أثار قرار
إسبانيا بالاعتراف رسميا بدولة
فلسطين حفيظة مسؤولي
الاحتلال الإسرائيلي الذي
سارعوا للهجوم عليها، ومنع القنصلية الإسبانية في القدس المحتلة من تقديم الخدمات القنصلية
للفلسطينيين في الضفة الغربية.
وشن وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس هجوما في معرض إعلانه عن ما أسماه "الإجراءات العقابية
الأولية" ضد القنصلية الإسبانية، وتطرق إلى
محاكم التفتيش في إسبانيا التي أنشئت
في القرن الـ15 عقب سقوط دولة المسلمين في الأندلس.
وقال كاتس:
"لن نتسامح مع المساس بسيادة إسرائيل وأمنها، ومن يمنح جائزة لحماس ويحاول إقامة
دولة إرهابية فلسطينية لن يكون على اتصال بالفلسطينيين".
وأضاف: "نحن
في عام 2024، لقد انتهت أيام محاكم التفتيش، اليوم لليهود دولة ذات سيادة ومستقلة ولن
يجبرنا أحد على تغيير ديننا أو يهدد وجودنا، فمن آذانا أضررنا به".
وتشير تلك التصريحات
إلى فصل مظلم من تاريخ إسبانيا، التي كانت في العصور الوسطى دولة متعددة الأديان تضم
عددا كبيرا من السكان المسلمين واليهود، ولكن في مطلع القرن الـ16، أصبحت المجتمعات
اليهودية والمسلمة على وجه الخصوص هدفا للاضطهاد الوحشي.
وأعلن ملك إسبانيا
وقتها فرديناند والملكة إيزابيلا أنه سيتم طرد جميع اليهود من البلاد، وواجه الكثيرون
ضغوطا للتحول إلى المسيحية.
وفيما قتل وعذب في تلك المحاكم أعداد هائلة
من المسلمين، كان اليهود كذلك من ضحايا تلك المحاكم.
وكانت إسبانيا ومعها إيرلندا والنرويج قد
قررت الاعتراف رسميا بدولة فلسطين.
واليوم، وافقت الحكومة الائتلافية اليسارية في إسبانيا،
الثلاثاء، على قرار الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية.
وصرحت وزيرة التربية
والتعليم بيلار أليجريا، في مؤتمر صحفي، بأن مجلس الوزراء وافق خلال اجتماع له على
قرار الاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية.
وأضافت أليجريا
وهي أيضا متحدثة الحكومة أنه "قرار تاريخي وله هدف واحد وهو المساهمة في تحقيق
السلام".
وأوضحت أن إسبانيا
اتخذت "قرارا تاريخيا" وانضمت إلى قائمة الدول الـ143 التي اعترفت بدولة
فلسطين.
بدوره، قال وزير
الخارجية خوسيه مانويل ألباريس، إن الوقت حان للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإنه لا
يمكن السماح بقتل مزيد من الأبرياء.
وأضاف أن الاعتراف
هو الطريق الوحيد للسلام وأن قرار اليوم سيكون "نقطة تحول".
وذكر ألباريس أن
الصراع بين "إسرائيل" وفلسطين هو "أطول مشكلة في التاريخ وأكثرها استعصاء
على الحل".
وتابع: "مثل
الشعب الإسرائيلي، يجب أن يكون لدى الشعب الفلسطيني نفس الأمل والسلام والأمن. وهو
الشيء ذاته بالنسبة لكلا الشعبين".
والأربعاء الماضي،
أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها رسميا بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو/
أيار الجاري، ما يرفع عدد الدول المعترفة بها إلى 147 من أصل 193 دولة بالجمعية العام
للأمم المتحدة.
وفي تشرين الثاني/
نوفمبر 2004، اتخذ البرلمان الإسباني قرارا بالاعتراف بدولة فلسطين، إلا أن سريانه
كان يتطلب تحقيق توافق في الاتحاد الأوروبي ومن ثم تصديق مجلس الوزراء.
وعقب اندلاع الحرب
الأخيرة بغزة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتصاعد التضييق الإسرائيلي على الفلسطينيين
في الضفة الغربية، أعلنت الحكومة الائتلافية اليسارية في إسبانيا اعتزامها الاعتراف
بدولة فلسطين حتى وإن لم يتم التوصل إلى توافق في الاتحاد الأوروبي.