ما زال "الإسرائيليون" يعيشون هواجس احتمالية أن تكون غالبية منازلهم بدون كهرباء لفترة طويلة نتيجة لهجوم
حزب الله المتوقع، وهو سيناريو متطرف، ورغم أنه غير مرجح بنظر الكثير في الأوساط المهنية لدى
الاحتلال، إلا أن السؤال يبقى متركزا عن مدى استعداد الاحتلال للسيناريو الأكثر خطورة في تاريخه.
وذكر الجنرال آريئيل هايمان الباحث بمعهد دراسات الأمن القومي، أنه "في مؤتمر أمن نظام الكهرباء الذي عقد مؤخرا في معهد دراسات الأمن القومي (INSS)، كشف العميد يورام لاريدو، رئيس هيئة الطوارئ الوطنية (NAA)، أنه في حالة نشوب حرب على الجبهة الشمالية، فإننا قد نجد أنفسنا تحت هجوم بما يقرب من 4000 صاروخ يوميًا، بعضها دقيق، مما قد يسبب أضرارًا كبيرة، بما في ذلك أضرار كبيرة للبنية التحتية بشكل عام، والبنية التحتية للكهرباء بشكل خاص، وبالتالي يؤدي للفوضى في جميع أنحاء الدولة".
وأضاف في
مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "في مؤتمر آخر عقد قبل أيام في سديروت، قال شاؤول غولدشتاين الرئيس التنفيذي لشركة نيغا (الشركة الحكومية المسؤولة عن إدارة نظام الكهرباء) إن "حزب الله يستطيع بسهولة أن يقطع الكهرباء في إسرائيل، ولذلك سيكون من الصعب العيش فيها"، مما دفع وزير الطاقة ومكتبه لإصدار تعقيب أولي على هذه المخاوف جاء فيه أن "السيناريو الذي قد يبقى فيه 60% من المنازل الإسرائيلية بدون كهرباء لمدة تصل 72 ساعة، سيناريو متطرف، واحتمال حدوثه منخفض".
وأوضح أن "الهيئة المسؤولة عن تحديد السيناريوهات المرجعية للتهديدات التي يتعرض لها الفضاء المدني في دولة الاحتلال، حددت في 2021 أن سيناريو الإضرار بإمدادات الكهرباء لمدة 24-48 ساعة، وفي بعض المناطق يصل 72 ساعة، لم يتغير منذ السابع من أكتوبر، وما زال قائماً حتى اليوم، مما يطرح تساؤلات حول معقولية هذا السيناريو، مع أن تقديم إجابة محددة حول هذا التساؤل تتطلب اتباع طرق إدارة المخاطر من حيث فحص نية حزب الله، وقدرته على إحداث الضرر، ودراسة احتمالية تحققه، ومدة الضرر إذا تحقق التهديد، وصار واقعاً، وحجم الجهود الإسرائيلية المبذولة لحماية شبكة الكهرباء لديها".
وأشار إلى "أخذ الدروس المستفادة من هجوم حماس في السابع من أكتوبر للتعامل مع هجوم محتمل لحزب الله، يشير إلى أنه كان واضحاً للجميع أن حماس تنوي المسّ بالاحتلال، وقد ثبتت قدرتها في التدريبات والتمارين التي قامت بها، وفي الحروب السابقة".
وتابع، "لذلك جاء حجم الضرر هائلا، في حين أن حجم الجهد الإسرائيلي في الدفاع والحماية لم يكن كبيرا، ولو تم حشد القوات العسكرية المتوفرة قبل الحدث بساعات قليلة لكانت الصورة مختلفة تماما، لكن مناقشات القادة العسكريين ليلة الهجوم بين رئيس الأركان وجميع كبار الضباط كشفت أن تقديراتهم بشأن احتمال وقوع هجوم من قبل حماس ضئيل، وقد ثبت خطأ هذه التقديرات".
وأردف، أن "من الواضح أن حزب الله لديه نية لتدمير البنية التحتية لإسرائيل، ويمكن تقدير أن بعض صواريخه الأربعة آلاف دقيقة، وقد تلحق الضرر بالبنية التحتية للكهرباء في الدولة، والسيناريو المحتمل، هو انقطاع لمدة 24-48 ساعة، مع احتمال ضئيل، وربما منخفض جدًا، وقد يكون هناك انقطاع لأسابيع أو حتى عدة أشهر إذا أحدث الهجوم ضررًا كبيرًا لمكونات كبيرة في نظام الكهرباء، وحتى لو كانت الفرصة منخفضة، وربما حتى غير محتملة جدا، فإن مثل هذا السيناريو يعد خطيرًا للغاية، ونتائجه قاتلة لعمل الدولة".
يمكن رصد أهم النتائج الإسرائيلية المتوقعة لهذا السيناريو، وأبرزها أن دولة الاحتلال ستعيش في الظلام، ولن تعمل الشبكة الخلوية، وسيكون هناك ضرر لأنظمة نقل المياه، ولن تعمل مكيفات الهواء، ولا يمكن للإسرائيليين تزويد سياراتهم بالوقود، ولا سحب النقود في أجهزة الصراف الآلي، وهذه مجرد أمثلة قليلة، تكشف أن الاحتلال سيكون أمام سيناريو خطير غير مسبوق.
وتزداد خطورة هذا السيناريو في ظل غياب هيئة ذات مسؤولية وسلطة وميزانية للتعامل مع التهديدات المتعددة التي تواجه الجبهة المدنية.