" الرسمية.
وفي الوقت الذي حذر من كارثة بيئية كبرى، ناشد بن مبارك المجتمع الدولي بالتحرك العملي والعاجل، وتشكيل خلية طوارئ دولية لإنقاذ البحر الأحمر، ومعالجة الكارثة البيئية الناجمة عن غرق السفينة.
وكانت خلية الأزمة التي شكلتها الحكومة اليمنية للتعامل مع السفينة "روبيمار"، قد أعلنت في وقت سابق السبت، عن غرق السفينة التي تحمل علم بيليز قبالة السواحل اليمنية، وذلك بعد هجومين إرهابيين لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وفق ما نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.
وأعربت الخلية الحكومية عن "أسفها لغرق السفينة التي ستسبب كارثة بيئية في المياه الإقليمية اليمنية والبحر والأحمر".
وذكرت أن "النتيجة كانت متوقعة بعد ترك السفينة لمصيرها لأكثر من ١٢ يوماً، وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع الكارثة التي تسببت بها المليشيا الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني".
وحملت اللجنة اليمنية الحكومية مليشيا الحوثي "مسؤولية الكارثة البيئية، وتداعيات استمرارها في استهداف سفن الشحن البحري وخطوط الملاحة الدولية على الوضع الإنساني في اليمن ودول المنطقة، وتهديد السلم والأمن الدوليين".
ودعت الخلية المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في التعاطي الحازم مع التهديدات الإرهابية والحفاظ على سلامة الملاحة العالمية، وإمدادات السلع الأساسية المنقذة لحياة الملايين من شعوب المنطقة".
"تحلل الأسمدة وذوبانها"
وفي السياق، قال الخبير النفطي اليمني، عبدالغني جغمان إنه كما هو معلوم فإن حمولة السفينة بحدود عشرين ألف طن من الأسمدة ـ دون توفر معلومات عن ماهيتها ـ سوى أنها شحنة قابلة للاحتراق تحت الكود IMDG Class5.1 ولكن الغرق غير محسوب حسابه ضمن التصنيف.
وأضاف جغمان في تصريح لـ"عربي21" أن تعريف الفئة 5.1 هي مواد، على الرغم من أنها ليست بالضرورة قابلة للاحتراق، إلا أنها قد تسبب أو تساهم في احتراق المواد والمواد الأخرى التي تحتوي على هذه المواد، بشكل عام عن طريق إنتاج الأكسجين، ويمكن أن تكون المواد المؤكسدة شكلا صلبا أو سائلا".
وتابع الخبير النفطي اليمني أن هناك حديث أنها " نترات الأمونيوم" التي تسبب تخزينها السيئ بانفجار بيروت الشهير، قبل أعوام".
وأشار إلى أن هناك احتمالين لحالة السفينة البريطانية بعد غرقها الأول يكمن في أن تغمر المياه الحمولة (الأسمدة) و تذوب في الماء والتي سوف تتسبب في إطلاق كميات من غاز النيتروجين، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تلوث المياه بمركبات النيتروجين.
وحول تأثير النيتروجين على البيئة المائية، أكد الخبير النفطي والاستشاري في تنمية الموارد الطبيعية أن النيتروجين هو مغذي أساسي للنباتات، ولكن إذا كان متوفرًا بكميات كبيرة في المياه، يمكن أن يؤدي إلى زيادة نمو الطحالب والنباتات المائية الأخرى ضمن ما يعرف "تفاوت النيتروجين" ويمكن أن يؤدي إلى انتشار الطحالب الضارة وانخفاض مستوى الأكسجين في المياه.
وحسب الخبير جغمان، فإن غرق الأسمدة بشكل عام كونها مواد كيميائية خطيرة للغاية، يغير طبيعة دورة الغذاء في النظم البيئية البحرية، لأن الأسمدة تحفز نمو الطحالب و بالتالي يؤثر على دورة النظام الغذائي للكائنات البحرية.
ولفت إلى أن المياه قد لا تدخل إلى خزانات السفينة إلى حين انتشالها، مع أن عمرها 27 سنة، وهو ما يعني أن السفينة خارج الخدمة بقرب تجاوزها العمر الافتراضي.
وقال إن شحنة السفينة من الأسمدة ستتحلل بسهولة وتذوب في الماء، إلا أن تركيز النيتروجين و الفوسفات والنترات سيكون عالي وسيختلط مع مياه البحر ويتلاشى الضرر الناجم عن ذوبان هذه الأسمدة بعد مدة زمنية.
وأردف قائلا : يجب أن تقوم الشركة المالكة و بالتعاون مع القوات البريطانية و الأمريكية بسرعه انتشال السفينة أو على الأقل الحمولة قبل أن تذوب الأسمدة التي فيها بشكل كامل، و في أسرع وقت.
كما دعا الخبير اليمني إلى "إرسال فريق لأخذ قياسات و رصد لتقييم الأثر البيئي ومتابعته على مدار الساعة وتحديد حدود ومكان التلوث، وبالتالي تحذير الصيادين ومرتادي تلك المنطقة من سفن تجارية أو صيادين بالابتعاد عنها ومتابعتها لحين تلاشي الضرر البيئي".
والجمعة، اتهمت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي بمهاجمة زورق صيد قرب السفينة روبيمار، ما أدى إلى مقتل وفقدان بعض الصيادين.
وقالت إن الهجمات تزامنت مع وجود لجنة الأزمة الحكومية الذي كانت تعمل على "إنقاذ السفينة" لتجنب كارثة بيئية في البحر الأحمر.
وفي 18 فبراير/ شباط الفائت تعرضت سفينة الشحن روبيمار، التي ترفع علم بيليز ومسجلة في
بريطانيا وتحمل أسمدة قابلة للاحتراق، لأضرار جسيمة جراء استهدافها بصاروخ، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم.