"وين نروح، إلى أين؟" لا يزال هذا السؤال يحتلّ النصيب الأكبر من الأحاديث اليومية لآلاف الفلسطينيين، المضطرّين قسرا لنزوح جديد من مناطق شرقي خانيونس إلى منطقة المواصي غربي المدينة، وذلك عقب تلقيهم أوامر من قوات الاحتلال بإخلائها.
ورصدت "عربي21" عدّة صور ومقاطع فيديو، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، توثّق لعمليات النزوح القسري التي بات عليها آلاف الفلسطينيين، خلال الساعات الماضية.
وتكشف عدد من المقاطع التي يتم تداولها على نطاق واسع، أن الآلاف يواصلون النزوح، والطرقات كاملة في مدينة خانيونس، المتواجدة في جنوب قطاع
غزة المحاصر، قد اكتظّت بالسيارات، وبالمّارة ممّن حملوا ما استطاعوا من ما تبقّى لهم من متاع، إلى جانب عدد من العربات التي تجرّها الدواب.
عملية النزوح الجديدة، أتت عقب دمار كبير حلّ بخانيونس، واستمرار خوف الأهالي، وترقّبهم لما يصفوه بـ"مصير مجهول" في ندرة المياه والأكل والأمتعة، وعلى وقع الانفجارات المتواصلة للاحتلال الإسرائيلي، خاصّة عقب إنذار جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخلاء كافة المناطق الشرقية من أجل اعتزامه تنفيذ عملية عسكرية هناك.
وفي السياق نفسه، قالت وكالة "الأونروا" التابعة للأمم المتحدة، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت أوامر إخلاء جديدة لمناطق في شرق خانيونس، التي اضطرّ الناس فيها بعد بدء عملية رفح إلى الإقامة في مبان مدمرة ومتضررة وغير آمنة.
وأضافت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين: "بعد أسابيع فقط من إجبار الناس على العودة إلى خانيونس المدمرة، أصدرت السلطات الإسرائيلية أوامر إخلاء جديدة للمنطقة. ومرة أخرى تواجه العائلات النزوح القسري".
ورجّحت تقديرات "الأونروا" أن "250 ألف شخص سوف يضطرون إلى الفرار مجددا، مع عدم وجود أي مكان آمن في غزة"، مردفة بأن "المنطقة مكتظة بالكامل بالخيام وأماكن الإيواء" بعد ليلة شهدت قصفا عنيفا بأنحاء غزة.
إلى ذلك، أفادت لويز ووتريدج، وهي المتحدثة باسم "الأونروا"، بأن هناك شحّا في الوقود وانعدام الأمن، فيما تواصل الوكالة تقديم المياه والرعاية الصحية والغذاء وغير ذلك من مساعدات للسكان.
وأشارت المتحدثة باسم "الأونروا" إلى أن "مواصلة الاستجابة أصبحت أمرا شبه مستحيل؛ بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي، والمزيد من أوامر الإخلاء التي تؤثر مرة أخرى على وصول الوكالات الإنسانية إلى معبر كرم أبو سالم لتلقي إمدادات الإغاثة".
تجدر الإشارة إلى أن عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج على كامل قطاع غزة دخل يومه الـ272، إذ وسّع جيش الاحتلال من عملياته العسكرية في مدينة رفح التي شهدت معارك ضارية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال، التي أعلنت الخميس مقتل قائد فصيل في لواء "غفعاتي"، وإصابة آخرين، خلال معارك في قطاع غزة.
كذلك، شهدت عدّة مناطق متفرقة في القطاع المحاصر جُملة اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أعلنت كتائب القسام تدمير دبابتين برفح وقصف تحشدات عسكرية بحي الشجاعية، فيما أعلنت سرايا القدس أنها دمرت دبابة وجرافة عسكرية برفح.
وأعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 58 شهيدًا و179 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأكدت في بيان لها أن حصيلة الضحايا وصلت إلى 38 ألفا و11 شهيدا و87 ألفا و445 مصابا، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.