تتوقّع عدد من استطلاعات الرأي في
فرنسا أن تعيد الجولة الثانية من
الانتخابات البرلمانية، التي سوف تجري اليوم الأحد، تشكيل
المشهد السياسي للبلاد. في إشارة إلى أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف من المرتقب أن يفوز بأكبر عدد من الأصوات، لكن من المرجّح ألّا يتمكن من تحقيق الأغلبية.
وستفتح مراكز التصويت أبوابها الساعة الثامنة صباحا (السادسة بتوقيت جرينتش) وتغلق في الساعة السادسة مساء في كل من البلدات والمدن الصغيرة، وفي الثامنة مساء (السادسة بتوقيت جرينتش) في المدن الكبرى، فيما تُعلن التوقعات الأولية عند انتهاء التصويت بناء على إحصاء جزئي لعينة من مراكز التصويت.
وتوضّح الاستطلاعات أن حزب التجمع الوطني سوف يصبح قوة تشريعية في فرنسا، غير أنه سوف يفشل في الوصول إلى الأغلبية، وهي البالغة 289 مقعدا، وهي التي كانت ستُمكّن لوبان من المطالبة بمنصب رئيس الوزراء، وسنّ السياسات الفرنسية وفق اتجاه اليمين.
وفي هذا السياق، يقول عدد من المحللين والمتابعين للشأن الفرنسي، إن "النتيجة المتوقّعة قد تُؤدّي إلى برلمان معلّق وفوضوي، وهو ما قد يؤثر أيضا على سلطة الرئيس الفرنسي الحالي، إيمانويل ماكرون؛ إذ إنه إذا فاز حزب التجمع الوطني القومي بالأغلبية، فقد يجد الرئيس نفسه مجبرا على ما يوصف بالتعايش الصعب".
تجدر الإشارة إلى أن حزب التجمع الوطني، بزعامة مارين لوبان، كان قد فاز في الجولة الأولى من الانتخابات، التي تمّت الأحد الماضي، وهو ما خلق نقاشا واسعا، خاصة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بكون فرنسا مُقبلة على تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في تاريخها، وذلك منذ الحرب العالمية الثانية.
غير أنّه حين قرّرت أحزاب الوسط واليسار، خلال الأسبوع الماضي، توحيد قواها، في محاولة لتشكيل ما يوصف بكونه "حاجزا مناهضا لحزب التجمع الوطني"، تبدّدت أحلام لوبان في فوز حزب التجمع الوطني بالأغلبية المطلقة في الجمعية الوطنية المكونة من 577 مقعدا.
وكان ماكرون قد أغضب عدد من حلفائه السياسيين ومؤيديه، عندما دعا إلى انتخابات مبكرة، بعد الهزيمة التي تكبّدها حزبه أمام حزب التجمع الوطني في انتخابات البرلمان الأوروبي، خلال الشهر الماضي، على أمل أن يفوز على منافسيه في الانتخابات التشريعية.