لعل أهم ما يجب أن يقرأه القادة العسكريون والسياسيون في
الكيان الصهيوني، وهم يشهدون ما أُعلن عنه بنشر الصور التي التقطتها مسيّرة الهدهد،
عالية التقنية، بأنهم أمام تطوّر تقني لم يتوقعوه من قبل، فضلا عن أن مجرد الكشف عنها
من قِبَل
حزب الله في
لبنان يعني أن المخفي أعظم، مما يمثل إنذارا رادعا لا يجوز تجاهله.
إن ما تعنيه "زيارة" مسيّرة الهدهد إلى سماء
حيفا وما حولها، وتجوّلها "الآمن" من دون أن تشعر بها مجسّات الرادار، أو
كل ما يكشف دخول جسم غريب فوق المدينة الأهم، يوجب المزيد من ضرورة إعادة الحساب في
شنّ
حرب؛ أعلن الجيش الصهيوني إعداده العدّة لها.
لقد كثرت التهديدات الصهيونية بشنّ الحرب ردا على ما جرى
من
تصعيد خلال الأسبوعين الماضيين، وبالتحديد بعد اغتيال القائد العسكري في قوات المقاومة
الشهيد طالب سامي عبد الله "الحاج أبو طالب"،
يقف الوضع العسكري في الحرب المُسيطر على سقفها بين حزب الله والكيان الصهيوني، على شفا شنّ حرب شاملة من جانب العدو، وهو يتلقى الهزائم ضمن قواعد الاشتباك التي حوفظ على التصعيد المتبادل فيها لثمانية أشهر، مع دخولها في الشهر التاسع منذ بضعة أيام
وذلك بإطلاق 200 صاروخ ومسيّرة
على مدى ثلاثة أيام متتالية، على الشمال الفلسطيني المحتل منذ 1949، الأمر الذي كان
يوجب شنّ الحرب فورا، لو كان الجيش الصهيوني والكيان الصهيوني كما كانا أيام زمان.
وقد فعلاها، لأقل من ذلك بكثير، حين شُنت حرب 2006 بسبب أو بحجة أسر جنديين وتفجير
دبابة ميركافا.
يقف الوضع العسكري في الحرب المُسيطر على سقفها بين حزب
الله والكيان الصهيوني، على شفا شنّ حرب شاملة من جانب العدو، وهو يتلقى الهزائم ضمن
قواعد الاشتباك التي حوفظ على التصعيد المتبادل فيها لثمانية أشهر، مع دخولها في الشهر
التاسع منذ بضعة أيام.
وصول الحرب إلى هذا المستوى، الذي اتسم بإمطار الكيان
الصهيوني بمئات الصواريخ والمسيّرات في اليوم الواحد، يرجّح توقع شنّ حرب شاملة، أو
عالية السقف بين لحظة وأخرى، علما أن شنّ حرب عدوانية من جانب الكيان الصهيوني ما زال
على الطاولة بانتظار التنفيذ، منذ خمس أو سبع سنوات في الأقل. وليس هنالك من تفسير
للتردّد في تنفيذه إلاّ أحد مانعين: الأول عدم التأكد من الانتصار فيها، بل رجحان الخوف
من فشلها من جهة، أو عدم القدرة على تحمل الخسائر في حيفا وتل أبيب، مثلا، في حالة
اندلاع قصف متبادل في العمق، ما يُعتبر حربا شبه شاملة.
ليس هنالك من تفسير للتردّد في تنفيذه إلاّ أحد مانعين: الأول عدم التأكد من الانتصار فيها، بل رجحان الخوف من فشلها من جهة، أو عدم القدرة على تحمل الخسائر في حيفا وتل أبيب، مثلا، في حالة اندلاع قصف متبادل في العمق، ما يُعتبر حربا شبه شاملة
فالسؤال هل التردد في شنّ الحرب، ردا على ما وصله الردع
من جانب المقاومة في لبنان، يرجع إلى السببين إياهما أعلاه، وربما مع تدخل أمريكي أيضا
لتجنّب مثل هذه الحرب، مع حرب دائرة في قطاع غزة؟
إذا كان الجواب باتجاه ترجيح إبقاء الرد ضمن السقف الذي
تصاعد إليه الوضع الحالي، فهذا يوجب إبقاء الإصبع على الزناد تحسبا لوقوع الحرب، بسبب
حماقة في تقدير الموقف، وهي حماقة أصبحت جزءا من سمات قرارات نتنياهو طوال الأشهر الثمانية
الماضية، وإن كانت الحسابات مختلفة مع حزب الله.