كشفت وكالة رويترز عن إمكانية إقدام
قطر على إغلاق المكتب السياسي لـ"
حماس" لديها في إطار إعادة تقييم لدورها كوسيط في المفاوضات، في حين شدد مصدر بحركة المقاومة الفلسطينية لـ"عربي21" على أن "العلاقة مع الدوحة في وضعها الطبيعي ولم يطرأ عليها أي تغييرات".
ونقلت رويترز عن مسؤول وصفته بـ"المطلع"، قوله إن "قطر تدرس ما إذا كانت ستسمح لحماس بمواصلة تشغيل المكتب السياسي"، مشيرا إلى ذلك يأتي ضمن "مراجعة أوسع تشمل النظر في ما إذا كانت الدوحة ستواصل التوسط في الصراع المستمر منذ سبعة أشهر أم لا".
والشهر الماضي، أعلن المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أن قطر بحاجة إلى إعادة تقييم جهود الوساطة بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي في هذه الفترة، مشيرا إلى إحباط بلاده من الهجوم المتكرر على جهود الوساطة المبذولة من الدوحة من قبل وزراء في حكومة "إسرائيل".
وقال المسؤول الذي تحدث إلى رويترز شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه "في حال لم تقم قطر بالوساطة، فلن يروا فائدة من الاحتفاظ بالمكتب السياسي لحماس. لذا فإن هذا جزء من إعادة التقييم".
في السياق ذاته، كشف مصدر في حماس لـ"عربي21"، أن علاقة الحركة "مع قطر في وضعها الطبيعي ولم يطرأ عليها أي تغييرات".
وقال المصدر تعليقا على تقرير رويترز: "لم يصلنا من القطريين أي شيء بخصوص إغلاق مكتبنا السياسي بالدوحة".
وشدد في حديثه لـ"عربي21"، على أن "قيادة الحركة عادت للدوحة منذ أيام وتدير أعمالها من هناك بشكل طبيعي"، مؤكدا أن "قطر لا زالت وسيطا أساسيا في المفاوضات مع
الاحتلال حتى الآن".
وظهر السبت، بدأت الجولة الأولى من مفاوضات وقف إطلاق النار في مقر المخابرات المصرية، في القاهرة، بحضور وفد "حماس" والوفد القطري والمصري والأمريكي، حسب مصدر لـ"عربي21".
يشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي انتقد دور الوسيط القطري في المفاوضات، مطالبا الدوحة بالضغط على حركة حماس خلال المفاوضات الجارية، بالتزامن مع تقارير صحفية حول "ممارسة واشنطن ضغوطا" على قطر.
وتستضيف قطر المكتب السياسي لحماس منذ عام 2012، بعد طلب من واشنطن لإنشاء خطوط اتصال غير مباشرة مع الحركة.
والجمعة، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أمريكي، قوله إن "واشنطن طلبت من الدوحة طرد حماس إذا استمرت الحركة في رفض اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل".
وذكر المسؤول الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم الكشف عن هويته، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، "سلّم رسالة بهذا المعنى إلى وزير الخارجية رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في نيسان /أبريل الماضي".
وقبل أيام، نفت مصادر خاصة لـ"عربي21" مزاعم عن ترتيبات ومباحثات تجريها حركة حماس لخروج قيادتها من دولة قطر، تحت ضغط أمريكي.
وقالت المصادر لـ"عربي21"، مفضلة عدم كشف هويتها، إن هذه الأنباء عارية عن الصحة تماما، وإنها لم تبحث قضية انتقال قيادتها السياسية في قطر إلى دولة أخرى، تحت أي نوع من الضغط.
وفي وقت لاحق، نفت "حماس" ادعاءات تقدمها بطلب إلى سوريا أو أي دولة أخرى لاستضافة مكتبها السياسي على أراضيها، وذلك تأكيدا لما نشرته "عربي21".
ولليوم الـ211 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع
غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ34 ألف شهيد، وأكثر من 77 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.