فازت المحامية الفرنسية عن حزب "
فرنسا الأبية" اليساري٬ والتي تعود جذورها إلى
فلسطين، ريما حسن البالغة من العمر 32 عاماً، والمولودة في سوريا، بمقعد في
البرلمان الأوروبي.
وتصدّر خبر فوزها الحديث على مواقع التواصل، إلى جانب تقدّم حزب "التجمع الوطني" اليميني في الانتخابات الأوروبية، وقرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حلّ البرلمان، ودعوته لانتخابات مبكرة.
وأثارت ريما حسن الاهتمام خلال الأشهر الماضية بسبب موقفها من الحرب في غزّة، وكانت محوراً لسجالات في الأوساط السياسية والإعلامية الفرنسية، بسبب وصفها الأعمال العسكرية الإسرائيلية في غزّة بأنها إبادة.
وفي أول تعليق لها على فوزها، قالت ريما حسن من المقر الرئيسي لحزب فرنسا الأبية، "أنا سعيدة للغاية".
وكانت مجلة "فوربس" قد اختارتها كإحدى أبرز الشخصيات النسائية المؤثرة في فرنسا لعام 2023 بناءً على المسار الاستثنائي الذي قطعته منذ خروجها من المخيّم.
لكن المجلة ألغت حفلا للمكرّمات، كانت تنوي إقامته نهاية آذار/مارس الماضي في باريس، وقالت ناطقة باسم النسخة الفرنسية إن "الظروف لم تعد مواتية لإقامة الأمسية كما هو مخطط لها".
واجهت حسن، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على
غزة، حملةً من الكراهية والترهيب من قبل الأوساط الفرنسية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي.
واستمعت الشرطة الفرنسية في نيسان/ أبريل الماضي، إلى أقوالها، بعد اتهامات بـ"تمجيد الإرهاب" وجّهتها لها منظمات داعمة لإسرائيل في فرنسا على خلفية تغريدات منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، استعملت فيها تعبير "الإبادة" بخصوص ما يحدُث في غزة، أو أنها لم تعتبر ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عملية إرهابية.
وبسبب استعمالها شعار "فلسطين من البحر إلى النهر"، وُجهت أيضاً للناشطة ريما حسن اتهامات في مواقع التواصل بأنها تدعو إلى تصفية دولة الاحتلال، لكنها فسّرت ذلك في أكثر من ظهور إعلامي بأن هذا الشعار لا صلة له بحركة حماس من جهة ولا بمجريات الحرب الدائرة.
من هي ريما حسن؟
ريما حسن مولودة في عام 1992 بمخيّم النيرب للّاجئين الفلسطينيين بالقرب من حلب، شمالي سورية، وهي حقوقيةٌ متخصّصة بالقانون الدولي.
وكانت من اللاجئين الفلسطينيين الذين لا يحملون أوراقاً ثبوتية إذ تتحدر عائلة والدها من قرية البروة شرق عكا، وقد استقرت في سوريا بعد تهجيرها عام 1948.
وغادرت سوريا إلى فرنسا مع والدتها وخمسة من الأشقاء والشقيقات عند بلوغها العاشرة، ونالت الجنسية الفرنسية حين بلغت 18 عاماً. في مقابلة مع مجلة "لو باريزيان" عام 2022، قالت إنها لم تكن تعرف كلمة واحدة باللغة الفرنسية عند وصولها إلى فرنسا.
درست الحقوق ونالت الماجستير في القانون الدولي من جامعة السوربون، وتناولت في رسالتها "الفصل العنصري في جنوب أفريقيا وإسرائيل".
وأنشأت عام 2019 "مرصد مخيّمات اللاجئين"، ثم منظمة "العمل فلسطين ـ فرنسا" عام 2023.